محمد عباس: إسرائيل في صدمة والقوات الأمريكية ستخرج من سورية

محمد عباس: إسرائيل في صدمة والقوات الأمريكية ستخرج من سورية

تحليل وآراء

الخميس، ١٥ فبراير ٢٠١٨

كشف اللواء المتقاعد محمد عباس أن "إسرائيل" صدمت بإسقاط طائرة F16 وأن حالة إرباك وتناقض واضحة أبدتها الأوساط السياسية والعسكرية والإعلامية الإسرائيلية في تعاطيها مع الإنجاز العسكري السوري الجديد.
 
وأوضح عباس في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" أن ارتباك القادة الإسرائيليين كان واضحاً وتجلى في اختلال التوازن السياسي وعدم القدرة على اتخاذ قرار محدد والتشتت بين تصعيد الموقف حيناً والسعي عبر موسكو للتهدئة وفرملة كرة الثلج كي لا تكبر وتتدحرج أكثر. مضيفاً: من خلال حجم وسرعة الرد السوري بإسقاط الطائرة بات ممنوعاً على الطائرات الإسرائيلية أن تعربد بحريّة فوق الأجواء السورية وبأن اليد الإسرائيلية الطولى قُطعت ولم يعد التحليق فوق سورية مجرد نزهة وهذا يعد متغيراً استراتيجياً مع ما يعنيه ذلك من تحييد عنصريين أساسيين من عناصر القوة الإسرائيلية وهما سلاحا الطيران والصواريخ حيث باتت منظومات الدفاع الجوي السورية قادرة على التصدي للطائرات والصواريخ الإسرائيلية سواء أكانت (جو - أرض) أو (أرض - أرض) ومهما تكن سرعة هذه الصواريخ فقد ضُبطت معادلات سرعتها وباتت قابلة للإسقاط والتدمير قبل وصولها إلى أهدافها بمسافات كبيرة وهذا مؤشر كبير على تغيير في المعدلات الاستراتيجية وفي تكافؤ القوى وتوازن الردع بين سورية وإسرائيل.
 
وأشار الخبير العسكري السوري إلى أن معادلة الطيران والصواريخ الإسرائيلية أُخرجت من المعادلة فيما باتت القوات البرية الإسرائيلية غير قادرة على كسر شوكة الجيش السوري الذي تمرّس على القتال لمدة سبع سنوات في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة التي فشلت في إسقاط الجيش السوري والدولة السورية ولذلك أقدم الطيران الإسرائيلي مؤخراً على دعم هذه المجموعات بالصواريخ والطيران.
 
ولفت عباس إلى أن الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية تعاملت مع الحدث بكثير من اللامبالاة وقللت من شأن إسقاط الطائرة F16 وحاولت لملمة الجراح النفسية للمستوطنين الإسرائيليين لإيقاف الهزيمة المعنوية في نفوسهم خاصة وأنهم لم يتعودوا على مشاهدة طائرة جبارة وهي تتهاوى وتسقط ولم يتعودوا على سماع هدير الصواريخ السورية وهي تلاحق طائراتهم في سماء فلسطين.
 
وأردف قائلاً: قللت الأوساط الإسرائيلية من شأن هذا الإنجاز السوري بإظهاره على أنه حدث عابر غير ذي قيمة وأن الدولة السورية لم تنفذ هذه المهمة وبأن المهمة أوكلت إلى القوات الإيرانية لإظهار الجيش السوري على أنه غير قادر على تحقيق هذا الإنجاز الكبير ولإقحام إيران في القرار الوطني السوري وإظهار أن "إسرائيل" دولة عظمى لا تهزمها صواريخ قديمة من سبعينيات القرن الماضي وهي محاولة مكشوفة.
 
وكشف الخبير العسكري السوري أن هناك أوساطاً عربية أرادت أن توحي بأن الطائرة سقطت بسبب وجود عطل في نظام التشغيل وبأنها تعرضت لمضادات أرضية إيرانية أو لمدفعية حزب الله وأنها لم تسقط بفعل الصواريخ السورية حينما كانت الطائرات الإسرائيلية ترد على هجوم الطائرة المسيرة الإيرانية لإظهار أن إسرائيل كانت في موقف الدفاع والحقيقة هي غير ذلك تماماً وهو الأمر الذي اعترف به الإسرائيليون وأثبتته الوقائع على الأرض.
 
