الجيش التركي يغرق فيهرول أردوغان إلى روما.. بقلم: إيفين دوبا

الجيش التركي يغرق فيهرول أردوغان إلى روما.. بقلم: إيفين دوبا

تحليل وآراء

الخميس، ٨ فبراير ٢٠١٨

بعد نحو أسبوعين، تبحث أنقرة عن «بلم» لانتشال قواتها العسكرية من الموجات الهادئة التي تغرق فيها ببطء، على ما يبدو فإن الوحل الذي أقدم عليه النظام التركي لم يكن مفحوصا بما فيه الكفاية قبل «تعريض الأكتاف» والدخول في مواجهة مباشرة خلف مجموعات رصد مؤلفة من ميليشيات مسلحة مهترئة عملت طوال سبع سنوات دون جدوى لصالح أجندة أردوغان.
دوائر القرار في أنقرة على الإلب مهمتها الأساس هي الهتاف لبارانويا رجب طيب أردوغان، فيما هرول الأخير مسرعا وخارقا 59 عاما من التعصب، إلى الفاتيكان بحثا عن ساحة يمكن من خلالها إلقاء السمع في أنه ونظامه بخلاف السلوك المتطرف الذي اعتاد عليه طوال الفترة الماضية، وفي هذه الأثناء يلوح حلم تركيا دخول النادي الأوروبي في الجيبة الصغيرة لقميص أردوغان، حيث من المتوقع أن يشهره متوسلا من باب الفاتيكان.
تراكم الملفات يعيي أنقرة، التي هربت إلى الأمام السوري للبحث عن طرق جديدة لاستعادة النفوذ والسطوة، فتركيا الإخوانية لا تريد خسارة الحلم الأوروبي، ولا أوراق مقامرتها المتطرفة التي تمسكها من خلال الميليشيات المسلحة التي كانت في وقت سابق رهانا يدفع لاجله أي شيء، إلى أن ثبتت خسارة تلك المقامرة.
ما يتحدث عنه النظام التركي في أن أهدافه هو تسييج الأمن الوطني، ليست أكثر من عملية بيع السمك في بحر الصراع الشرق أوسطي، ما تريده أنقرة في الحقيقة طريقة للي الذراع الأوروبية من جهة، والأهم دخولها صالة المتفاوضين حول الصراع في الشرق الأوسط، وإلى ذلك الحين، يقبل النظام التركي المجازفة بجنوده الذين تزداد أرقام القتلى فيما بينهم دون تحقيق أدنى النتائج التي كانت مرسومة من قبل هيئة الأركان التركية، فيما يقوم الرئيس التركي بتسول السمع لوجهة نظره في مختلف الجهات الدولية، عسى أن يستجدي جزءا ولو يسيرا مما يطمح إليه.
يدرك النظام التركي أن التقدم في المواجهة العسكرية لبضعة كيلومترات أخرى، يقابله ثمن باهظ جدا ودون ذلك هو أمر صعب لمن اعتاد التنظير عن بعد والحرب بوكالة ميليشيات متناثرة هنا وهناك، والتهديد بورقة توسيع العدوان، يأتي من باب استعداد لحرب عسى منع وقوعها، خصوصا وأن أنقرة تخشاها طالما أنها لا تعلم مدى قوة الردات الاهتزازية التي يمكن أن تقع في الداخل.
أنقرة تقامر بناء على رغبة أردوغان، الذي سيبحث من جديد عن مكان آخر لزيارته لتمسيح الجوخ سرا والتبجح علنا، والواقع أنها ضربت بالنصيحة الإقليمية عرض الحائظ وآثرت الجمل الأعرج الذي من الممكن جدا، أن يسرع بها إلى الخراب.