احتدام الصراع بين داعش و تنظيم القاعدة في سيناء.. بقلم: أحمد رحيم

احتدام الصراع بين داعش و تنظيم القاعدة في سيناء.. بقلم: أحمد رحيم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢ يناير ٢٠١٨

يتوقع أن العام الحالي حاسماً في تحديد بنية التنظيمات الإرهابية الناشطة في شمال سيناء وشكلها، هذا هو الانطباع السائد لدى محللين ومعنيين بملف الجماعات المتطرفة في مصر، ومبعثه الصراع المتصاعد بين تنظيم فرع «داعش» في شمال سيناء والوافد «الجديد القديم»، «القاعدة».

الصراع بين التنظيمين الإرهابيين، الذي وصل إلى حد اشتباكات مسلحة في الشهور الأخيرة، بدأ يأخذ أشكالاً عدة استعداداً لـ «حسم المعركة» لمصلحة أي منهما.

وتوعّدت جماعة «جند الإسلام» التابعة لـ «القاعدة» في تسجيل صوتي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي «خوارج داعش» في سيناء بــ «الاستئصال»، عقب اشتباكات بين مسلحي التنظيمين.

وقالت مواقع جهادية محسوبة على «القاعدة» في الأيام الأخيرة إن «داعش» حاول اختراق «جند الإسلام» في شمال سيناء بإرساله أشخاصاً ادعوا الانشقاق عنه والرغبة في «تجديد البيعة» لـ «القاعدة»، ثم اتضح أن هدفهم «اختراق التنظيم (جند الإسلام) والتعرف إلى قادته لاستهدافهم».

وكان لافتاً أن التنظيم القاعدي أوضح أن تلك الخطة كُشفت بفضل معلومات حصل عليها من عناصر في «داعش»، وحدد اسماً واحداً لشخص يُدعى أحمد أبو داوود قال إنه من «هؤلاء الجواسيس» من دون أن يكشف مصيره.

واتهمت مواقع جهادية تابعة لـ «القاعدة» تنظيم «داعش» بالمسؤولية عن الهجوم الذي استهدف مسجد الروضة في شمال سيناء وقتله نحو 310 مصلين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقالت إن معلومات «جند الإسلام» أفادت بأن قائد الهجوم على مسجد الروضة يُدعى فهد أبو مزغيل ويكنى أبو المثنى، وهو أبرز مساعدي زعيم «داعش في سيناء» أبو أسامة المصري. وانتقدت «جند الإسلام» مُفاخرة أبو المثنى وسط أنصاره بـ «قتل المُصلين بحجة أنهم صوفيون». وكانت «جند الإسلام» سارعت إلى التبرؤ من الهجوم على مسجد وانتقدت منفذيه.

الصراع بين «داعش» و «القاعدة» لم ينحصر في شمال سيناء بل تخطاها إلى الصحراء الغربية، إذ أكدت معلومات أن مجموعات «داعش الصعيد» التي يقودها الإرهابي الفار عمرو سعد عباس التي انشقت عن التنظيم والتحقت بخلية «أنصار الإسلام» التابعة لـ «القاعدة» اشتبكت مع قوى الأمن في الواحات البحرية بالصحراء الغربية.

وقال الباحث في شؤون الأمن والإرهاب في «مركز الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية» أحمد كامل البحيري لـ «الحياة» إن حال الصراع بين «داعش» و «القاعدة» في شمال سيناء تعيدنا إلى اللحظة ذاتها التي شهدت تأسيس فرع لـلتنظيم في سيناء في منتصف عام 2014، حين قضى على الخلايا «القاعدية» في سيناء مستفيداً من صعوده الإقليمي المدوي في تلك الفترة. وأضاف: «الآن مع انهيار «داعش» في مراكزه الإقليمية، يسعى «القاعدة» إلى القضاء عليه في شمال سيناء والعودة من جديد للسيطرة على الجماعات المسلحة فيها». وأشار إلى أن «هذا الصراع سيستمر لفترة نتيجة تراجع دور التنظيم في سورية والعراق، وحال الجدل بين التكفيريين بخصوص بيعة أبو بكر البغدادي أو العودة إلى بيعة زعيم القاعدة أيمن الظواهري أو حتى تشكيل تنظيم جديد يأخذ طابعاً محلياً وينفصل عن التنظيمات الإقليمية»، لافتا إلى أن «كلا التنظيمين يسعى إلى السيطرة على الساحة الجهادية التكفيرية في شمال سيناء، ما يُسبب حال الصخب والاستقطاب الحالية. فكلاهما يهدف إلى الريادة داخل الواقع المحلي وحسم المعركة في المنطقة، لكسب السيطرة على مجريات الأحداث الإرهابية وتمتين العلاقة مع الأطراف الخارجية الداعمة لحالة الإرهاب في سيناء والقدرة على استقطاب مقاتلين متطرفين جدد من البيئة المحلية». وأوضح أن جماعة «جند الإسلام» التابعة لـ «القاعدة» تسعى إلى الإفادة من الهجوم على مسجد الروضة في شمال سيناء «الذي قلل كثيراً من قدرات داعش على التجنيد». وأعرب عن اعتقاده بأن «يشهد العام الجديد تحولات شديدة وعنيفة في بنية التيارات الإرهابية العاملة في مصر وخارجها». وقال: «تلك التغيرات والتحولات، لا تعني انتهاء التنظيمات أو الكيانات المتطرفة، لكنها ستكون حاسمة في قياس مدى القدرة والفاعلية والتأثير والسيطرة في البيئات العاملة فيها». كما توقع «ظهور تنظيمات جديدة يغلب عليها الطابع المحلي». ورأى أن «كل تحسن في سورية وليبيا خصوصاً، سيؤدي إلى ضعف في بنية التنظيمات الجديدة وسيؤثر بقوة في نمط التحولات»، لافتاً إلى أن «التحولات التي ستطرأ على هذه التنظيمات المتطرفة ليست مرتبطة فقط بالجدل والصراعات الداخلية بينها، إنما أيضاً بأوضاع عابرة للحدود في الدول الإقليمية ترتبط بأساليب دعم تلك التنظيمات وقدرتها على الحصول على الأسلحة».

ميدانياً، قالت مصادر طبية وشهود في مدينة العريش إن عبوة ناسفة انفجرت في منطقة «بالم بلازا» الواقعة على الطريق الدولي الساحلي في مدينة العريش بالقرب من منطقة المساعيد، ما أسفر عن جرح سيدة (32 سنة) وطفلة (4 سنوات).