أردوغان بقناع جديد..بقلم: محمود الشاعر

أردوغان بقناع جديد..بقلم: محمود الشاعر

تحليل وآراء

السبت، ٢١ أكتوبر ٢٠١٧

في ليلة وضحاها يعتلي أردوغان بساط الوهم السحري متجهاً إلى إدلب عبر مسار أستنة وتفاهمات خفض التوتر عازماً على دخولها مع حشوده العسكرية من بوابة اللعب على وتر محاربة الإرهاب وإشارات استفهام كثيرة ترافق حربه المزعومة تلك، فمنذ متى يحارب أردوغان الإرهاب وقد دخلت حشود الإرهابيين بكل مسمياتهم وانتماءاتهم وعتادهم وإمداداتهم إلى سورية عبر الأراضي التركية وبمباركة أردوغانية ؟! وكيف يمكن للعثماني الغارق في أوهام استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية البائدة أن يقف في وجه أبناء جلدته من المتطرفين الذين دعمهم طويلاً و لايزال في قرارة نفسه منحازاً إليهم ويحاول تبنيهم عبر مشروع إرهابي جديد يكون فيه " الجيش الحر" وهو الفصيل الإرهابي الذي تنضوي تحته تنظيمات إرهابية مختلفة تتقاسم الإجرام في إدلب يكون ورقة سياسية يبعد بها أردوغان الشبح الكردي عنه ويحصل من خلالها على مكاسب وهمية ،لذلك اضطر التركي لتقديم صك البراءة المزعوم حين ادعى قصفه لمواقع إرهابيي جبهة النصرة في إدلب في الوقت الذي وصلت فيه أنباء عن تسلل جنود أردوغان ومجموعة استطلاع تركيا إلى إدلب تحت غطاء وحماية إرهابيي جبهة النصرة أنفسهم . إن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه اليوم : ماذا يريد أردوغان من إدلب الآن وفي هذا التوقيت بالذات وقد شارفت الحرب السورية ضد الإرهاب على الانتهاء ؟ وهل يطمح التركي بإظهار نفسه كلاعب له أهميته في تسهيل العملية السياسية والعسكرية في أستنة من خلال لعب دوره كضامن للمجموعات الإرهابية في إدلب وعبر خفض التوتر والتصعيد هناك لغاية في نفسه قد لا تخفى على من خبر تاريخه في الخداع والمراوغة والتلون !! وهل يستطيع أردوغان اليوم إعادة صياغة قناعاته مكرهاً أمام واقع جديد فرضته الانجازات العسكرية للجيش السوري البطل لذلك تراه متخبطاً وقد أقر في تصريح له / أن هناك مكيدة أجنبية لتقسيم تركيا والمنطقة / وهو متخوف من ارتداد عكسي للإرهاب لن تسلم منه تركيا كما لم تسلم منه السعودية في عقر قصرها الملكي مع أنها الداعم الأول للإرهاب والقاعدة الأولى لانطلاقته ودعمه . إن تجنب أردوغان لسيناريوهات كارثية تنتظر بلاده بعد انتهاء الحرب في سورية تفسر تقاربه مع حلفاء سورية من الروس والإيرانيين وسعيه لإظهار وجه آخر مغاير لوجهه الحقيقي الذي اعتدنا عليه خلال حربه الإرهابية على سورية . لقد تمكنت سورية وعبر انتصاراتها العظيمة في الميدان من قلب توازنات العالم وتغيير معادلاته وهي تؤكد اليوم أنها بوابة العالم نحو السلام الحقيقي وأنها استطاعت بصمودها إسقاط جميع الرهانات مما جعل خصومها وأعدائها اليوم يعودوا إلى رشدهم ليتخذوا لأنفسهم مكاناً مناسباً في رقعة التوازنات الجديدة .
*أمين تحرير صحيفة العروبة بحمص