الساحل الغربي لليمن: «أنصار الله» تستبق خطة «التحالف»

الساحل الغربي لليمن: «أنصار الله» تستبق خطة «التحالف»

تحليل وآراء

الاثنين، ١٩ فبراير ٢٠١٨

في وقت تستعد فيه قيادة «التحالف» للدفع بقوات جديدة بقيادة نجل شقيق الرئيس السابق، طارق محمد صالح، إلى الساحل الغربي، تلقت القوات الموالية لـ«التحالف»، ضربة موجعة قد تدفع السعودية والإمارات إلى إعادة حساباتهما، قبل الخوض في معركة يبدو أنها ستكون باهظة التكلفة ومحدودة العائد

يوم الأحد، نفذت قوات الجيش واللجان الشعبية عملية استدراج «نوعية» لأربع مدرعات إماراتية، في مديرية موزع، غربي تعز. وأفادت مصادر عسكرية في «أنصار الله» بأن العملية أسفرت عن «مصرع 12 عسكرياً إماراتياً، بينهم ضباط»، إضافة إلى «تدمير أربع مدرعات إماراتية، وأربع آليات للمرتزقة».

وأشارت المصادر إلى أن قيادة «التحالف» دفعت بالقوات الموالية لها إلى موقع العملية، تحت غطاء جوي كثيف، بهدف «إخراج القتلى الإماراتيين من ساحة المعركة»، مستدركة أن «الجيش واللجان يفرضان حصاراً على القوات الإماراتية التي تم استدراجها في موزع، ويمنعان المرتزقة من التقدم». وأضافت أن طائرات «التحالف» «قصفت المرتزقة بقنابل عنقودية، وقتلت وجرحت أعداداً كبيرة منهم، أثناء محاولاتهم التراجع والانسحاب من موزع». من جهتها، اعترفت السلطات الإماراتية بمقتل جندي واحد، من دون تحديد زمان مقتله ومكانه.

 

بالتوازي مع ذلك، شنت قوات الجيش واللجان هجوماً مضاداً، من محورين جنوبي وغربي، على القوات الموالية لـ«التحالف» في مديرية حيس، جنوبي محافظة الحديدة.

وطبقاً لمصادر ميدانية في ما تسمى «المقاومة الجنوبية»، فإن قوات «التحالف» تمكنت من «صدّ الهجوم على الجهة الغربية»، إلا أنها تكبدت «عشرات القتلى، ومن بينهم عدد من القيادات الميدانية». وكان الجيش واللجان قد نفذا، خلال الأيام الماضية، سلسلة هجمات على مواقع «المقاومة» في حيس، مرغمة إياها على الانسحاب من الضواحي التي كانت قد توغلت إليها في محاولة منها للتقدم نحو مديرية الجراحي. انسحاب باتت على أثره قوات «التحالف» محصورة داخل مدينة حيس، تحت وطأة الكمائن وعمليات إطلاق الصواريخ وقذائف المدفعية التي تواصل «أنصار الله» تنفيذها. وترافق الهجوم المضاد الجديد على حيس مع إعلان «أنصار الله» إسقاط طائرة بدون طيار، تابعة لـ«التحالف»، في مديرية البقع، بمحافظة صعدة، في وقت أطلقت فيه القوة الصاروخية في الجيش واللجان صاروخاً من نوع «زلزال 2» على تجمعات القوات الموالية لـ«التحالف» في مديرية نهم بمحافظة صنعاء. وعلى الحدود اليمنية ــ السعودية، أفيد عن مقتل 8 جنود سعوديين بعمليات قنص في قرى قوى وحامضة الشمالية وحامضة الجنوبية بمنطقة جيزان، وفقاً لما أوردت مصادر عسكرية من «وحدة القناصة» في القوات المشتركة.
 

جنوباً، وبعد ساعات من إعلانها انطلاق عملية «الفيصل»، لـ«تحرير» ما تبقى من مناطق في حضرموت تحت سيطرة تنظيم «القاعدة»، أعلنت القوات الموالية لـ«التحالف» في المحافظة السيطرة على وادي المسيني، الواقع غربي مدينة المكلا، والذي تحول إلى معقل رئيسي لـ«القاعديين» بعد انسحابهم من المكلا في شهر نيسان/ أبريل عام 2016. وقال قائد المنطقة العسكرية الثانية، الموالية لـ«التحالف»، فرج سالمين البحسني، إن العملية أسفرت «عن قتل العديد من مسلحي القاعدة وأسر آخرين»، متحدثاً عن «حصار استغرق يومين كاملين، قبل أن تنطلق عملية الاقتحام فجر الأحد».
 

لكن مصادر محلية قالت، لـ«الأخبار»، إن العملية كانت أشبه بتسليم وتسلم على غرار ما شهدته المكلا قبل حوالى عامين، مرجحة انسحاب عناصر «القاعدة» إلى مناطق في وادي حضرموت، وتحديداً وادي سر، حيث لا يزال التنظيم يمتلك معسكرات وتجمعات، أو إلى محافظة شبوة. ووفقاً لمصادر أخرى في وادي حضرموت، فإن الصحراء الشمالية الشرقية من المحافظة يتم تجهيزها منذ مدة لتكون مأوًى لعناصر «القاعدة»، سواء عبر إنشاء معسكرات جديدة في مناطق نائية بعيدة عن السكان، وإمداد تلك المعسكرات بالعتاد والتموين الغذائي، أو عبر تكثيف الاتصالات بوجوه قبلية في وادي حضرموت وصحرائها بهدف تهيئة الأرضية لاستقرار «القاعديين» هناك.
 

والحري بذكره هنا أن القيادة الإماراتية كانت قد رفضت، مراراً، إطلاق أي عمليات ضد معاقل التنظيم في وادي المسيني، وأن عملية «الفيصل» انتهت في أقل من 24 ساعة، على الرغم من أن المنطقة المذكورة تحوي كميات من الأسلحة، وأموالاً طائلة، كان قد نهبها عناصر «القاعدة» إبان سيطرتهم على مدينة المكلا، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول جدية العملية الجديدة وصدقيتها. وما يجدر التنبه إليه أيضاً، أن «القاعديين» سيكون لهم دورهم في الخطة العسكرية الجديدة التي يعدّ لها «التحالف» في جبهات عديدة، من ضمنها البيضاء، ما يعني أن لا مصلحة للسعودية والإمارات حالياً في التخلص منهم.