تركيا.. دور مشبوه تحت غطاء خفض التوتر .. بقلم: معن حمية

تركيا.. دور مشبوه تحت غطاء خفض التوتر .. بقلم: معن حمية

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٧ أكتوبر ٢٠١٧

تضغط تركيا لتوحيد المجموعات الإرهابية المتطرفة في إدلب وبعض المناطق السورية، ضمن تشكيل واحد، تطلق عليه تسمية «جيش» على أن تُلحقه بما تُسمّى الحكومة السورية المؤقتة!

وإذا صحّ قيام تركيا بهذا الدور الذي كشفت عنه تقارير إعلامية ومعلومات موثقة، فهذا يدلّ على أنها لا تزال مستمرة في محاولاتها للوصول إلى تحقيق «المناطق الآمنة» كأمر واقع، وهو ما كانت تسعى إليه منذ بداية الحرب على سورية.

وما بات واضحاً أنّ تركيا تجاوزت الدور المُعطى لها في أستانة، والذي يقترن حصراً بتثبيت «مناطق خفض التوتر».

دخول القوات والآليات التركية إلى مدينة إدلب، تحت حراسة المجموعات الإرهابية، كان بمثابة الإشارة الأولى التي تؤكّد نكوص تركيا بما تمّ الاتفاق عليه في أستانة، خصوصاً أنّ المجموعات الإرهابية التي تتعاون معها تركيا بشكل أساسي، تتبع لجبهة النصرة، المصنّفة إرهابية. وهو تصنيف يُلزم تركيا بأن تقطع كلّ علاقة مع هذه المجموعات، لكن هذا الأمر لم يحصل. وكلّ الوقائع تشير إلى أنّ جبهة النصرة الإرهابية هي الذراع الأساسية الوحيدة التي تدور في الفلك التركي وتعمل لحساب تركيا.

ولأنّ سورية تعرف جيداً طبيعة تفكير قادة تركيا الجدد وما يخططون له، فإنها أعلنت موقفاً حازماً وصفت فيه القوات التركية التي دخلت إدلب بأنها قوات احتلال وطالبت بخروج هذه القوات من المناطق السورية كلّها.

الموقف السوري لم يلقَ عضداً من الحلفاء الأساسيين، ذلك أنّ موسكو وطهران لا تزالان تعوّلان على أن تكون أنقرة شريكاً فاعلاً في ضمان مناطق خفض التوتر، لكن إلى متى؟

أن يصل الأمر بأنقرة الى حدّ السعي لتشكيل جيش ووضعه تحت تصرف الحكومة الشكلية المؤقتة التي ترعاها، معنى ذلك أنّ القيادة التركية برئاسة أردوغان تذهب باتجاه تصعيد التوتر، لأنّ الأتراك يعرفون جيداً وسلفاً بأنّ سورية، لا تقبل بأيّ أمر يمسّ من سلطان سيادتها، وأنّ القيادة السورية التي رفضت الكثير من العروض منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية، لن تقبل بأيّ منها في مرحلة الإنجازات والانتصارات.

أمام تطوّر خطير كهذا، وفي ظلّ موقف سورية الحازم الرافض للدور التركي، هل يبقى الموقفان الروسي والإيراني على النسق ذاته، أم سيكون هناك تحرك لوضع ضوابط تفرمل اندفاعة تركيا باتجاه تشكيل «جيش» إرهابي وإقامة مناطق آمنة، هي من أحد أبرز أوجه التقسيم المقنّع الذي يهدّد وحدة سورية؟