سأرتدي جسدي ...بقلم ميس الكريدي

سأرتدي جسدي ...بقلم ميس الكريدي

تحليل وآراء

السبت، ٣ فبراير ٢٠١٨

ردم كبير في الذاكرة ..   

سيف النسيان يقطع رؤوس لحظاتنا ....

هل سأتقن الكتابة عن نفسي وأن أتصالح مع الزمن وأصعب مصالحة للمرأة هي مصالحتها مع الزمن .....

كيف أمارس الخطايا الورقية و روحي مثقلة بأغلال السماء.. ملجومة إلى الأرض ..مثقلة أرواح النساء بعيون المراقبين ...والشرق معتقل للحب ..

يا هذا العمر المسجى على قيوده ...كيف تطير الأرواح من رزح هذا الثقل ..ثقل الزيف ..والصدق لعبة الشجعان .....

ثارت فينا كل قنابل الإجرام ولم تثر فينا نفحات الوجدان..

نخاف من أنفسنا ...نخاف من همس الليل يوشوش الأجساد الملتحفة نارها في صمت ...

نحتقر إنسانيتنا في قاع مجتمعات النفاق .....

نجوع حتى تتكالب علينا جائحة الوجدان .....نخاف من لحظات النشوة ...نخاف من انسكاب العاطفة ونتخفى من أنفسنا ..

نمارس كل العادات السرية في مهد أعمى ....

نزور الصور العارية  مثل لصوص العتمة ...نسترق متعتنا في صمت الجبان ..

كان يا ما كان ....

عشق يتلطى غفلة الحياة .....وانتظار يواري شبق انتظاره .....

ومدافن لسنوات العمر ننسى أن نزورها ......

هل تجرأين أن تمارسي اعترافا آدميا على مذبح الشرف ؟!

هل تجرأين على إطلاق النشيج ؟!!

هل تجرأين أن تستصرخي الربيع في غمس التصاق الجسد بالجسد معتقا بخمره ....معانقا جمره ....مسكونا برائحة جلد حواء لحظة ولادة آدم العاشق في حضنها البتول ؟!!

يكتبون عن النساء ..ولا يكتبون ...يقفزون كالديوك ...يحتقرون فعلهم الذكوري  ..يمارسون عهره ..يشترون الستائر قبل البيوت ......

يتحدثون عن فحولتهم ويسقطون في امتحانات الرجولة ........

أحاول كلما شرعت بالكتابة أن أحطم الأصنام ..أنقب عن معبد كانت تعبد فيه النساء ......

تستعبدني أفكاري فأدخل زنزانة الخوف وأتراجع عن ممارسة الحياة ..

لم أنجح لحد اليوم في رسم امرأة تتعرى على ذيل السرير ..غرف النوم تجوح خواءها ..وعذرية النساء تتمزق فوق صفحات عقود النكاح ...

مازلنا ننصب للروح محكمة وللوجد مشنقة ونؤمن بمقصلة القلوب ..

كيف أعلم طفلتي الطيران وأجنحتي تقصها ألسنة الشوارع ..وأخاف مني ومنه ....ويخاف من جسدي ويأكله ...

وينكر نفسه وينكرني ...

ضممت ذاكرتي حزمة نعنع بري ......واستنشقت عبيرها ...وأصابني الرعب من انفلاتي في مساحات أنوثتي الملغاة بتقادم الزمن ..

هل تجرأين على الكتابة  ..والكتابة متعة محرمة كما همهمات الاختلاج ...ترتعش قصاصات الورق المخمر في محراب نيرانها .......يتشمع جلدها ..يهرب من أصابعه ...ويخفي عيونه بعد ارتشافها ...وأوديب مازال يعشق أمه ومن بعدها يقتلع عيونه الآثمة ......

هذا الشرق المنقب الوجدان يستعصي على لغة العطاء .....