خاتم هيفاء وهبي.. بقلم: نبيه البرجي

خاتم هيفاء وهبي.. بقلم: نبيه البرجي

تحليل وآراء

السبت، ٢٧ يناير ٢٠١٨

لا بد أن تكون صورة هيفاء وهبي، وخاتم الماس بالتشكيل السحري، قد تناهت الى أباطرة المال في دافوس. الجمهورية امرأة هبطت للتو من ألف ليلة وليلة...
الذين يتزلجون فوق المرمر، وفي أوقات الفراغ فوق الثلج، هل رأوا الكرة الأرضية وهي تتزلج على الجمر؟
أحدهم على مواقع التواصل سأل «بربكم، بلد توجد فيه هيفاء وهبي، هل يمكن أن يعيّن فيه جان أوغاسبيان وزير دولة لشؤون المرأة ؟». الحل بأن تعين هيفاء وزيرة دولة لشؤون الرجال.
ليست الصورة، وقد تلألأت، هي التي حملتنا على هذا الكلام. جورج سوروس، ولطالما كان نجم المنتدى الاقتصادي العالمي، قال «كان يفترض بدونالد ترامب، وهو كازانوفا الترفيه، أن يصطحب معه الليدي غاغا لأنها فد تعطي الخزينة الأميركية أكثر مما تعطيها «جنرال موتورز».أضاف ساخراً «قد تقدم صورة أكثر وضوحاً عن سياسات البيت الأبيض».
 ربما كان قد قرأ أن شارل ديغول قلّد بريجيت باردو أعلى وسام في الجمهورية لأنها أعطت الخزينة الفرنسية أكثر مما أعطته مصانع مارسيل داسو التي أنتجت طائرات «الميراج» و«الرافال» و«الفالكون» .
بالمناسبة، داسو الذي باع طائرات «الميراج» لاسرائيل، ورأى فيها الحاخامات ابان حرب حزيران 1967 الطيور البيضاء (طيور النصر) بحسب الميتولوجيا العبرية، ينتمي الى عائلة يهودية، واسمه الأصلي مارسيل بلوخ.
لا ندري لماذا ذهب الرئيس سعد الحريري الى ذلك المكان الذي تعقد فيه الصفقات الكبرى.لم يعد عضواً في نادي الأثرياء.الذين في دافوس شعارهم رفع مستوى العالم الذي قال بول كروغمان، الحائز نوبل في الاقتصاد، انه ينتظر القيامة الثانية للسيد المسيح.
اليس غريباً، مثلاً، أن يبحث ايمانويل ماكرون عن «مشروع مارشال صيني» لانقاذ القارة العجوز من التآكل الاقتصادي وحتى التآكل الاستراتيجي؟
هذا لم يعد مستهجناً.في الكلمات التي القيت في المنتدى، لا اشارة الى «الزلزال الصيني». ثمة تصدعات جيولوجية في البنى الاقتصادية التي اندفعت الى الذروة في العقود الثلاثة أو الأربعة التي أعقبت مشروع مارشال الأميركي .
الأباطرة كانوا يرتدون الأقنعة.أنغيلا ميركل تفادت القول ان النرجسية لم تعد تقتصر على الرئيس الأميركي.الأمبراطورية أيضاً مصابة بالنرجسية. في واشنطن لم يعودوا ينظرون الى اوروبا التي يتحدر منها أكثر رجال الاستبليشمانت، منذ جورج واشنطن وحتى الآن، أكثر من مستودع للفلسفات البالية .
الاوروبيون منهكون. العرب الذين كان يفترض أن يهزوا الدنيا بأموالهم يولولون في قاع الأمم.ما المشكلة في أن يستضيف لبنان قاعدة صينية؟ الموقع يتمتع بحساسية استثنائية ان على المستوى الجيوسياسي أو على المستوى الجيوستراتيجي. اذا تدفقت الاستثمارات الصينية على لبنان, نكون أمام هونغ كونغ البحر الأبيض المتوسط.الرهان على الاستثمارات العربية أشبه ما يكون بالرهان على الريح.
المسألة لا تتعلق بمراقصة الخيال .الاليزيه هو من نصح جيبوتي بالقبول بقاعدة صينية على البحر الأحمر. الاقتصاد كان قائما على الملح، وعلى بدل ايجار القاعدة الفرنسية. الآن، حركة المرفأ لا تهدا. لن تصبح جيبوتي مثل دبي. على الأقل «لن نعود رصيفاً مهجوراً»، كما قال رئيس الدولة اسماعيل عمر غيلي.
الرئيس سعد الحريري التقى عادل الجبير على هامش المنتدى. وصف علاقاته بالسعودية بالممتازة. لا نود أن نلقي ظلالاً اضافية على العلاقات. هناك من يقول، والانتخابات تدق الأبواب، أن حاجة المملكة الى رئيس تيار المستقبل أكثر من حاجته اليها.
صورة هيفاء وهبي، بالخاتم الذي يفتح ويقفل بتقنية خاصة، يمكن أن تغطي، عالمياً، كل الكلام عن أزمات القمامة، وعن وصف بعض السياسيين بقطّاع الطرق لأنهم يقطعون الطريق على الاصلاح الدستوري بحدوده الدنيا، وعلى تنظيف الادارات والمؤسسات من اللوثة العثمانية.
دونالد ترامب بدا كبير الفيلة. الاوروبيون الذين هالهم شعاره «أميركا أولاً و ...أولاً» يأملون في أن يتمكن المحقق روبرت ميلر من اخراجه «مخفوراً» من البيت الأبيض.
قد يكون مفهوماً أنه يكره روسيا والصين اللتين، في نظره، عدوتان ان للفلسفة الاستراتيجية الاميركية أو للمصالح الاسترتيجية الأميركية. ولكن، لماذا يكره ألمانيا الى ذلك الحد؟ اشتكى من سيارات المرسيدس التي تغزو أسواق بلاده. بالرغم من أصله الألماني يمتقع وجهه كلما شاهد سيارة ألمانية. وعد باعادة الألق الى «الأميركيات الفارهات».
على وقع سنفونية «غروب الالهة» لريتشارد فاغنر، فوضى في قواعد النظام العالمي، تقهقر في التعاون بين ضفتي الأطلسي. أحد معلقي «وول ستريت جورنال» قال «كان دافوس، هذا العام،  كرنفال الضائعين».
الشرق الاوسط بدا عالقاً على حبل المشنقة...