انتهاء المعارضة الخارجية وبداية تقسيم سورية !!.. بقلم : غسان يوسف

انتهاء المعارضة الخارجية وبداية تقسيم سورية !!.. بقلم : غسان يوسف

تحليل وآراء

الاثنين، ٤ ديسمبر ٢٠١٧

بإصدار مجموعة قوى سورية معارضة، منها المجلس الوطني، وإعلان دمشق، وشخصيات أخرى، كجورج صبرا وخالد خوجة وسمير نشار ومحمد صبرا وسهير الأتاسي، وغيرهم، بياناً يعتبرون فيه أن "الضغوط الدولية والإقليمية أدت إلى تشكيل هيئة جديدة للتفاوض لا تمثّل في تكوينها ولا في رؤيتها السياسية أهداف الثورة السورية" كما قالوا .
المجموعة اعتبرت أن "الهيئة الجديدة (الهيئة السورية للتفاوض) استبدلت هدف التسوية السياسية من نقل السلطة من الرئيس بشار الأسد إلى هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة تقود المرحلة الانتقالية، ليصبح عوضاً عن ذلك صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة".

أهم ما في بيان هذه المجموعة أن الموقّعين على البيان رفضوا مخرجات مؤتمر الرياض2، معتبرين أن "وجود منصة موسكو في قيادة الوفد المفاوض، هو إهانة للثورة السورية ولدماء الشهداء وتضحيات الشعب السوري"، ومشددين على أن "رحيل الرئيس بشار الأسد في بداية المرحلة الانتقالية مبدأ غير قابل للتفاوض، وشرط حتمي لحصول أي انتقال سياسي حقيقي وذي معنى .
هذا البيان يؤكد الانقسام في المعارضة الخارجية وبالتالي اختلاف الدول الاقليمية على الموضوع السوري .
ومن هنا نرى أن مسار جنيف فاشل لثلاثة أسباب أولها : انقسام المعارضة الخارجية أو ما يسمى الائتلاف الوطني السوري الذي كانت تُجمع عليه دول إقليمية بما فيها السعودية وتركيا وقطر وتحركه الولايات المتحدة .. اليوم تركيا تنسق مع روسيا وإيران ، والسعودية تتأرجح ما بين موسكو وواشنطن ، وقطر تتخبط في أزمتها الاقليمية وتكشف المزيد من خفايا الغرف المغلقة التي كانت تدير الحرب في الداخل السوري على لسان حمد بن جاسم رئيس وزرائها السابق .
الثاني : عدم اقتناع محور سوتشي ( روسيا إيران تركيا سورية ) بمفاوضات جنيف والتركيز على آستانا التي استطاعت إلى حد ما التوصل إلى خفض تصعيد واضح في سورية .
الثالث : عدم شمول مفاوضات جنيف الأكراد ما يعني أنها مفاوضات ناقصة والأكراد يديرون أنفسهم في المناطق التي استولوا عليها برعاية أمريكية ويجرون انتخابات تنبثق عنها إدارة منتخبة ما يهدد سورية بتقسيم غير معلن !
المؤكد اليوم أن جنيف قد فشل تماما ولم يستطع ولن يستطيع حل الأزمة في سورية ، الأنظار أصبحت تتوجه نحو مدينتين الأولى أستانة التي استطاعت تحقيق ما لم تستطع جنيف تحقيقه ، والثانية سوتشي التي جمعت الأضداد في هذا المكان لتقول موسكو ويقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين : إن روسيا هي من تملك مفتاح الحل في سورية ، وهي من تستطيع إعطاء كل طرف في سورية حجمه الطبيعي مهما دعمه الآخرون !