تصعيد إعلامي وسياسي يستبق موعد ”الحرب“ وحزب الله يجهّز لكل الاحتمالات!

تصعيد إعلامي وسياسي يستبق موعد ”الحرب“ وحزب الله يجهّز لكل الاحتمالات!

تحليل وآراء

الأحد، ٤ فبراير ٢٠١٨

في تطور خطير يعكس مدى جنوح الدولة العبرية نحو تأجيج الصراع في المنطقة وتحديداً من باب التهويل على لبنان، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع المنصرم إجراء تمرينات عسكرية ومناورات ميدانية تُحاكي الاستيلاء على قرى في جنوب لبنان بينها بنت جبيل ومارون الراس والنبطية، فضلاً عن مناطق بقطاع غزة. وقد تُرجم هذا الإعلان على انه بمنزلة خطوة كبيرة نحو التصعيد ويندرج في إطار التهديدات التي ما انفكت إسرائيل عن توجيهها للبنان والتي تصاعدت بوتيرة مُخيفة خلال الاسابيع الماضية.
 
البيان الإسرائيلي
يُقرأ من خلال البيان الإسرائيلي الموجه ضد لبنان وضد قطاع غزة، أن ثمة نيات إسرائيلية مُبيتة يتم إنعاشها في الوقت الراهن بهدف الضغط على حزب الله من خلال رسائل تحذيرية للبنان مثل فرضية إرجاعه إلى العهد الحجري في حال أقدم الحزب على عمل عسكري ضدها، مع العلم أن كل عمليات المسح التي تقوم بها قوات اليونيفل في جنوب لبنان، تؤكد أن جميع الخروقات تحصل من قبل إسرائيل، في وقت لم يُسجل أي خرق من الجهة اللبنانية وتحديداً من حزب الله. وبالعودة إلى بيان الجيش الإسرائيلي، فقد جاء فيه: إن التدريب جرى بمشاركة كافة وحدات القوات البرية بما فيها المدرعات والمدفعية والتجميع الحربي والهندسة وغيرها، ومشاركة جوية مختلفة. والأهم بحسب الجيش الإسرائيلي، أنه يحاكي الاستيلاء على قرية في جنوب لبنان أو قطاع غزة، ومواجهة سيناريوهات مختلفة.
 
وفي هذا الصدد كشف أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والمعروف بلقب الثعلب الإلكتروني كونه يتزلف المواقف المتعلقة بالعرب والمسلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن التمرين حاكى الاستيلاء على قرى في جنوب لبنان ومنها النبطية ومارون الراس وبنت جبيل، وأنه من خلال التّعاون بين قواته، يستطيع الجيش الانتصار في أي معركة . هذا مع العلم أن معظم وسائل الاعلام العربية والاوروبية وحتى الإسرائيلية، كانت أفردت خلال الاسابيع الماضية مساحات واسعة لأخبار وتقارير تحدثت عن قيام الجيش الإسرائيلي ومنذ مطلع العام، بتدريبات تحاكي سيناريوهات مختلفة تتعلق أساساً بالأراضي اللبنانية والفلسطينية.
وكما هو معروف، فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كان قد ترأس اجتماعاً أمنياً رفيعاً الاسبوع الماضي، وأعطى توجيهاته لقادة الأجهزة العسكرية والأمنية للمحافظة على الاستقرار الأمني، وحضهم على البقاء على جهوزية دائمة لمنع أي خلل أمني، منوهاً بالجهود التي تبذل للمحافظة على الاستقرار في البلاد، وقد تطرق الاجتماع الى ما يسمى الجدار الفاصل عند الحدود الجنوبية للبنان والذي تنوي إسرائيل إقامته عند النقاط الـ13 التي يتحفظ لبنان عليها، والذي يعتبره خرقاً للقرار 1701. وعلى الخط نفسه، علمت <الأفكار> أنه تم خلال اللقاء الأمني، اتخاذ اجراءات وقائية لمنع قيام هذا الجدار وقد ظلت المقررات سرية الى حين حصول طارئ ما سواء على الأرض، أو داخل الأمم المتحدة.
 
