كاتب تركي: واشنطن ستشعل النار في المنطقة والعالم وقد تصطدم بحليفتها تركيا

كاتب تركي: واشنطن ستشعل النار في المنطقة والعالم وقد تصطدم بحليفتها تركيا

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٤ يناير ٢٠١٨

أكد الكاتب التركي محمود أوفور أن "عملية عفرين" لن تكون سهلة، وستزداد صعوبة مع مرور الوقت.
 

وقال الكاتب أوفور في مقاله بصحيفة "صباح" التركية إن أنقرة ستتجاوز هذه المصاعب بطريقة ما لأنها أجرت تحضيرات جدية، ووضعت في الحسبان ردود الفعل الواردة من الداخل والخارج.
 

وأشار الكاتب في مقاله الذي ترجمه "ترك برس" إلى أن القضية المهمة هي العملية التي ستبدأ لاحقًا في منبج وشرق الفرات، لافتا إلى أن تركيا اتخذت قرارها في هذا الخصوص. والبلد الذي يترقب رد فعله هو الولايات المتحدة.

وتساءل أوفور: هل ستحدث مواجهة خطيرة بين تركيا والولايات المتحدة؟ أم أن إحداهما ستقدم على خطوة إلى الوراء؟ هذا هو السؤال الذي يبحث الجميع، من الشارع حتى الأوساط السياسية، عن إجابة عنه.

وأضاف: ليس سرا اتباع واشنطن سياسة خبيثة منذ اندلاع الحرب السورية. علاقتها مع "داعش"، وتمهيدها الطريق أمام حزب الاتحاد الديمقراطي، وتسليحها إياه مع حزب العمال الكردستاني، هي من نتائج هذه السياسة، على حد قوله.

ومن المعروف أن الإدراة الأمريكية لديها مخطط، يعد استكمالا لسياستها في سورية، من أجل إعادة رسم خريطة المنطقة، وأنها تسعى لصيد عدة عصافير بحجر واحد، باستخدام الورقة الكردية والصراع الطائفي، على حد وصفه.

واعتبر أوفور أن الولايات المتحدة طبقت هذه الاستراتيجية على مراحل منذ عام 2003، حين احتلت العراق. أضعفت الحكومات المركزية، وقسمت المنطقة من خلال إثارة الصراعات العرقية والطائفية… جزأت العراق إلى ثلاث مناطق، وتسعى إلى تقسيم سورية إلى ثلاث دويلات، (علوية وسنية وكردية)، على حد تعبير الكاتب التركي.

وقال:

"لا شك إن تغطية بلدان المنطقة على المشاكل وتغاضيها عنها كان لهما تأثير في هذه النتيجة، ولكن الأهم من ذلك هو تدخل النظام العالمي. فهذا النظام وعلى رأسه الولايات المتحدة، لم يرغب في أي وقت بأن تحل المشكلة الكردية أو الصراع الطائفي عبر الديناميات الداخلية في بلدان المنطقة، بل إنه بذل جهودا خاصة لعرقلة الحل".

وضرب الكاتب مثالا على ذلك وذكر بما قاله الكاتب رسول سردار أتاش إنه منذ عهد الرئيس التركي الراحل تورغوت أوزال، عرقل النظام العالمي جميع الخطوات الرامية لحل المشكلة الكردية. الغاية واضحة تماما وهي "عدم إبقاء أي حكومة مركزية أو عاصمة قادرة على تحدي النظام العالمي لا الآن ولا في المستقبل".

وخلص أوفور إلى أنه لهذا السبب وضعت الولايات المتحدة تركيا نصب عينيها في الآونة الأخيرة. لكن أنقرة مصممة على إحباط هذه الألعوبة. ولهذا فإن عفرين مجرد بداية، والمواجهة الحقيقية ستقع في منبج وشرق الفرات.

"سنرى إن كانت الولايات المتحدة ستقوم بحملة تشعل النار من خلالها في المنطقة وحتى في العالم بأسره، وهل ستصطدم بتركيا حليفتها على مدى 60 عاما، أم أنها ستتمكن من إيجاد صيغة جديدة".

وختم بالقول: بالنظر إلى السياسة المتبعة يبدو أنه لا مفر من الصدام، ومع ذلك فإن مهمة الولايات المتحدة ليست سهلة على الإطلاق، ويتوجب عليها إيجاد صيغة مناسبة للحل… ففي ظل النزيف الحاد المستمر على صعيد السياسة الداخلية، من الصعب على الإدارة الأمريكية توضيح ما تفعله في المنطقة، للعالم وحتى للرأي العام الداخلي في الولايات المتحدة.