واشنطن لأنقرة: شرق الفرات ليس غربه .. بقلم: هتاف دهام

واشنطن لأنقرة: شرق الفرات ليس غربه .. بقلم: هتاف دهام

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٣ مارس ٢٠١٨

لن تسمح الولايات المتحدة الأميركية لتركيا الدخول إلى شرق الفرات. فأهمّ حقول النفط في سورية موجودة في محافظة دير الزور، ووادي الخابور فضلاً عن حقول: العمر شرق الميادين، التنك، الورد، التيم، الجفرة، وكونيكو، ومحطة الـ»تي تو» T2 . هذه الحقول تحت سيطرة «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً. وبحسب ما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في 16 شباط الماضي، فإنّ «إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترى العراق بعيون نفطية».
 
تحمل المسألة في شرق الفرات بعداً اقتصادياً، على عكس «غربه» الذي يحمل الخلاف حوله بعداً سياسياً ورقة الأكراد . ومن هذا المنطلق، بعث ترامب برسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مفادها أنّ الإدارة الأميركية لن تسمح لأحد أن يقاسمها السيطرة على الثروات النفطية والغازية في هذه المنطقة. من منطلق أنّ شرق الفرات ليس غربه، بالنسبة لواشنطن.
 
ورغم إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أنّ بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة، على تحقيق الاستقرار في مدينة منبج، ومدن شرق نهر الفرات، وأنهما أسّسا مجموعة عمل من أجل هذا الأمر، وحديثه عن لقاء مرتقب مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في 19 الحالي فإنّ النائب في مجلس الشعب السوري أحمد مرعي يشير لـ«البناء» إلى أنّ الإدارة الأميركية ستستخدم نفوذها تجاه بعض القوى الكردية، من أجل إخراج أردوغان من الحرب في عفرين حافظاً ماء وجهه. وإلا كيف ستضمن واشنطن وأنقرة ضبط الوضع وحفظ الاستقرار، لا سيما أنّ ترامب لن يسمح أن ينتصر أردوغان عسكرياً على الأكراد في عفرين. وفي الوقت نفسه لن تتجه القوات الأميركية إلى ضرب «وحدات الحماية الكردية»، فضلاً عن أنّ تركيا لن تتجرأ على الصِّدام مع «قسد» في منبج التي ينتشر فيها جنود أميركيون، علماً أنّ زيارة تيلرسون منذ بضعة أسابيع إلى تركيا نتج عنها تشكيل لجان مشتركة لدراسة الملفات العالقة بين الطرفين مع ترجيح مرعي أن يكون هناك عمل أميركي تركي مشترك في منبج وسنجار.
 
إنّ الفشل التركي في إحراز أيّ تقدّم على مدى شهرين في عفرين، يمثل إحراجاً لثاني قوة عسكرية في حلف الناتو، يقول مرعي. فرئيس حزب العدالة والتنمية طلب منذ يومين استغاثة أطلسية داعياً الحلف الغربي إلى تحمّل مسؤولياته والتحرك للدفاع عن تركيا، فالدولة العضو يتعرّض أمنها القومي للخطر، بحسب أردوغان، جراء ما تقوم به «وحدات حماية الشعب» في عفرين المحاذية لكليس وهاتاي.
 
لا يتوقع مرعي أيّ تقدّم للجيش التركي في عفرين ومحيطها، وإنْ حصل فلا يُعوَّل عليه. الأمور، بالنسبة إليه، مرهونة بالنهايات والخواتيم. القوات الكردية هي خير من يدير استراتيجية الحرب النفسية المترافقة مع العمل العسكري، في حين أنّ تركيا تريد الحصول على ضمانات غربية، خاصة أنّ الفصائل الكردية ما زالت صامدة. ويلفت مرعي إلى أنّ أنقرة لن تجد هذه الضمانات عند موسكو. فروسيا لا تدير اللعبة الكردية على عكس واشنطن التي تمثل الرافعة العسكرية الأساس للأكراد.
 
الامور تتجه إلى المزيد من التعقيد على خط واشنطن أنقرة، وعلى هذا الأساس، يتوقّع مرعي أن تثمر قمة اسطنبول التي ستجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الإيراني حسن روحاني، وأردوغان تراجعاً تركياً.