غلوبال ريسيرتش: منظمات حقوق الإنسان الدولية تلعب دورا غادرا في الحرب على سورية

غلوبال ريسيرتش: منظمات حقوق الإنسان الدولية تلعب دورا غادرا في الحرب على سورية

تحليل وآراء

الخميس، ٨ مارس ٢٠١٨

انتقد الكاتب جيرمي سولت المتخصص في التاريخ الحديث للشرق الأوسط دور منظمات حقوق الإنسان الدولية في الحرب على سورية والذي تسبب بتفاقم الأوضاع فيها بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

وقال سولت في مقال بعنوان “حرب حقوق الإنسان على سورية” نشر على موقع غلوبال ريسيرتش الكندي: إن الدور الغادر لمنظمات حقوق الإنسان الدولية في الحرب على سورية انكشف مجددا في تقرير منظمة العفو الدولية بشأن سورية لعام 2017-2018 حيث لم تكن الديمقراطية وحقوق الإنسان والمصالح الفضلى للشعب السوري أبدا على جدول أعمال الدول التي وقفت وراء مثل هذه التقارير ومن بينها الولايات المتحدة بل كانوا وبدم بارد وبلا رحمة يسعون بمختلف الوسائل لتحقيق أهدافهم الخاصة.

وعمدت الأذرع الإعلامية للتنظيمات الإرهابية بشكل متكرر عبر حملات مسعورة بالتنسيق مع الإرهابيين لتوجيه اتهامات للجيش العربي السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية وقبلها في مناطق أخرى في كل مرة يتعرضون فيها لهزائم كبيرة على يد الجيش العربي السوري لتأتي هذه المنظمات التي تزعم الدفاع عن حقوق الانسان وتتبنى مزاعمهم بشكل أعمى.

وبين سولت أن منظمة العفو الدولية تواصل في تقريرها الأخير عن سورية سردها المضلل عن مصير شرق حلب والغوطة الشرقية مشيرا إلى أن أولئك الذين يدعمونها ماليا ينبغي أن يفكروا في المكان الذي يمكن أن يضعوا فيه أموالهم و”نواياهم الحسنة” لاستخدامها على نحو أفضل ومع الأخذ في الاعتبار البيان الأخير لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس والذي أقر فيه بأن الولايات المتحدة ليس لديها دليل على استخدام الجيش العربي السوري غاز السارين يتبادر لأذهاننا سؤال لماذا تكرر هذه المنظمات الاتهامات إذا لم يكن هدفها افتعال المزيد من الأضرار الدعائية ضد الحكومة السورية.

وأشار سولت إلى أنه وباسم حقوق الإنسان زادت هذه المنظمات بالفعل الأزمة سوءا في سورية وهي لم تتعامل بأمانة إطلاقا مع السبب الرئيسي لها وهو “تصميم الولايات المتحدة وحلفائها منذ أكثر من سبع سنوات على تقويض الحكومة في دمشق كجزء من خطة أكبر لتدمير المحور الاستراتيجي بين إيران وسورية وحزب الله في الشرق الأوسط”.

ولفت سولت إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها كرسوا الأكاذيب بشأن الجماعات الإرهابية من خلال وصفها بـ “المتمردين والمعارضة”والإصرار في الوقت نفسه على وصف الحكومة الشرعية في سورية التي تمثل الشعب السوري وتدافع عن مصالحه بـ “النظام” وذلك بهدف واضح هو “الحط من قدرها والإساءة إليها” فضلا عن سعيهم لتشويه سمعتها من خلال اتهامها بتنفيذ هجمات عشوائية مزعومة على السكان المدنيين على أساس ما تنقله مصادرها التي لا تتمتع بأي صداقية.

ورأى سولت أنه وراء قناع “حقوق الإنسان” تقوم هذه المنظمات بالترويج لأجندة الحرب الخاصة بالحكومات الغربية والإقليمية على سورية وقد يكون بعضهم أسوأ من الآخر فمنظمة هيومن رايتس ووتش مثلا تعتبر ملحقا بوزارة الخارجية الأمريكية وجميعهم يلعبون اللعبة المنافقة نفسها.

وأشار سولت إلى أن ما ارتكبته التنظيمات الإرهابية في شرق حلب في السابق هو نفسه ما ترتكبه الآن في الغوطة الشرقية حيث تحتجز مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء كرهائن بينما يتعرض كل من يحاول الخروج للقتل على يد هذه الجماعات التكفيرية التي تحكم المناطق التي تنتشر فيها بالإرهاب والذبح والقتل والخطف والقمع كما لا تتمتع المرأة بحقوق سوى ما يمنحها لها الرجال بينما تتمتع المرأة والرجل بنفس الحقوق أمام القانون في ظل الحكومة السورية.

وبين سولت أن ادعاءات وسائل الإعلام الغربية ومنظمات حقوق الإنسان هذه بشأن ما حدث في حلب وما يجري الآن في الغوطة الشرقية تتناقض مع الحقائق الجارية على أرض الواقع خاصة أنها تغفل جهود الجيش العربي السوري لمكافحة الإرهابيين والجرائم الإرهابية التي تستهدف جنوده كما أغفلت بهجة أهالي حلب بعودة الأمن والاستقرار لربوعهم بتحرير الجيش السوري للمدينة ودخوله إليها.

ولفت سولت إلى أن معركة التكفيريين فيما بينهم هي حول الأرض والسلطة والمال لكن أيديولوجيتهم هي نفسها وترتكز على أساس تدمير الدولة العلمانية والمجتمع وفرض نظام فظ تتحول فيه المرأة إلى وضعية الماشية مستعرضا أساليب التعذيب والقتل التي يمارسونها بحق المدنيين والأطفال وجرائمهم التي تطال المدنيين وسط دمشق كل يوم عبر قذائف الحقد والغدر.

وأكد سولت أن الحرب التي تستهدف سورية بدأت بمؤامرة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وحلفائها الإقليميين في الشرق الأوسط لتدمير الحكومة السورية مهما كانت الخسائر التي يتكبدها الشعب السوري باستخدام الوكلاء التكفيريين للقيام بعملهم القذر في سورية خاصة بعد رفض روسيا والصين السماح باستخدام مجلس الأمن الدولي كورقة توت تغطي حقيقتهم وحقيقة سعيهم لشن عدوان جوي ضد سورية وقاموا بتسليح وتمويل هذه الجماعات دون أن يهتموا من هم ومن أين جاؤوا وما هي معتقداتهم طالما أنهم كانوا مستعدين لحمل السلاح ضد سورية.

وشدد الكاتب على أن مسؤولي هذه الحكومات هم المجرمون الأساسيون في سورية وهم أنفسهم من يدعون الغضب بشأن معاناة السكان في الغوطة الشرقية.

واختتم سولت بالقول إن على المجتمع الدولي تحديد أسلوب التعامل مع سورية على أساس أسباب ما يجري وليس كما يتم تحريفها في وسائل الإعلام من خلال “النشطاء” المتجذرين في الجماعات التكفيرية “كالخوذ البيضاء” وخدع “حقوق الإنسان” التي لا تخدم الحقيقة والعدالة ومصالح الإنسانية.