هل ستردّ موسكو الصاع صاعين؟.. بقلم: سعدى نعمه

هل ستردّ موسكو الصاع صاعين؟.. بقلم: سعدى نعمه

تحليل وآراء

الأربعاء، ٤ أبريل ٢٠١٨

صبّ تسميم العميل الروسي السابق الكولونيل في الاستخبارات العسكرية الروسية سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا الزيت على  نار  العلاقات بين روسيا ودول الغرب التي لم تكن مستقرة أصلاً ويشوبها الكثير من الغموض ويعدّ هذا الهجوم أول هجوم بغاز سام في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
على الاثر تم طرد ديبلوماسيين روس من لندن لتحذو حذوها أكثر من 25 دولة وحمّلت السلطات البريطانية روسيا مسؤولية تسميم سكريبال مع أن الاخيرة “نفضت يديها” من هذه القضية واعتبرت ان اتهامها بحادث التسميم افتراء.
الى ذلك، ضجت وسائل الاعلام العالمية بأزمة الجاسوس الروسي وما تبعها من القاء اتهامات متبادلة بين موسكو ودول غربية لتتحول الى أزمة ديبلوماسية كبرى احتدم فيها الصراع والتصعيد.
في قراءة سريعة لما حصل، يشير احد المراقبين في حديث خاص لموقع المرده الى ان “سكريبال هو الذريعة التي يمكن ان يتم استعمالها للضغط على روسيا، لافتاً الى ان السبب الحقيقي وراء الازمة الديبلوماسية هو ان “روسيا اتبعت سياساتها الخارجية الخاصة في السنوات السابقة ولهذا فان الغرب طفح به الكيل من توجهات روسيا الخارجية”.
ورأى ان هذه الازمة كانت متوقعة وليست مفاجئة لان موسكو كانت تتخذ موقفاً مستقلاً من السياسة الخارجية الاميركية واستطاعت فضح مشاريع اميركية خاصة مشروع بناء الشرق الاوسط الكبير والجديد وكي لا ننسى ان احد اهم اسباب هذه الحرب الديبلوماسية الدعم الروسي الذي تلقاه كل من سوريا ومصر والتفوق العسكري الروسي الذي يرهب بعض الدول ويجعلها مرتبكة.
واعتبر المراقب أن قنوات الاتصال السياسية انقطعت بين روسيا والغرب مستبعداً حدوث حرب باردة كما كانت ايام الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الاميركية والدول التي تدور في فلكهما بل ما نشهده اليوم هو استخدام ادوات الحرب الباردة بعد اكثر من حوالى 20 عاماً على انتهائها.
وقال: “بعد طرد ديبلوماسييها موسكو تسعى الى ردّ الصاع صاعين ليس بطرد عدد مماثل من الدبلوماسيين الغربيين بل ايضاً باغلاق بعض القنصليات اذاً هناك تصعيد مقابل التصعيد لا لهدف اعادة الحرب الباردة بل لتسجيل نقاط وهذا من قبيل “المناورة الاعلامية” أمام الرأي العام أكثر منها خلافات سياسية واستراتيجية بين الكرملين من جهة والدول الغربية من جهة أخرى.
ورأى المراقب انها مسألة ايام وستنتهي “العاصفة” ، مشدداً على أن موسكو لا تهتم باي تصعيد وبالتالي روسيا دولة عظمى لا يمكن اتهامها من دون تقديم ادلة على تورطها في هذا الملف.