أهم الأسباب التي تعيق إنشاء تحالف تركي إيراني

أهم الأسباب التي تعيق إنشاء تحالف تركي إيراني

تحليل وآراء

الأحد، ٢٤ ديسمبر ٢٠١٧

أكد المحلل السياسي البريطاني، آدم غاري، أن العلاقات التركية الإيرانية تطورت خلال السنة الحالية بشكل ملحوظ ووصلت إلى مرحلة الشراكة الكبيرة.
 

وفسر المحلل غاري هذا التطور نتيجة لأسباب اقتصادية وأمنية، مشيرا إلى أنها لن تتطور إلى تحالف استراتيجي، بسبب عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي.

وفي مقال له نشره في دورية "أورينتال ريفيو"، قال غاري إن العلاقات التركية الإيرانية شهدت منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979 فترة من التذبذب السريع تراوحت بين التسامح العملي والتعاون المحدود، إلى العداء المفتوح الذي لم يصل إلى حد النزاع العسكري، ولكن العلاقات تشهد الآن أفضل عصورها منذ 40 عاما.

ولفت المحلل البريطاني إلى أن بدء عملية السلام في أستانا وقبول تركيا ببقاء الحكومة السورية كانت من بين العناصر الرئيسة التي ساعدت العلاقات الثنائية بحيث صار البلدان يريان إمكانية أوسع للوصول إلى شراكة تتجاوز الصراع السوري وعملية السلام المرتبطة به.

وإلى جانب التوافق بين البلدين حول ضرورة إعادة الاستقرار إلى سورية، تكررت زيارات الرئيس التركي أردوغان إلى إيران وترافقت مع تزايد التجارة بين البلدين بسرعة.

إضافة لذلك، تعهدت الدولتان بالبدء في التبادل التجاري بالعملات الوطنية، وهو ما يسمح لإيران بتجاوز العقوبات الأمريكية، ويسمح لتركيا أيضا بتأكيد الاستقلال المالي عن شركائها الغربيين السابقين.

ومن الناحية العملية، يتطلع البلدان إلى التعاون في مشاريع الطاقة المتبادلة، بما في ذلك "خط الغاز الفارسي". ومن بين الأطراف المشاركة في هذا المشروع، فإن تركيا وإيران هما الدولتان غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وهذا يعني أن إيران وتركيا تمثل الجانب الشرقي لمشروع يربط الغاز الأوراسي إلى الجانب الأوروبي.

وتحدث غاري عن أن أهم حدث في العام الحالي فيما يتعلق بتعميق الشراكة التركية الإيرانية والمتمثل بزيارة رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري إلى أنقرة والذي يعد أعلى مسؤول عسكري إيراني يزور تركيا منذ الثورة الإيرانية، وتوصل إلى تفاهمات مع تركيا حول التعاون بشكل أكبر فى القضايا الأمنية الإقليمية.

ونوه المحلل غاري بالعمل المشترك بين إيران وتركيا على عزل الدولة غير الشرعية في شمال العراق. كما رحبت طهران ببناء تركيا سياجا حدوديا على الحدود معها كآلية لمنع تحرك "المتطرفين" الأكراد بين البلدين.

 

ووفقا للمحلل فإن هناك مسألتين أخريين محل اتفاق بين البلدين هما النزاع بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث انحازتا إلى الموقف القطري، والثانية دعم الفلسطينيين.

وأضاف:

لا يوجد تنافس بين البلدين في دعم الفلسطينيين، بل يسعيان إلى تشكيل جبهة موحدة في العالم حول فلسطين لمواجهة قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة "لإسرائيل"، حيث شارك الرئيس الإيراني في القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي التي دعا لها أردوغان، وبذلتا جهودا كبيرة من أجل إصدار قرار الأمم المتحدة الداعي لإلغاء قرار ترامب.

ونوه غاري بأن استمرار تركيا في توسيع نطاق تعاونها الأمني ​​مع إيران، يثير مخاوف الناتو من أن تتحول تركيا في القريب إلى عدو. وهذه المخاوف تتوازى مع القلق الإيراني من عضوية تركيا في الناتو. وبعبارة أخرى فإن الناتو قد يكون أكثر انزعاجا من الشراكة الأمنية التركية مع إيران من قلق إيران من وجود الأسلحة الأمريكية.

وخلص المحلل البريطاني إلى أن الشراكة بين إيران وتركيا قد بنيت على أساس مجموعة من الضرورات الاقتصادية والأمنية، فضلا عن أهداف مماثلة لمشروعات التجارة والطاقة والتجارة. ولن تتحول هذه الشراكة إلى تحالف رسمي ما لم تترك تركيا- أو حتى تترك تركيا — حلف الناتو.