وحول طلب مسؤولين عسكريين أكراد تدخل الجيش السوري في عفرين والاحتمالات التي قد تؤول إليها الأوضاع الميدانية بعد الدخول العسكري التركي أوضح عباس أن الأكراد لديهم أكثر من /56/ حزب سياسي متصارعة ومتناقضة وقياداتهم السياسية تفتقد للموقف الموحد بعكس الشارع والمجتمع السوري الكردي الذي يحمل الهوية الوطنية السورية ويحافظ عليها ويدرك أن هناك انتحاراً سياسياً لقياداتهم التي تراهن على دور أمريكي وإسرائيلي من أجل خلق كيان كردي جديد.
 
وأشار اللواء عباس إلى أن التدخل التركي في الشمال السوري يدفع قسم من الأكراد للتورط أكثر في المشروع الأمريكي ليكونوا مجرد أدوات تسعى لتوفير الحماية الأمريكية وهم الآن يطلبون تدخل الجيش السوري وفي ذات الوقت يرفضون دخول الجيش السوري إلى عفرين ويحاولون الإيحاء بأنهم لا يحتاجون للدولة السورية التي تبدي حرصاً كبيراً على التعامل مع الأكراد كمواطنين سوريين.
 
وأضاف: عفرين أرض سورية والجيش السوري معني بالدفاع عنها لكن من الضروري أن يضمن أن قواعده الخلفية محمية بقلوب أبناء عفرين وليست عرضة للنيران وعلى الإخوة الأكراد أن يجيبوا على هذا السؤال وأن يتخلوا عن هذا الاستثمار السياسي الذي لا يمارسه إلا مبتدئون في السياسة وفي الخيارات المصيرية.
 
وحول مستقبل القواعد الأمريكية في الشمال السوري واحتمالات الصدام العسكري في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية قال عباس: الولايات المتحدة تسعى إلى إنشاء دولة في شمال سورية وإلى تقسيم الدولة السورية وهذا أمر واضح  والأمريكيون يعرفون كيف دخلوا ولا يجهلون على الإطلاق كيف يخرجون وإذا لم يخرجوا بما هو مناسب لهم سيعرف الشعب السوري كيف يخرجهم بما هو مناسب له.
 
وأضاف الخبير العسكري السوري أن احتمالات الصدام قائمة حيث تستمر الولايات المتحدة في توجيه جيوشها البديلة المتمثلة بـ "داعش" و"النصرة" و"قسد" والمجموعات التي تقاتل لصالح واشنطن في المنطقة الشرقية من أجل توريطها أكثر في الصراع فيما بينها وفي الصراع مع الدولة السورية حتى يبقى أمد الصراع طويلاً ومستمراً وكي يظهر الأمريكيون بأنهم يحاربون "داعش" ويقاتلون ضد الإرهاب وأنهم يسعون إلى حماية الشعب السوري وإلى استقرار الدولة السورية فيما يعلنون في ذات الوقت أنهم سيدمرون المؤسسات السورية ليعيدوا بناءها وهذا ما يقومون به في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية لكن الجيش السوري والشعب السوري والقيادة السورية ومعهم الأصدقاء يعرفون كيف يخرجون الأمريكيين من سورية.
 
وحول مسار العمليات العسكرية في إدلب أوضح عباس أن الجيش التركي يسعى لعرقلة تقدم الجيش السوري وأن تركيا زجت بقوات مدرعة ومدفعية ذاتية الحركة للتوجه إلى تلة العيس ومنطقة سراقب في محاولات يائسة ومستميتة لعرقلة تقدم القوات المسلحة السورية ومنعها من الدخول إلى سراقب وإدلب.
 
وأضاف أن المعارك كما في إدلب ستتواصل في الغوطة الشرقية والقوات السورية تتقدم ببطء وبثبات وبالتالي فالوجود الإرهابي في حرستا ومحيط إدارة المركبات وعربين بدأ ينحسر والجيش السوري يحقق نجاحات مستمرة ستتحسن في المستقبل وبوتيرة تقدم أكبر من السابق في الغوطة.