الذرائع الإسرائيلية الحاضرة
من نافل القول، إن الوسط الإسرائيلي يلفه في هذه المرحلة جو عام مفاده أن الحرب الثالثة مع حزب الله واقعة لا محالة، لأنها أصبحت حاجة وضرورة لضمان أمن كيان العدو واستمراريته. وبحسب وسائل اعلام العدو ومكاتب الدراسات والأبحاث العسكرية لديه، فإن توقيت بدئها تخطى مرحلة اكتمال المعطيات والوقائع والاهداف والشروط ، وهي قد اكتملت مبدئياً ولم يعد ينتظر الموضوع الاّ شرارة صغيرة، يستطيع هذا العدو ايجادها بسهولة كعادته في جميع اعتداءاته وحروبه على لبنان، علماً أن هذه المعادلة لم تظهر الاستعداد للحرب لدى كيان العدو الإسرائيلي فجأة، بل هي نتيجة مسار طويل بدأ منذ انسحاب إسرائيل المذل من لبنان عام 2000، واستكملت بعد هزيمتها الصاعقة في عدوان تموز 2006، ولتتثبت اليوم بعد معارك حزب الله ضد الارهاب في المحيط وخاصة في سوريا.
 
ويبدو لافتاً أن هذه المعادلة في نظر الإسرائيليين تقوم على فكرة مفادها، أن قدرات حزب الله تتنامى في التجهيز وفي العديد وتزداد خبرات قادته وكوادره وعناصره التي اكتسبوها في أعنف معارك الاشتباكات المباشرة ومناورات الهجوم والدفاع والعمليات الخاصة، وهذه القدرات طبعاً، حسب معطيات وتقديرات إسرائيل، تترافق مع التزام ثابت وعنيد لدى مقاتلي الحزب، يقضي بالعمل لتحقيق هدف أصبح شعاراً مقدساً ألا وهو إزالة إسرائيل من الوجود يسبقه شعار يُمهد على الدوام للحروب وهو يا قدس اننا قادمون.
والأبرز في الذرائع الإسرائيلية، أنها تريد خلق مبرر لها للدخول في مواجهة مع الحزب. ولذلك فهي تستند إلى جملة معطيات، تعتبر أنها تتيح لها الفرصة في اختيار توقيت الضربة وأهدافها، أبرزها موقف أميركي وعربي، وخليجي بالتحديد، ضاغط على الحزب ويريد توجيه ضربات له لتحجيمه والاقتصاص منه، وعلى سلسلة جولات واتصالات حصلت في المنطقة أخيراً. وكان آخرها توجه كبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر على رأس وفد ، الى عدد دول المنطقة منذ شهرين تقريباً، وكان ملف حزب الله أحد أبرز المباحثات إلى جانب الوضع الفلسطيني. ولا يمكن أيضاً، اغفال الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران منذ فترة، التي بحثت في موضوع حزب الله في سوريا، وكيفية تجنيبه أي ضربة.
 
