سُوريّةُ والصّمودُ المُعجِزَةُ.. بقلم: محسن حسن

سُوريّةُ والصّمودُ المُعجِزَةُ.. بقلم: محسن حسن

تحليل وآراء

الخميس، ٢٩ مارس ٢٠١٨

- خَلَقَ اللهُ الدّنيا، وسخَّرَ كُلَّما خُلِقَ فيها، وما دبَّ عليها، ونبتَ منها... لخدمةِ الإنسانِ وسعادتهِ...وجعلهُ سيّداً، على كلِّ شيء، وفضّله على كلّ ما خلقْ – بمشيئته، وإرادته-....خلقَ المخلوقاتِ، والأشياء، طيّبةً، وغيرَ طيّبةٍ، جيّدةَ، وغير جيّدةِ، نادرةً، وغير نادرةٍ... ولكلٍّ مكانُهُ، وقيمتُهُ، وأماكنُ وجودهِ، وطريقةُ الحصولِ عليه.... فبعضُه، من أعماقِ الْبَحْر، وبعضُه من قِمَمِ الجبال، وبعضُه من سحيقِ الوديانِ، وبعضُه من باطنِ الأرضِ... ولكِلّ ٍ حاجَتُه، وقيمتُهُ.... قال الله تعالى:" وما خلقت الجنّ والإنسَ إلّاليعبدون" وقد فَهِمَ الكثيرون: إنّ العبادةَ هي الركوعُ، والسّجودُ، والتّوبَةُ، والاستغفارُ، والصّلاةُ.... نَعَمْ، هذهِ الأشياءُ، من مظاهِرِ العباداتِ، وطقوسِها، وشكلياتِها، ولكنّها ليست كلّها .....فللعباداتِ مظاهرَ، وأشكالَ أُخرْ... فهناكَأعمالٌ،لا ركوعَ فيها، ولا سجودَ، ولا أيّ مَظهر من تلك المظاهِرْ....هناك ،أعمالٌ ، خالصةُ، وحيدةٌ ،فريدةٌ.... قال عنها سيّدُ الكونين،إنّها تُدخِل الجنّة، وحيدةً،فريدةً،كسقايةِ  كلبٍ عطشٍ، وبعضها يُدخِلُ النّارَ، كَحبْسِ هِرّةٍ، جائعةٍ...." فلا هي أطعَمتْها، ولا هي تركتْهاتأكلُ من خِشاشِ الأرضِ"....
- والوطنُ جامعٌ، لكلّ تلك الأشياء، تَظهرُ عليه،وتَعيشُ فيه،تَسرَحُ، وتَمرحُ، يحتويها الوطنُ، ويتضّمنها، ويرعاها... تسعَدُ، وتشقَى... تُسعِدُ، وتُشقِي، على امتداد رحابه....ولذلك، أمرَ عليهِ السّلام، بحبّ الوطن وافْتدائه، فقال:" حبّ الوطن من الإيمان" وجعل الله، الدّفاع عنه، والاستشهادَ في سَبيله، من أقصر الطّرق للارتقاء والفوز بالجنة، في المقام الأول، من الله، بين النّبيّين، والصدّيقين...شهداؤنا، هم السّادةُ، في الدّنيا، والأخرة،والأقرب، فيها، إلى الله....هم السّادة المؤمنون، عند ربّهم، بجواره،- بمشيئته، وإرادته–أحياءً، يرزقون، وإليه ناظرون......برحمته، ورضوانه، فائزون، وينعمون........ تركوا متاع الدّنيا، وملذّات الحياة، لأنهم، خَبِروها، وعَرِفوها حقاً، دارَ عبورٍ، لا أكثر ......
- تركوا الدّنيا، التي تقتتل، النّاس عليها- زُهداّ، واختياراً وقناعةً، وتصوّفاّ ..... وقفوا، في قلب الإرهاب غير وجلين، لايخشون شيئاً ...... قاتلوا الأشرار الْفَسَقَةَ،الْكَفَرَةَ...... كسروا أنيابَ الوحوشِ، جمعوا سكاكينَ ذبحِهِمْ، قضوا على كاذب فتاويهم، وضلالِهم، وفجورهِمْ، وتشويههم، للإسلامِ والمُسلمينَ، ليعودَ الإسلامُ نقيّاً، بريئاً، جامعاً، موحِّداَ..... يوَحِّد ولا يفرّق- كما أرادَهُ الله- رحمةّ للمؤمنين، والعالمين..... وقفوا، في جفن الرّدى، قهروا الموت، وتجاوزوه،عبروا، سراعاً، إلى الآخرة....... عجّلوا، إلى ربّهم، ابتغاء مرضاته، ورضوانه، ليستقرّوا -هناك بجواره، أحياءً، يرزقون،...... نِعم المآل،ونعم عقبى الدّار........
