دلالات ومعاني زيارة الرئيس الأسد إلى خطوط النار في الغوطة الشرقية

دلالات ومعاني زيارة الرئيس الأسد إلى خطوط النار في الغوطة الشرقية

تحليل وآراء

الاثنين، ١٩ مارس ٢٠١٨

ليست المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس بشار الأسد مناطق مواجهة واشتباك، لكن زيارته إلى الغوطة الشرقية يوم أمس الأحد وفي هذا التوقيت الحساس من عُمر المعركة التي يخوضها الجيش السوري المدعوم بالقوات الجوية الروسية له دلالات كثيرة ومعان كبيرة.

 وذلك لأنها أتت وعلى وجه الخصوص في وقت تتوارد فيه المعلومات حول استهداف أمريكي وشيك لمواقع عسكرية سورية.

وفي هذا السياق قال مصدر سياسي سوري لـ"سبوتنيك" إن: "زيارة الرئيس الأسد يوم أمس إلى بلدة جسرين التي حررها الجيش السوري من التنظيمات الإرهابية قبل ساعات قليلة من وصوله وتجوله على خطوط النار الأولى بين الجيش والتنظيمات الإرهابية برفقة جنوده وضباطه، هو أمر يحمل في طياته الكثير من الرسائل الموجهة للداخل السوري والخارج."

الرئيس الأسد هو القائد العام الأعلى للقوات المسلحة السورية، وتجوال أي قائد جيش بين جنوده وضباطه يشكل دافعا معنويا كبيرا فكيف إذا كان في معركة ذات وزن إقليمي ودولي كبير كمعركة الغوطة الشرقية فإن ذلك سيساعد في تسريع العمل العسكري الذي يخوضه الجيش للوصول إلى الهدف المنشود بالقضاء على الإرهابيين وتأمين آلاف المدنيين.

وأشار المصدر إلى أن "الأمر المفاجئ في زيارة الرئيس الأسد هذه هو توقيتها الحساس من عُمر العملية العسكرية وتواجد شخصه بشكل مكشوف وعلى خط النار الأول في بقعة جغرافية خطيرة جدا وفي ظل التهديدات الأمريكية باستهداف العاصمة دمشق ومواقع عسكرية هامة للجيش السوري"، مضيفاً بأن "هذه الزيارة تحمل رسالة قوية واضحة وصريحة للعالم كله بأن المعركة على مواقع التنظيمات الإرهابية التكفيرية في الغوطة الشرقية مستمرة بل واقترب الجيش من تحقيق النصر فيها رغم كل التهديدات والضغوط الخارجية، كما هي رسالة تقدير من الأسد لجنود وضباط الجيش السوري وهذا ما كان واضحا من كلامه معهم والأريحية الكبيرة بالتعامل التي كانت فيما بينهم، وكما يشكّل هذا الأمر دافعا معنويا كبيرا جدا سيساعد الجيش السوري على استكمال تحرير ما تبقى من مناطق هو حدثٌ له انعكاساته السلبية على الحالة النفسية السيئة أصلا لمسلحي التنظيمات التكفيرية ونفوس داعميها وبالتالي قرب استسلامهم بعد الضغط العسكري الكبير عليهم وخسارتهم لعدد كبير من المناطق التي كانت تحت سيطرتهم."

وخلص المصدر السياسي السوري إلى أن "تواجد الرئيس الأسد بين النازحين والخارجين مؤخرا من مدنيي الغوطة الشرقية واطمئنانه على أوضاعهم الصحية والأمنية واستماعه لمطالبهم يحمل الكثير من المعاني الإنسانية… فالدولة السورية كانت وستبقى راعية لجميع أبنائها المدنيين وعلى وجه الخصوص هؤلاء الذين هربوا من بطش التنظيمات الإرهابية وعانوا الكثير من ظلمها بعكس ما يروج له ضد الدولة السورية من اتهامات عديدة."