في يوم الأرض.. تزخيم النضال لإسقاط «صفقة القرن».. بقلم: معن حمية

في يوم الأرض.. تزخيم النضال لإسقاط «صفقة القرن».. بقلم: معن حمية

تحليل وآراء

الجمعة، ٣٠ مارس ٢٠١٨

في 30 آذار قبل 42 عاماً خرج الفلسطينيون داخل الأرض المحتلة بمسيرات غضب عارمة رفضاً لقيام الاحتلال اليهودي بمصادرة آلاف الدونمات من أراضيهم، وقد تحوّل يوم الغضب هذا إلى يوم للأرض يُحييه شعبنا في فلسطين وفي الأمة والشعوب العربية بمسيرات وتظاهرات في الساحات العربية كلّها تعبيراً عن التمسك بالأرض ومقاومة الاحتلال.
 
اليوم، كم نحن بحاجة إلى تزخيم النضال وأن نرى الساحات العربية تمتلئ بالمسيرات والتظاهرات نصرة لفلسطين، وأن نرى شعبنا في فلسطين المحتلة وقد استعاد زمام المبادرة على غرار مشهدية الغضب قبل 42 عاماً ومشهدية انتفاضاته ضدّ الاحتلال اليهودي العنصري الاستيطاني.
 
اليوم، حبل «صفقة القرن» يلفّ على رقاب الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة وفي الشتات. وفلسطين كلها مهدّدة بالتصفية، والمتآمرون على فلسطين ليسوا اليهود والأميركيين وحلفاءهم وحسب، بل هناك أنظمة عربية عديدة تطبّع مع العدو وشريكة أساسية في «صفقة القرن» لتصفية المسألة الفلسطينية.
 
كما أنّ الحرب الإرهابية التي شُنّت على سورية وإشغال غير بلد بالأزمات المستفحلة، كلها من مندرجات «صفقة القرن»، ولو قيّض للولايات المتحدة وحلفائها إسقاط الدولة السورية وتقسيم سورية إلى محميّات طائفية ومذهبية واتنية، لكان تحقق مشروع التقسيم والتفتيت في كلّ دول العالم العربي، ووفّر على الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان العدو الصهيوني، لأنّ في ظلّ عالم عربي مقسّم ومفتّت طائفياً ومذهبياً واتنياً، يحقق العدو الصهيوني دولته اليهودية!
 
أما وقد صمدت سورية بوجه الإرهاب المتعدّد الجنسيات وأفشلت مخططات رعاة الإرهاب، فإنّ «صفقة القرن» لن تمرّ كما كان مخططاً لها، وأنّ كلّ عمليات التطبيع مع «إسرائيل» التي تقوم بها السعودية وبعض الدول الخليجية، لن تمنح أدنى أيّ شرعية لمخطط تصفية المسألة الفلسطينية.
 
لقد بات واضحاً أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها، يصعّدون مواقفهم لتمرير «صفقة القرن» في الوقت الضائع الذي يفصلهم عن ساعة إعلان فشل مخططهم في سورية، وهذا التصعيد الغربي ـ الأوروبي لم يعُد ضدّ سورية فقط، بل بدأ يطال روسيا، حيث تمّ طرد عشرات الدبلوماسيين الروس من نحو خمس عشرة دولة غربية وأوروبية، وهناك حديث عن تعديلات في مجلس الأمن الدولي، بما يكفل عدم إعاقة مشاريعها العدوانية!
 
ولأنّ التصعيد الأميركي يتواكب مع ممارسات الاحتلال العنصرية والإجرامية ضدّ الفلسطينيّين، فلا عجب أن يخرج سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى كيان العدو مهدّداً رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بحجب الأموال الأميركية وبأنّه أيّ عباس «إذا لم يستجب للمطلب الأميركي بالجلوس على طاولة المفاوضات، فإنّ هناك مَن سيملأ الفراغ مكانه وسيحلّ محله».
 
هذه الصلافة في المواقف والتصريحات، تشي بأنّ الولايات المتحدة خرجت عن طورها، وأنّ مسؤوليها يتصرفون كالثيران الهائجة، وهذا ما يُملي على الفلسطينيين بفصائلهم وقواهم كافة العودة إلى مربع الكفاح المسلح، ورفض مسار «أوسلو» ومفاعيله كلّها.
 
المطلوب اليوم انتفاضة ثالثة ورابعة وعاشرة ضدّ الاحتلال والاستيطان والتهويد والعنصرية.
 
الأرض تنوء تحت وطأة الاحتلال اليهودي، فلتكن كلّ الأيام يوماً للأرض ودفاعاً عن الأرض.