- هؤلاء الأبرار من طلائع جيشنا العربيّ السوريّ، البطل الّذي دُرِّبَ، على يديِّ قائدٍ - برعايته، وأمام عينيه- ....... دُرِّبوا، على أيدي قادةٍ، عظامٍ - قادةٍ للعروبةِ، والوحدة الوطنيّة .... والوطنيّة تتدفّق، في شرايينهم،دماً والإسلامُ في قلوبهم دفْقَاً .... 
- دُرِّبوا، ودَرَّبُوا، في ساحات الوطن، في مدارسه، في جامعاته، وجوامعه، وكنائسه.....علىالعروبةِ، والوطنيّةِ، والحُبِّ، والأُلفة، والإيمان، والدّين، والانتماء... فَحَسُنَ تدريبُهم، وانتماؤُهم، وولاؤُهمُ، ووطنيتُهم، وعروبتُهم، وتضحياتُهم .... وحَسُنَ إسلامُهم: إسلامٌ سمِحٌ، مُحّمديٌّ، مُستَمدٌّ من القرآن الكريم، وسنّةِ النبيِّ، العظيم. ومن بعده الأئمةِ المقرّبين، الصالحين، وأهلِ الذكرِ العارفين. فحسنوا خُلُقَاً، وتربيةً، وثقافةً ووطنيّةً، وتضحيةً، وفِداءً بحسنِ قيادتِهم الرَّائعة، من نُخبةٍ من مُعلّميهم الأصفياءِ، الذين سبقوهم. إلى جوار ربّهم ارتقاءً، وتعليماً .... حملوا الرّايات.....تجاوزوا الدّنيا، وعبّدوا طُرُق الشهادةِ، وأناروا دروبَ الخلودِ........ 
- للأسد الخالد، العظيم،- الّذي رحل – نقول: إنّ الأرض الّتي حَرَسْتَ وحَمَيْتَ ...... حُرِسْتَ، وحُمِيْتَ، وزُرِعْتَ، وسُقيتْ، بالماءِ، والدّماءِ، والفداءِ ..... فاهتزّتْ، ورَبَتْ، وأنبَتَتْ، من كلّ زوجٍ بهيج .... أينع إنتاجُها، وأتت أكُلَها- بأمر ربّها- بطولةً، وفداءً، بقيادة المُلْهَم، بشّارك- الذي ربّيتْ، والذي سار على الطريق – كمارَسَمْتَ، وحدّدتَ، وأردتَّ - ... أسداً على طريق الأسد، بشاراً، مُبشراً، بشروقِ شمسٍ، عربيّةٍ، ساطعةٍ، ونهوضِ أُمَّةٍ عربيّةٍ، واعيةٍ، واحدةٍ، موحِّدةٍ، صامِدة، مُمانعة...لا تباغُضَ، ولا أحقادَ، ولا تآمُرَ،...... إخوةً، كالبنيان المرصوص، يشدّ بعضُه، بعضاً
- وللأسدِ، الابنِ، الشّبلِ، الْبَطَل، البّشّار، الصّامدِ نقول: لِمُمانعتِك، وصمودِك، وانتمائِك، حاربوك ..... لأن سوريّةهي آخرُ القلاعِ، لهذهِ الأُمَّةِ، فيوجْهالمؤامرةِ، والمتآمرين، والخونةِ، والخائنين، والعملاءِ، الّذين باعوا عروبتَهم، وإسلامَهُم، وصافحوا أعداءَهم، وهجروا دينَهم... وقَفتَ في وجوهِهم أسداً هصوراً... فَضَحْتَ عمالتَهم، ودمّرتَ قوَّتَهُم، وفرّقْتَ جمعَهُمْ، وقضيتَ على أولِهمْ وطلائعهِم... وستقضي كذلك على آخرِهِمْ، كما قضيت على أولِهِمْ، وطلائعِهم... أساؤوا التّقديرَ، حين حاربوك.... فهل هناك من يُحاربُ أسوداً، درّبها الأسدُ في عرينه وحصنه؟!... 
- نحن أبطالُك، نحن مَعك، بين يديك، نسيرُ من ورائِكَ - التزاماً، وطوعاً، وحمايةً، ونسير من أمامِك، فداءً، وافتداءً، - كما تأمُرُ وتُريد -.. نرفَعُ راياتِ الوطَن، وعَلَمَهْ، كيفما وجّهتَ، وطلبْتَ، وأَمَرْتْ... نُسطِّر الملاحِمَ، ونحقّقُ الانتصارات... فاطلب منا ما أردتْ، وما شِئْتَ، فلو طلبت منا أن نخوضَ، هذا البحرَ، أمامك، - وحيديْن –لخضناهُ برعايتك، وتوجيهاتك - أمام عينيك – ما تخلّف منا رجلٌ واحد...
