إسرائيل في المستنقع السوري.. بقلم: سميح صعب

إسرائيل في المستنقع السوري.. بقلم: سميح صعب

تحليل وآراء

السبت، ١٧ فبراير ٢٠١٨

في عملية تصعيد متدرجة، تزج اسرائيل نفسها في الحرب السورية. ولا يندرج هذا التصعيد في سياق المواجهة الوجودية مع ايران وحزب الله، بل إن تل أبيب مصابة بخيبة أمل شأنها شأن كل الاطراف الذين سعوا منذ سبعة أعوام الى قلب النظام السوري وإقامة نظام يرضى بمعاهدة سلام مع اسرائيل تتخلى بموجبها سوريا نهائياً عن
المطالبة بمرتفعات الجولان السورية المحتلة وتقيم دمشق علاقات طبيعية مع تل ابيب على غرار مصر والاردن.
لكن تطورات العامين الماضيين على الارض، دفعت الاحداث في سوريا نحو استعادة النظام جزءاً كبيراً من عافيته ووفرت له الانتقال من الدفاع الى الهجوم. والذي أحدث الفارق، كان التدخل الجوي الروسي وزيادة الدعم الايراني ودور حزب الله على الارض.
ومما زاد الخيبة الاسرائيلية، الهزيمة العسكرية شبه الكاملة التي لحقت بتنظيم داعش في سوريا والعراق، أمام الهجمات المدعومة من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وأمام العمليات التي قادتها روسيا بالتعاون مع الجيش السوري وايران وحزب الله.
وكثيراً ما أبدت اسرائيل استغرابها للحماسة الأميركيّة للقضاء على داعش، التنظيم الذي يستنزف الساحة السورية بكاملها ولا يتعرض لاسرائيل. وكان من شأن بقاء هذا التنظيم قوياً، ان يوفر على اسرائيل تورطاً أكبر ضد أعدائها: دمشق وايران وحزب الله.
وفي غياب معارضة سورية مسلحة، تشكل بديلاً من داعش، وجدت اسرائيل نفسها تعود الى المربع الاول، لا بل ان ايران وحزب الله، على رغم الخسائر التي تكبداها في سوريا، خرجا أقوى من الحرب السورية، التي بدت مع الزخم العسكري والديبلوماسي، قاب قوسين أو أدنى من وضع أوزارها.
وما تقوم به اسرائيل يفضي بالضرورة الى النتائج التي تتوخاها. والتجارب السابقة تدل على اخفاق تام في هذا المجال. لقد غزت اسرائيل لبنان ووصلت الى عاصمته، لكنها أخفقت في اقامة نظام في لبنان يقبل بتوقيع معاهدة سلام معها، واتفاق 17 أيار وُئد قبل ان يولد، ثم دفع الاسرائيليون ثمناً باهظاً من جراء تدخلهم في الحرب اللبنانية، التي انقلبت ورطة عليهم.
والآن يزج الاسرائيليون أنفسهم في الحرب السورية، تحت شعار اخراج ايران من سوريا. وفي لبنان رفعوا عام 1982 شعار اخراج منظمة التحرير الفلسطينية والجيش السوري من لبنان. فكان الغرق في المستنقع اللبناني.
ولا يوحي مؤشر بأن التجربة الاسرائيلية في سوريا ستكون أفضل، حتى ولو أفضت فرضاً التحقيقات التي يجريها الجيش الاسرائيلي الى ان مقاتلة “اﻹف – 16” سقطت في العاشر من شباط نتيجة خلل فني وليس لإصابتها بصاروخ سوري!!!