رعب في الداخل الإسرائيلي
في السنوات الماضية، كشفت الصحف الإسرائيلية مجموعة من الوثائق التي لها علاقة مباشرة بحرب يُمكن ان تندلع مع حزب الله، وأهم هذه الوثائق، تلك التي تحدثت عن نوعية الحرب ومدى استعداد المجتمع الإسرائيلي لها والتي كشفت على لسان مسؤول كبير في الدفاع المدني الإسرائيلي أن حرباً كبيرة ستقع في المنطقة سيكون لإسرائيل الدور الابرز فيها لمواجهة خطر حزب الله على الحدود والذي سيكون على ما يبدو مدعوماً بشكل كبير بميليشيات افغانية وعراقية. وضمن هذا المسار قدمت القيادة الإسرائيلية العليا خطة تقضي بكيفية تأمين المدنيين، أبرزها الاختباء قريباً من البيوت وفي الملاجئ الخاصة والعامة القريبة، لأن الحرب قد يطول أمدها وسيطال القصف بالصواريخ كل زاوية من البلاد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
وفي السياق عينه، تكشف التقارير عن تحضيرات لغرف عمليات وتجهيزات خاصة واختصاصيين نفسيين لمعالجة حالات الذعر. أما المثير للتساؤل أنه وعلى غير عادتها، فإن قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل، تعمل على تغيير الكمامات والأقنعة الواقية ضد الأسلحة الكيماوية والجرثومية بسرية وهدوء. وسرية هذه الحملة التي تتم الآن في الوسط تأتي على عكس ما تعودت عليه هذه القيادة من نشر إعلانات واضحة في وسائل الإعلام المختلفة تدعو من خلالها المواطنين للحضور إلى مراكز معينة لتغيير الكمامات. وتخلص كحل هذه التقارير إلى أن الرعب والفزع يجتاحان إسرائيل تحسباً لأي حرب مقبلة خصوصاً في ظل مُعطىً جديد لإسرائيل يُفيد بأن ما لدى حزب الله من قوة عسكرية وعتاد وسلاح وصواريخ تفوق ما كان لديه في السابق، وأن حرب 2006، ليست ببعيدة عن ذاكرة الشعب الإسرائيلي.
 
هل يدخل الجيش اللبناني في
اليوم اكثر من السابق، تؤكد الطبقة السياسية الإسرائيلية على أنواعها أن تحريك ونقل حزب الله لترسانته وصواريخه الدقيقة والحديثة إلى الحدود الجنوبية المحاذية لإسرائيل ستكون الشرارة الأولى لبداية الحرب، والتي سترد إسرائيل من خلالها بقوة وبأشكال وتكتيكات تختلف عن حرب عام 2006. ولذلك فإن الجهد الاستخباراتي الإسرائيلي اليوم منصب على تقييم وتحديد الأسلحة المنقولة من إيران للحزب، إذ انه وبحسب خبراء عسكريين إسرائيليين، فإن إسرائيل لا تحاول بالضرورة تجنّب الحرب مهما كانت بشاعتها، وأن الإسرائيليين يجمعون عموماً على أنه لا مفر من الاشتباك بل إنه قد يكون فرصة نظراً للوضع الراهن في لبنان على الرغم من تأكيداتهم بأن حزب الله اكتسب خبرة قتالية خلال الحرب في سوريا من دون إسقاط خسائره في العديد والعتاد.
 
وتكشفت المعلومات المختلفة حول الحرب وذلك استناداً إلى التقارير المسربة عن مناورات الجيش الإسرائيلي، أن الأكثر افتراضاً، هو اعتماد إسرائيل القوة الفائقة والضربات المسبقة التي ستجبر بحسب الخبراء العسكريين حزب الله إلى خوض حرب تقليدية مشابهة لحرب الاجتياح الإسرائيلي في عام 1982. أما السيناريو الثاني فهو فرضية دخول الجيش اللبناني الحرب إلى جانب حزب الله ضد إسرائيل، ما سيصعب الأمور على إسرائيل من خلال ازدياد الأهداف الموجب استهدافها بالإضافة إلى الاشتباك المحتمل بين الجيش الإسرائيلي والألوية العسكرية اللبنانية الموجودة في الجنوب اللبناني.
 