- فأنت سيّدُ الوطنِ، وزعيمُ الأُمًّةِ، وقائدُ الصّمودِ والممانعةِ، والقوّةِ، والعزّةِ، والبطولةِ، والنّصرِ، ومعلّمُ المحبَّةِ، والتّضحيةِ، والفِداءِ، ومحقّقُ الانتصاراتِ، وقارئُ التاريخِ وكاتِبُهْ... 
- وسَنبقى نُرسِلُ قوافِلَ الشهداء، تترى– طوعاً وحبّاً وكرماً وفداءَ، وجوداً، وسخاءَ – حفاظاً على عِزّةِ هذا الوطن، وشموخهِ، وخلوده.... ليبقى - بك - عزيزاً أبيّاً، كريماَ، شامخاً، مارداً، لا ينحني، ولا يركع.... 
- شهداؤنا عمالقةُ الأرضِ، وأبطالُ جيشنُا العربيُّ السوريُّ– أحباءُ قائِدِهِم، المؤسسِ، الخالدِ الذي قِيلَ إنّه رحَلْ.... ولكنهم لم يصدّقوا الرّحيلَ.. وما زالوا يعيشون معه، ويرونه بينهم – عياناً، بياناً – لم يفقدوه، ولم ينسوهُ، ولن ينسوه، هو باقٍ بينهم، في الدنيا، بجواره ينعمون، وبه يأنسون... وإليه قوافلَ الشهداءِ، إلى الآخرةِ، أفواجاَ تباعاً، سراعاً، يُرسِلونْ.... 
- به، ومعه، ومن حوله، وبين يديه، يجتمعون، به يلوذون، ويفرحون... وقائدُهم، بهم يُباهي، ويفاخِرُ، ويفخَرْ.... 
قائلاً: هؤلاء: أحبّتي، جنودي، أبطالي، - في الدنيا – اشتاقوا لي – فتركوها، وعبروا وجاؤوا – كما ترون – شُعثاً، غُبراً، وقد تجشّموا – لمسافات طويلةٍ بعيدةٍ – عناء السّفر
وقفنا معكما– في الحياة الدنيا – أسدين، بطلين، قائدين، زعيمين – قناعة، وواجباً، وطاعةَ، وامتثالاً، ووفاءَ، ومحبّةَ، وحبَاً، وتعلّقاَ، وانتماء، وتخليداً... فالقادة أمثالكُما، لا يختارهما الشّعبُ فقط، بل تُشارك في اختيارهما العنايةُ والمشيئةُ الإلهيّةُ.... تأتي بهما، في حُقَبِ استثنائيّة، من الدّهر، قادةً، وزعماءَ... نِعماً من نعمِ اللهِ.... فالله من يقدِّرُ ويشاءُ، ويختارُ، ويُوحي بعد ذلك، للشعب – بإرادته – فينتقي الشعبُ ويختار...
- فأنتما، أسدا، وقائدا، وزعيما، وسيّدا – هذه الأمّة – استحقاقاً، وتقديراً، وانتقاءً، واختياراً.... وأنتما هديّتا، وعطيّتا، المشيئةِ والقدرْ... وعندما نتحدّث عنكما، نتحدّث عن النِّعم، التي أسبغها الله علينا... نتحدّث بنعَمِهِ التي قَدّرَ، واختارَ ووهبَ وأعطى... طبقاً للآية الكريمة: "وأمّا بنعمة ربّك فحدّث" 
- وقفتما في وجْهِ الإرهابِ العالمي، ووقَفَ اللهُ مَعَكُما، وأرسل لكما جنوداً 
– ملائكةْ– لم تروها، حاربت معكما... رَمَت وأصابتْ، وقتلتْ، وانتصرتْ... 
- حاربتما الإرهابَ معها، وأنهيتماه ضعيفاً، مخذولاً، مهزوماً، مَهيضَ الجناح...
أنتما، والإرادةُ، الإلهيّةُ، وجندُ اللهِ، وملائكةُ السماءِ، والمقاومةُ والأصدقاءُ، والشّرفاءُ في صفٍّ واحدٍ، مُقابِلَ، الْفَسَقَةِ، الحَقَدَةِ، والفَجَرَةِ، والإرهابِ، والولاياتِ المتحدةِ الأمريكية، وإسرائيلَ، .... جنودُ الله معكم، ومن كان الله معه، فمن عليه؟!
- فأنتم كرامة، هذه الأمّة، وعنفوانُها، وشموخُها، وغيرّتُها، ....... ومواقِفُكم، هي مواقِفُ الحقِّ، والإخلاصِ، والأخلاقِ، والبطولةِ، والإباء ...... فَنِعْمَ القيادةُ، قيادتُكما، ونِعْمَ القائدان أنتما، ونِعْمَ الحياة معكما، وبكما، ونِعْمَعقبى الدّار......