معربوني: الحسم مع الجماعات المسلحة سيكون عسكرياً وليس سياسياً

معربوني: الحسم مع الجماعات المسلحة سيكون عسكرياً وليس سياسياً

تحليل وآراء

الاثنين، ١٥ يناير ٢٠١٨

اعتبر الخبير السوري في الشؤون العسكرية والاستراتيجية عمر معربوني أنّ الحسم مع الجماعات المسلحة سيكون بالبعد العسكري وليس عبر تسوية لأن الجماعات المسلحة تمتلك أجندات وبرامج تختلف تماماً عن تلك التي تمتلكها الدولة السورية وحلفائها.
 
وقال معربوني في تعليق لوكالة "سبوتنيك" حول آخر مستجدات الحرب في سورية: إننا اليوم أمام متغيرات كبيرة في الميدان خاصة في جبهتي ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي الشرقي وأيضاً في جبهة ريف حلب الجنوبي الشرقي والغربي حيث شهدنا في المرحلة الأخيرة الكثير من التطورات والمتغيرات في خرائط السيطرة التي جاءت لمصلحة الجيش العربي السوري في البعد المباشر للعمليات.
 
وأضاف: نستطيع القول إنّ الهدف الأولي هو الوصول إلى نقطة التقاطع الأساسية وهي مطار أبو الضهور.
 
وقال معربوني شهدت الأيام الثلاثة الفائتة عمليات هجومية مضادة من الجماعات الإرهابية باتجاه أكثر من نقطة واستطاعت هذه الجماعات أن تسيطرعلى مناطق محددة في المشيرفة وربيعة وعطشان لكنها نقاط لا تؤثر في البعد الاستراتيجي للعمليات التي أطلقها الجيش.
 
 
وعن موقف تركيا قال معربوني: تركيا لم تلتزم بالحدود الدنيا مما جاء في اتفاق أستانا بل ذهبت باتجاهات مغايرة تماماً لما اتفق عليه من خلال نشر اكثر من لواء مدرع على المنطقة الجنوبية المحاذية لعفرين وذهبت باتجاه توصيفات خاصة للجماعات حيث اتهمت الأكراد أنهم الجماعات الإرهابية الأولى في حين أن اتفاقيات أستانا تذهب باتجاه مسألتين: الأولى وقف العمليات القتالية والثانية الشروع في تطويق الجماعات الإرهابية وعزلها وتفكيكها وهذا لم تلتزم به تركيا بل على العكس شهدنا مجموعة كبيرة من الخروقات من "جبهة النصرة" والجماعات الإرهابية الأخرى التي تديرها وترعاها تركيا.
 
وأضاف: على هذا الأساس دفعت تركيا بأكثر من 15 ألف مقاتل من الجماعات التابعة لها واشتبكت أيضاً مع القوات المتقدمة للجيش على المحاور الغربية المحاذية لمواقع الجماعات المسلحة ما أسفر عن تراجعات طفيفة في بعض المواقع غير مؤثرة في البعد الاستراتيجي.
 
وأوضح: نحن على مشارف الدخول في مرحلة مختلفة تماماً إذا ما ذهبت الأمور إلى تفاهمات جدية بين الجانبين الروسي والإيراني من جهة والجانب التركي من جهة أخرى لإعادة العمل ببنود وتفاصيل مناطق خفض التصعيد لافتاً اعتقد أننا سنشهد هدوءً ما والذهاب مجدداً إلى عمليات تفاوض سياسي في أستانا وغيرها.
 
وعن الجبهات القادمة المتوقعة للجيش العربي السوري قال معربوني: أعتقد أن الجيش يضع أهم أولوياته إغلاق المنطقة وإكمال الهجوم من ريف حلب الجنوبي الغربي باتجاه مطار أبو الضهور العسكري وتطهير المنطقة الكاملة التي تقع بين الرهجان والسعن جنوباً ومنطقة جبل الحص شمالا في حلب موضحاً أنّ مطار أبو الضهور يشكل عقدة أساسية لتطوير هجمات لاحقة أحدها باتجاه سراقب شمال المطار والتي تبعد عن مدينة إدلب حوالي 16 كيلومتر لا اكثر.
 
ورجح الخبير أن يكون أحد اتجاهات الهجوم معرة النعمان ويضيف والاتجاه الآخر بالتأكيد سيكون نحو خان شيخون وبتقديري يندرج ضمن مهمة الجيش اللاحقة لجهة إعادة ربط هذه المدن والبلدات ببعضها والتي تقع على الاوتوستراد الدولي بين حماة وحلب وهذا يعني أن مدينة مورك بحماة ستكون ضمن طوق الأهداف القادمة والمرشحة للتحريك وهذا أيضاً يعني أن العمليات في ريف حلب الجنوبي الغربي انطلاقاً من بلدة الحاضر سيتم تفعيلها بالتوازي مع جبهة أخرى تنطلق من كفر حداد غرباً لإكمال السيطرة في الحد الأدنى من المراحل اللاحقة من العمليات على الاوتوستراد الدولي الرابط بين حماة وحلب.
 
ولفت الخبير: إن العملية باتجاه إدلب يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مسألة هامة وحيوية أن منطقة العمليات الحالية ومناطق العمليات اللاحقة تحتوي عتاة المقاتلين الإرهابيين الذين كانوا أصلا يتواجدون بالمنطقة ورحلوا إليها نتيجة عمليات التسوية العديدة التي جرت بمختلف المناطق السورية. وعلى هذا الأساس أعتقد أنّ العمليات ستقسم إلى مراحل.
 
وأضاف: أعتقد أن ريف حماة الشمالي سيكون جزءاً من العمليات القادمة لأنه باندفاع القوات بفكي كماشة غرباً باتجاه كفرنبودة والهبيط بريف حماة وإذا ما ترافق ذلك مع عملية اندفاع باتجاه التمانعة وخان شيخون سيكون ريف حماة الشمالي كاملاً تحت سيطرة الجيش.
 
وأوضح: هناك اكثر من سيناريو إذا ما اتخذ القرار بتفعيل العمليات الشامل مع عدم نسيان القوات الموجودة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي والتي هي قادرة على تطوير العمليات باتجاه جسر الشغور والبدء بشق طريق إلى جسر الشغور باتجاه أريحا وإدلب أيضاً لافتاً "إذا الجيش الآن انطلاق من نقاط تموضعه وتمركزه الحالية فإنّه يمتلك القدرة على تفعيل مجموعة كبيرة من نقاط الهجوم والاتجاهات لكن اعتقد أن الانتظار يأتي في نطاق إعطاء المجال والفرصة بالحوار من أجل حقن الدماء.
 
واستنتج الخبير السوري أن الدولة السورية أجرت الكثير من التسويات مع هؤلاء الجماعات وجاهزة كجهة راعية أن تجري تسويات مع الراغبين في ذلك لكن رغم إمكانية أن نشهد بعض الهدوء إلا أن الحسم مع هؤلاء لن يكون إلا بالبعد العسكري هو الحاضر لأن هذه الجماعات تمتلك أجندات وبرامج تختلف تماماً عن تلك التي تمتلكها الدولة السورية وحلفائها.