تحضيرات حزب الله
لا يوجد أدنى شك، في أن حزب الله بات يمتلك مجموعة متنوّعة من الأسلحة المتطورة، تمكنه من الصمود لفترة طويلة من دون حصوله على مزيد من الأسلحة، والحزب الذي كما هو معروف يتخذ من الجبال والوديان أماكن لتخزين السلاح، لن يجد على الاطلاق صعوبة في الوصول إلى تلك المخازن، إضافة إلى أنه ما زال يعتمد بمقدار كبير على نوعية الصواريخ التي كان يطلقها على إسرائيل أثناء الحرب الأخيرة، أضف إلى ذلك ما يحكى عن سلاح كيماوي في حوزته يمكن تركيبه داخل صواعق متفجرة لصواريخ بعيدة المدى تطاول العمق الإسرائيلي بسهولة، إضافة إلى امكانياته في استهداف المنشآت النووية في ديمونا وحيفا، وهو ما كان صرح عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
وفي معلومات لم يجر تسريبها بشكل مباشر بعد، فقد أجرى حزب الله منذ فترة وجيزة مناورات صامتة تُعتبر من المناورات الضخمة التي يُجريها الحزب عادة وقد امتدت لفترة اسبوع تقريباً، جرى خلالها محاكاة أي عملية استباقية يُمكن أن تُقدم عليها إسرائيل سواء في جنوب لبنان أو بقاعه، والأهم ان المناورة أعادت التأكيد على نية الحزب باحتلال مناطق في الجليل الأعلى. وتكشف المعلومات، أن مناطق حدودية في البقاع، كان لها نصيب من هذه المناورة، كونها من المرجح أن تشهد أم المعارك نظراً إلى تدفق السلاح المتواصل اليه من دمشق، ولكونه يُعتبر الرئة الأوسع الوحيدة التي يتنفس منها سلاح المقاومة في الجنوب. والأبرز في المعركة المقبلة في حال وقعت، أن حزب الله لن يفتقد الى مساعدة كل من حركة حماس ولا الجهاد الاسلامي، خصوصاً بعد تصحيح الخلل في العلاقة مع الأولى، وتمتين الوضع العسكري بشكل لافت للجهاد ودعمه تسليحاً وتدريباً خلال المرحلة التي زادت فيها الشوائب بين الحزب وحماس.
 
في الحرب الاعلامية.. لمن الغلبة؟
في موازاة الحرب السياسية التي تُشن بين إسرائيل من جهة ومحور الممانعة من جهة اخرى، تبرز الحرب الاعلامية التي تُخاض اليوم على ضفاف الحرب العسكرية المُنتظرة والتي قد تبقى بعيدة أو ربما مؤجلة الى حين انقشاع الضباب بشكل أوضح. محللون سياسيون إسرائيليون، يلفتون على الدوام الى ان حكومتهم تنطلق في مناورات جيشها لمواجهة السيناريوهات المحتملة، من قناعتها بأن الحرب المقبلة مع حزب الله ستكون مختلفة عن الحروب الماضية، وهم ينقلون عن ضباط إسرائيليين كبار قولهم إن حزب الله لم يعد مجرد منظمة ارهابية، بل هو أصبح منظمة شبيهة بالجيوش، تمتلك قدرات قتالية وعسكرية عالية وبخاصة القدرات الصاروخية والتي تشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل.
وفي السياق نفسه، تشير صحيفة الإندبندنت الى أن حزب الله يدافع عن فكرة أن الإسرائيليين أصبحوا شعباً ناعماً ويملكون جيشاً ناعماً لن يكون قادراً على تحمل التفكك الجماعي الناجم عن غارات حزب الله البرية والبحرية والجوية. ولكن المعضلة الأساسية، أن هذه الافتراضات والتحليلات، توفر مواد لزيادة التوتر في جنوب سوريا والجولان المحتل. وهي تُرجح أن حزب الله وإيران سيواصلان بناء البنية التحتية العسكرية السرية في جنوب سوريا، والتي تعتبر بالنسبة إلى الإسرائيليين خطاً أحمر. كما لا تستغرب الصحيفة اتساع وتيرة الضربات الإسرائيلية ونطاقها، في سوريا، في الأسابيع والأشهر المقبلة. وهنا يصح القول إنه مع تزايد هذه الديناميكيات، يمكن للطرفين أن يدعيا أنهما كانا يتصرفان بشكل دفاعي، في حال بدأ نزاع عسكري كبير ومباشر على الاراضي السورية أو اللبنانية.
 
