على هامش تاريخ الأدب ... بقلم محمد خالد الخضر

على هامش تاريخ الأدب ... بقلم محمد خالد الخضر

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢١ فبراير ٢٠١٨

في الوقت الذي تشد الثقافة الموسادية كل قواها وتعميق ثقافتها العدوانية والتي أول ما تهدف إلى إنهاء جذور الثقافة العربية بأكملها منذ القدم حتى اليوم نظراً لما فيها من قوة وصلابة يأتي إلينا بعض الذين يعكسون هذه الثقافة سواء كانوا يعلمون معنى فعلتهم أو لا يعلمون فالسيد طه حسين على سبيل المثال راح ينكر وجود أدب عربي حقيقي وركز بناءً على توجيه اساتذته على أدب المعلقات وخاصة بعد أن ذهب للسوربون ومنح شهادة دكتوراه وتزوج من دليلته اليهودية في فرنسا ثم تعاقب وتلى ذلك أو سبق ذلك كتابات ومقولات كثيرة تدل على انكسار شوكة عدد من الأدباء الذين بصموا أو وقعوا أو سايروا جرائم الكيان الصهيوني فهادنوه بتسميات مختلفة وفي الوقت الذي عبر المقاوم البطل الأديب الكبير غسان كنفاني عن خلاصة ما كان عند الكيان الصهيوني في قوله ( بعض أدباء المقاومة حين خرجوا من السجن خيرهم الحاكم العسكري أما المنفى وأما الهوية الإسرائيلية ويذكر فقط الشاعر حبيب قهوجي وهو من عكا وقد نفي عن فلسطين هو وزوجته المقاومة نايفة بعد أن خرج من السجن عام 1968 )

المفاجأة فيما قالته فدوى طوقان في مذكراتها الصادرة في طبعتين الأولى في بيروت والثانية في عمان قائلة ( حملة ظالمة يشنها بعض المزاودين في بعض الأقطار العربية على الشاعرين محمود درويش وسميح القاسم بسبب اشتراكهما مع الوفد الإسرائيلي في مهرجان صوفيا للشباب )

هذا وقد ثبت أن محمود درويش وسميح القاسم كانا بانتماء شديد إلى الحزب الشوعي اليهودي راكاح والذي قضى باعتراف الاثنين من خلال مقابلات ومناقشات متعددة في التسعينات مع صحف الكيان الصهيوني هآريتس  يديعوت احرانوت وتقضي هذه اللقاءات بالاعتراف بدولة الكيان الصهيوني .

لا أدري لماذا المحاضرون المثقفون الآن يتعبون أنفسهم حتى اللهفة خلف المعلقات الشعرية وإذا كانت قد علقت على جدار الكعبة وكتبت بماء الذهب أم لا كما لا ادري لماذا بعض المؤسسات الرسمية تبحث في هذا الإطار وتشير أن عمر الخيام ليس هو من كتب رباعيات الخيام ولا أدري إذا كانت هذه الأدبيات الرفيعة كتبت بأقلام من نسبت إليهم أم بأقلام خلف الأحمر والمفضل الضبي وحماد الراوية .. ماذا يضير هؤلاء .. إذا كانت هذه أدبيات رفيعة لا ينقص من قدرها ولا مكانتها اسم من كتبها وتاريخ وجوده .. ولكن ينقص من قدر الباحثين عن ذلك إذا تركوا ما قالته فدوى طوقان وما فعله محمود درويش وسميح القاسم وإيميل حبيبي .. ولا أدري لماذا لا يتعرض الباحثون المثقفون عما كتبه محمود درويش في رسالته إلى سميح القاسم وهو يشرح له كيف حاضر هو والسيدة شيرلي هوفمان الأمريكية الإسرائيلية التي تعيش في القدس عندما التقيا في مهرجان الشعر العالمي في روتر دام قائلاً  : /  أيضاً وضحك الجمهور الهولندي واشتد ضحكه حين تصافحنا على المنصة وقلت لها  اللعنة على جدتك وعلى جدتي أيضاً / وذلك حين أعرب عن شدة المزاح بينهما على المنصة.

ثم ضاقت الضائقة بمن أنشأ الندوات والمحاضرات التي  تتصدى لتاريخ الأدب العربي الذي يعتبر من ركائز توحيد الروح الانتمائية عند جيل الشباب ولم يتساءل أحد ما سبب ذهاب أدونيس ومتن طلب منه أن يلقي كلمة في مؤتمر أوسلو ولماذا قال إسرائيل تنتمي جغرافياً إلى المنطقة .. كل هذه الأشياء المفجعة والتي كانت خطراً محدقاً قاتلاً للثقافة العربية ولكرامة الجيل العربي إضافة إلى ما تفضلت به أحلام مستغانمي في روايتها الساكنة في قلوب أجيالنا وجعلت بطلها الفنان الملهم هو طالب لإيطالي يهودي حيث لم يدري أحد بفاجعة الرواية إلا ما جاء فيها من هوس جنسي غزا عقول  الكثيرون وأغلبهن نساء .. ثم يأتي باحث ومحاضر ليشرح لنا عن المعلقات وهل كتبت بماء الذهب أم لا وعن رباعيات عمر الخيام إذا كان كاتبها عمر أم لا

يا سادتي تعالوا نقف عندما قاله عنترة العبسي حتى ولو كان الكتاب هو حماد الراوية حين ذهب يدافع عن أرضه وحرمته قائلاً :

دعوني أوفي السيف بالحرب حقه ..

وأشرب من كأس المنية صافية .

وقوله أيضاً :

وإذا شربت فإنني مستهلك ..

مالي وعرضي وافر لم يثلم

وقوله :

وأغض طرفي ما بدت لي جارتي

حتى يواري جارتي مأواها

وتعالوا معي نقف وقفة كرامة ونسأل ماذا يدور وماذا يريد هؤلاء .. فإذا كنا نؤمن بالتحرر والنضال والمقاومة فمن قال أن هؤلاء هم قادتنا فما هم إلى رموز ثقافية راكاحية لا تمت لنا بصلة .. حقنا نحن وغسان كنفاني وكمال ناصر وعبد الكريم كرمة وكمال خير بك أكثر من عبر عنه هي الفتاة الفلسطينية دلال المغربي التي أعلنت دولة فلسطين ثم ماتت .. ثم ظلت .. فلتسقطوا أنتم ومن يستوعبكم ويمن يمد لكم يده .. وتذكروا أننا بالمرصاد .