عمليّات نوعية للجيش السوري تسبق الحسم في الغوطة الشرقية

عمليّات نوعية للجيش السوري تسبق الحسم في الغوطة الشرقية

تحليل وآراء

السبت، ١٠ مارس ٢٠١٨

معن حمية
في غضون أيام قليلة استعاد الجيش السوري نصف منطقة الغوطة الشرقية، وشطر النصف الآخر شطرين. وبهذا الإنجاز يكون الجيش السوري قد أنجز 80 في المئة من أهداف عمليته العسكرية لتحرير الغوطة الشرقية من المجموعات الإرهابية.
إزاء هذا التطوّر الميداني، بات حسم ما تبقى من معركة الغوطة الشرقية في متناول يد الجيش السوري، غير أنّ العامل الذي قد يُبطئ عملية الحسم، هو قيام المجموعات الإرهابية باستخدام المدنيين دروعاً بشرية.
المؤكد أنّ الجيش السوري عازم على الحسم، وقد وضع كلّ الاحتمالات وبنى على أساسها خططه العسكرية، وهو سينفّذ عمليات عسكرية دقيقة ونوعية تستهدف الإرهابيين حصراً، في حال لم تنجح جهود إخراج المدنيين من مناطق سيطرة الإرهابيين.
أما على مقلب الدول التي تدعم المجموعات الإرهابية، فهناك ارتباك واضح، فبعد سقوط الرهان على وقوف المجموعات الإرهابية بوجه تقدّم الجيش السوري، تحاول الدول الراعية للإرهاب إعاقة هذا التقدّم، من خلال اتهام الدولة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية، علماً أنّ هذه المزاعم ليست جديدة، وتظهر في كلّ مرة يحقق فيها الجيش السوري إنجازات ميدانية.
الدول الراعية للإرهاب لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تضغط في كلّ الاتجاهات لإنقاذ الإرهابيين في الغوطة الشرقية، وهي تستخدم مزاعم استخدام الكيميائي وقصف المدنيين كوسائل ضغط. وتتخذ من هذه المزاعم والادّعاءات ذريعة لتهديد دمشق، غير أن قيام هذه الدول بعمل عدواني يستهدف الجيش السوري ستكون له تداعيات كبيرة، لأنّ لدى حلفاء سورية، وفي مقدّمهم الروس، كلّ الأدلة التي تثبت تورّط المجموعات الإرهابية بإجراء تجارب كيميائية على المدنيين، وأنّ هذه التجارب تتمّ بعلم ورعاية الولايات المتحدة وحلفائها، لغرض استخدامها ضدّ سورية.
وفي وقت يرفع فيه رعاة الإرهاب وتيرة التهديدات، تركّز سورية وحلفاؤها على إخراج المدنيين من مناطق سيطرة الإرهابيين، من خلال توفير الممرات الآمنة لهم، إلا أنّ الإرهابيين يواصلون استهداف هذه الممرات. هذا ما يؤكده أهالي منطقة دوما الذين أبلغوا اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بأنّ الإرهابيين يمنعونهم من الخروج، كما يقومون بالاستيلاء على المساعدات، في خرق واضح وفاضح لاتفاقية جنيف الرابعة، وموادها الواضحة في ما خصّ الأشخاص المدنيين. وهذا الخرق تغطيه الدول التي تدعم الإرهاب.
وفي ظلال الممارسات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية والتي تغطّيها واشنطن وحلفاؤها، فإنّ ورقة استخدام المدنيين سقطت من يد رعاة الإرهاب، ولذلك فإنّ سورية ستحسم في اتجاهين: الأول القيام بتحرّك على المستوى الدولي لتأمين خروج المدنيين الآمن من مناطق سيطرة الإرهابيين، والثاني مواصلة الحسم العسكري على الأرض.