هل يزحف ترامب وحلفائه إلي سورية..؟ بقلم ماجدي البسيونى

هل يزحف ترامب وحلفائه إلي سورية..؟ بقلم ماجدي البسيونى

تحليل وآراء

الأربعاء، ١١ أبريل ٢٠١٨

أسئلة كثيرة لابد وأن تراود المتابع لما يحدث علي الخريطة السورية تحديدا والإقليمية والعالمية. هل يقدم ترامب وحلفائه علي الهجوم علي سورية بما تتناوله التصريحات والصحف الأمريكية والأوربية ..؟ ماهو المبرر لمثل هذا التحالف الذى تتناوله كافة وسائل الإعلام التي اعتادت الترويج لمثل هكذا..؟ ولماذا هذا الكم الهائل من الوعيد والتهويل في هذا الوقت تحديدا..؟ فيما لقرر ترامب وحلفائه توجيه ضربة أو ضربات لما اعلنوه عن بنك الأهداف الضخم لدى كل من الحلفاء سواء الأمريكي أو الإسرائيلي او البريطاني أو حتى الفرنسي ناهيك عن السعودي الذي أعلن علي لسان بن سلمان، فهل تم حساب رد الفعل..؟ بداية يعلم ترامب وأدواته وكل من جيشهم أن مسرحية الكيماوي بدوما كاذبة وماهي الا فبركة قام بها مشغليهم ممن يسموا كالخوذ البيضاء الممولون أمريكيا وبريطانيا، وأن الفيلم الأخير أسوء إعداد وإخراج من كل ماسبق وقاموا به من قبل سواء بحلب أو الغوطة أو أو، وأن إجهاض هكذا عمل سبقها بأسابيع عندما حزرت روسيا وكشفت المحاولات التي يرتبها الإرهابيون لاستخدام الكيماوي. العسكريون والخبراء الغربيون يدركون بالفعل أن تحرير كامل الغوطة كان قرارا سوريا روسيا لا رجعة فيه والمؤكد أن زيارة الرئيس بشار للغوطة منحت المحللين من أنه لارجعة عن تحرير كامل الغوطة بما فيه دوما وأن الجيش السوري يتقدم ويزحف في كل لحظة فكيف له ان كان لديه السلاح الكيماوي أن يستخدمه..؟!

ظل الأمريكي والإسرائيلي وكل من دعم ومول الفرق الارهابية بكامل الغوطة يراهنون على عدم امكانية الجيش العربي السوري على تحرير كامل الغوطة بما تم تدشينه من أنفاق ومدينة شبه كاملة يستحيل علي أي صواريخ الوصول لمن فيها وأن السلاح مكدس لديهم ولن ينته بالإضافة لكافة المطالب الحياتية من مأكل ودواء واتصالات لكنهم لم يحسبوا أهم من كل هذه الإمكانيات وهى وصول جموع الإرهابيين الي حالة بائسة من الانهيار المعنوي والنفسي، رغم خروج ترامب شخصيا بتصريحات الهدف منها منح الإرهابيين مايجعلهم يستمرون ويرفضون أي حلول للخروج وتسليم مواقعهم للجيش العربي السوري، إلا ان الانهزامية والانقسامية دبت في صفوف الإرهابيين، هنا أعطيت التعليمات لتنفيذ مسرحية الكيماوي رغم إدراكهم أن عدم المصداقية ستكون في المقابل، لا يهم فالحلفاء ليسوا في حاجة إلي دلائل لأن حساباتهم ان عودة كامل الغوطة لسورية ودحر الجماعات الارهابية وخصم كامل هذه المساحة المتاخمة للعاصمة السورية تعني انتصار سورية وروسيا وإيران والصين وحزب الله وأن ما بعد دوما وكامل الغوطة يختلف تماما عما يمتلكوا من أوراق علي مدي السنوات السبع الماضية من عمر الحرب علي سورية.

المؤكد أن ترامب حصل من السعودي علي ما قاله علانية: ان أردتم بقاء قواتنا فلتدفعوا الثمن، لانه يدرك أن من يدعوا بجيش الإسلام بدوما توابع للسعودي، لهذا أعطى الضوء الأخضر للإسرائيلي بضرب التيفور بحمص ومؤكد أنه يعلم بوجود عناصر من القوات الإيرانية وهذا ما يرضي السعودي.. البريطاني يبحث عن ساحة لمواجهة الروسي في محاولة منه للحصول علي ما يدعيه ثأرا لمقتل العميل الروسي بغاز لم تكشف التحقيقات بعد نوع الغاز ولا من الفاعل وكيف.. أما الفرنسي فيحاول الاشتراك في فاتورة الدفع بتوريد السلاح للسعودي والقطري وإيجاد موطئ قدم ربحي يختلف عن سابقيه من الرؤساء الفرنسيين السابقين. مؤكد ان واشنطن والبنتاجون لا  ينتظرون مبررا منطقيا لما يريدون فعله من ضربات عسكرية لا في السابق ولا في الحاضر والمستقبل، الهدف لديهم عائد ما سيقومون به ولا سيما وترامب لا يعنيه سوى شعاره " امريكا القوية " داخليا بما سيجلبه من أموال وهيمنة علي مصادر الطاقة وأسواق تسويق السلاح ،سبق له وانتقد أوباما وكال له كال لأنه خرج من العراق دون أن يهيمن علي كل منابع البترول.. ليس مهما الآن أن يخرج من يذكر ترامب من أنه من كشف العديد من المرات من ان داعش واخواتها هي صناعة اوباما وهليرى كلينتون ولا ما سبق واعلنه من ان بشار الأسد هو من يحارب الإرهاب فكل هذا أوراق كسب بها وقتها وعليه ان يلقيها خلف ظهره فوراق المكاسب للمