...إلى ما قبل العصر الحجري.. بقلم: نبيه البرجي

...إلى ما قبل العصر الحجري.. بقلم: نبيه البرجي

تحليل وآراء

الأحد، ١٧ ديسمبر ٢٠١٧

هوذا الكاوبوي في آخر الطريق: تكثيف التواجد الميداني في سوريا، التلاعب بالغرائز (والشظايا) في العراق، الابقاء على التراجيديا اليمنية،  وان مع بعض اللمسات الديبلوماسية للتورية الأخلاقية.
الذين تابعوا كلام نيكي هايلي راعهم قرع الطبول. هي في نيويورك. لماذا تكلمت، هكذا، في واشنطن، الا اذا كان ريكس تيلرسون يحزم حقائبه فعلاً، ودون أن يبقى سراً طموحها الجنوني للوصول الى البيت الأبيض.
لا أحد قال لها ان ايران أوقفت برنامجها النووي، ربما عند حدود القنبلة، وأن الصواريخ النووية بين يدي كيم جونغ ـ اون على رمية حجر من لوس انجلس وسان فرنسيسكو.
الروس يؤكدون أن لدى بيونغ يانغ المنظومة الصاروخية البعيدة المدى والتي يمكن أن تصيب البيت الأبيض.لعل عظام الجنرال دوغلاس ماك آرثر قد تزعزعت، وهو بطل الباسيفيك الذي كاد الأمبراطور هيروهيتو أن يجثو بين يديه. لا ننسى أن مطالبته الرئيس هاري ترومان بالقاء قنبلة ذرية على شبه الجزيرة الكورية أقفل أمامه الباب الى البيت الأبيض.
كبار المعلقين يرون أن السياسات النرجسية الراهنة لادارة دونالد ترامب أقرب ما تكون الى الشعوذة الاستراتيجية. هل هي العودة الى فلسفة هنري كيسنجر حول «الالتباس الخلاق»، أم الأخذ بنظرية رونالد ريغان حول «حرائق الغابات»، أي برمجة الحروب واستخدامها لأغراض تكتيكية؟
في نهاية المطاف، يرى باحثون في سيكولوجيا السلطة أن ثمة رجلاً مصاباً بالبارانويا في المكتب البيضاوي. يا للوصف المريع «انه المايسترو الذي يقود الأوركسترا بحذائه».
قد تكون الفظاظة ضرورية هنا. حذاء على كتفي رجل، ويحاول ادارة العالم. متى القنبلة النووية على ايران أو على كوريا الشمالية؟ في واشنطن يقولون  «تابعوا تحقيقات روبرت مولر». في أي لحظة قد يقع الانفجار الكبير ويبحث ترامب عن مأوى في لاس فيغاس.
جدل في البنتاغون حول التعامل مع الترسانة الكورية بعدما بدا أن مقاربة هذه القضية البالغة الحساسية في الباسيفيك ، وهو الاوقيانوس «الذي ينتظرنا قبل منتصف القرن»، تبعاً لرؤية باراك أوباما، لا تتم بالتغريدات العشوائية على الورق, ولا بالرهان على مئات مليارات الدولارات من مبيعات الأسلحة الفائقة التطور الى اليابان وكوريا الجنوبية.
سيلا بن حبيب، الاستاذة في جامعة يال، صدمتها سياسات الأمبراطورية «كما لو أننا في حضرة راقصة بساق واحدة».
الديبلوماسية الروسية واثقة من أن دونالد ترامب يمتلك كل مواصفات المهرج. لكنه الرجل الذي يمتلىء في داخله بالوحول، وحيث لا رؤية، ولا رؤيا، على الاطلاق. أي خطأ، حتى ولو كان زلة قدم، يمكن أن يفضي الى نهاية العالم.
اللوبي اليهودي الذي بات يشكل ، خفية، المعطف الحديدي له، يبذل أقصى جهده لوضع ملف كيم جونغ ـ اون جانباً. الاصابع كلها تتوجه الى طهران. ماذا ينتظر الرئيس الأميركي لفرض الحصار على ايران. العرب جاهزون، حتى لو باعوا لحاهم (من يشتري؟)، لتمويل عمليات اطلاق عشرات آلاف الصواريخ، من القواعد المنتشرة في المنطقة، أو من الغواصات والبوارج، لتدمير البنية العسكرية الايرانية.
انطوني كوردسمان، الباحث الاستراتيجي، يحذر «انهم الايرانيون»، أي ليسوا العرب الذين يكدسون الأسلحة من أجل الاحتفالات القبلية، أو الذين يبنون استراتيجياتهم فوق الرمال.
ما من قوة تستطيع أن تدمر أكثر من عشرة في المئة من مئات آلاف الصواريخ التي قد تؤدي الى احداث كوارث جهنمية في المنطقة.
كثيرون يطرحون هذا السؤال «اذا شن الاسرائيليون الحرب ضد «حزب الله»، ماذا سيفعل الايرانيون؟ وزير الاستخبارات الاسرائيلي يسراييل كاتز هدد باعادة لبنان الى العصر الحجري.
المسألة قد تستدعي الكثير من الشفافية. البعض يرى أن طهران تكتفي بالمواقف البهلوانية. البعض الآخر يؤكد أن أي حرب على لبنان تعني انفجار المنطقة من أدناها الى أقصاها.
لماذا كل ذلك الضجيج العسكري الآن؟ هل لأن السعوديين أعلنوا يأسهم من السياسات الأميركية المتراقصة، أم لتغطية القرار الخاص بمدينة القدس (العرب نيام نيام نيام)؟ باحثون في معهد جافي يقولون» ان «حزب الله» أقوى بكثير مما نتصور».
يعيدون لبنان الى العصر الحجري. نعيدهم الى ما قبل العصر الحجري. لعلها المعادلة الآن...