واشنطن ستلجأ إلى السياسة لعرقلة الحل خوفاً من أن يكون سوتشي بديلاً عن جنيف

واشنطن ستلجأ إلى السياسة لعرقلة الحل خوفاً من أن يكون سوتشي بديلاً عن جنيف

تحليل وآراء

الجمعة، ١٥ ديسمبر ٢٠١٧

علي مخلوف
خفت صوت السلاح فيما ضج العالم بمشاهد المصافحات ودوي التصريحات، لم تعد الميليشيات الإرهابية في سوريا سوى هباب تذروه رياح التغيير الميداني والسياسي، في وقت يسير فيه جيش أنصاف الآلهة السوري بخطى موزونة لمعركة الخلاص الأخير.
البداية كانت من زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قاعدة حميميم الجوية في الساحل السوري ولقائه بالرئيس بشار الأسد، وعلى الرغم من محاولات المحور المعادي والمعارضة التي يدعمها استغلال الحدث على أنه انتهاك للسيادة السورية، فإن مشهد العناق منذ حطت قدما بوتين على أرض المطار ثم لقائه وجهاً لوجه بالرئيس الأسد على شكل منفرد، ومن ثم لقاء الرئيسين بالضباط الروس والسوريين، أسكت أفواهاً عديدة، لقد اختار بوتين زيارة حميميم ولقاء الأسد قبل جولته إلى دول الجوار، أطلع بوتين الرئيس الأسد على خطة رحلته ولقاءاته المنتظرة، ثم أعلن من الساحل سحب جزء من القوات الروسية مهدداً بتوجيه ضربات مخيفة للإرهاب إن رفع رأسه مجدداً، لقد أراد بوتين إحراج واشنطن ومن معها وهم الذين كرروا مراراً ضرورة سحب القوات الأجنبية من سوريا فبدء بنفسه، فما كان من الولايات المتحدة إلا أن صعدت الموقف السياسي عندما صرح وزير الخارجية ريسك تيلرسون بشأن القرم وأوكرانيا، وذلك لذر الرماد في العيون وتخطي محاولة بوتين حشر ترامب بشأن سحب قواته من سوريا كما فعل القيصر من قلب حميميم.
عاد تيلرسون ليكرر الموقف التصعيدي ضد القيادة السورية ومستقبلها، ثم لم يلبث إلا أن حصل تغيير أممي وحتى على مستوى المعارضة التي قالت بأنها مستعدة للجلوس مع السلطة ودون شروط مسبقة وأن الرئاسة مسألة يحددها الدستور والانتخابات فقط، فيما عات واشنطن للقول مرة أخرى بعد تصريحاتها العدائية بأن مصير القيادة السورية يحدده السوريون وحدهم.
لم تمض ساعات عل إعلان بوتين النصر على الإرهاب في سوريا حتى ظهر الرئيس ترامب ليعلن نصره الخاص على الإرهاب في سوريا والعراق.
تصريحات تيلرسون كانت غريبة في التوقيت ومتضاربة في ذات الوقت حيث أعلن عن ضرورة دعم موسكو لبلاده في قضية العقوبات على كوريا الشمالية، بينما أكد أن واشنطن لن ترفع عقوباتها عن روسيا قبل أن تنهي ما أسمته باحتلال أوكرانيا، هذه التصريحات من شأنها خلط الأوراق ووضع عصي في عجلة الحل السوري، لا سيما وأن واشنطن تتخوف من أن يكون سوتشي بديلاً عن جنيف، بما يكلل النجاح الروسي السياسي على مستوى عالمي ورسمي، مدعوماً بتطورات الميدان السوري، حيث باتت غالبية مساحة سوريا بيد الحكومة السورية.
إذاً فإن المرحلة القادمة آتية على متغيرات كبيرة، وستشهد على محاولات أمريكية وخليجية من أجل عرقلة أي حل سوري، هذه المحاولات لن تكون بطرق عسكرية ولا من خلال دعم جماعات مسلحة لأن الأمر بات مفعولاً الجيش السوري وحلفائه هم الأقوى والأكثر نفوذاً، بالتالي لن يبقى إلا التصريحات العدائية والمواقف المعرقلة لأي تعاون دولي وإقليمي بشأن سوريا.
عاجل