مؤشرات اللا رغبة في الحرب
ولا بد من الاشارة إلى أن الأصوات المرتفعة في إسرائيل حيال تنامي مخاطر النفوذ الايراني على إسرائيل، توحي بأن الحرب على الأبواب، فيما يتفنن المعلقون الصحفيون الإسرائيليون في رسم سيناريوهات الحرب المقبلة شمال إسرائيل، ويرمي قادة الكيان الإسرائيلي المزيد من الرسائل التهديدية في سوق التداول الاعلامي التي تنطوي على حرب سوريالية يمكن ان تحصل وتحرق الأخضر واليابس في شمال إسرائيل. وما يعزز من المخاوف المتبادلة هو الزيارات التي يقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى عواصم دول كبرى محورية في مسار الصراع في سوريا وفي المنطقة.
 
الراجح في لعبة التهديدات المتبادلة ولاسيما عبر المنابر الإعلامية، تنطوي في العمق على رغبة الطرفين أي إيران وإسرائيل بعدم حصول حرب أو مواجهة لا في سوريا ولا في لبنان، فإيران تدرك بعد غرقها بالحرب السورية أن أي حرب مع إسرائيل ستعني كارثة استراتيجية عليها لأنها لن تجد من يدافع عن نفوذها لا في لبنان ولا في سوريا، بالطبع مع استثناء أذرعها العسكرية ولاسيما حزب الله. في المقابل فإن اسرائيل التي تنعم باستقرار غير مسبوق منذ نشأتها على الحدود الشمالية، لا تنقصها القوة والقدرة على تحمل صواريخ إيران التي ستتساقط على أرضها، في مقابل توجيه ضربة قاصمة لحزب الله، فالمشكلة الإسرائيلية ليست في أيام الحرب أو أسابيعها، بل في اليوم الذي سيلي الحرب، وسؤالها المعهود حول القوة التي يمكن أن تملأ فراغ حزب الله على حدودها؟.
 
وفي التحليلات الصحفية، يبدو أن الحرب لن تقع لأن لا إسرائيل ولا حتى إيران ولا حزب الله يريدونها، وقصارى ما يمكن أن نشهده هو عملية تشذيب إسرائيلية وضربات محددة تُشعرها بأنها صاحبة المبادرة وبأنها تحظى باحترام لشروط أمنها في الجولان وعلى حدود لبنان. أما لجهة تصعيد اللهجات العدائية ضد إسرائيل من قبل الحزب وايران، يبدو انه سيبقى كما هو اليوم من دون ان تخلو الأمور من بعض المناوشات وتبادل الرسائل على غرار الاستهداف الذي كان نفذه حزب الله ضد دورية إسرائيلية في مزارع شبعا، بعد اغتيالها قادة من الحزب على مقربة من الجولان السوري. وتجدر الإشارة إلى أن الأمور، تُنذر بما هو أخطر. فأي شرارة قد تنطلق ستؤدي إلى اشتعال حرائق في المنطقة. وبعض الوافدين من زيارات خارجية، يشيرون إلى مخاوف انعكست لديهم بناء على ما سمعوه، وهم أوصلوا رسائل تحذير إلى جميع المعنيين، بأن أي خطوة غير محسوبة ستؤدي إلى حرب شاملة على لبنان. فيما هناك من يعتبر أن الضربة على حزب الله ستحصل ما لم يلجأ إلىخطوات تراجعية في الميدان.
 
أما بالنسبة إلى الحزب، فلا بد من العودة إلى صباح دافئ من شهر أيار الماضي، عندما التقت صحيفة نيوزويك مقاوماً من حزب الله، طويل القامة يحمل مدفعاً رشاشاً كبيراً ويقف بجانب صاروخ في حقل في جنوب دمشق، أسمته ربيع لأنه غير مخول بالتحدث إلى الصحافة. يومئذٍ لخّص ربيع بالقول: إن شاء الله، سنحرر سوريا قريباً ونعود إلى بلادنا. لكن حتى يحدث ذلك، سنبقى هنا حتى أنفاسنا الأخيرة. ومن هنا، لا يبدو أن حزب الله يشعر بالقلق من وجوده في جبهات عدة، لذلك يسعى الجميع للاطلاع عن كثب، على العقلية التي تُدير الحزب وعلى رأي القيادة الأم، في الضاحية الجنوبية لبيروت.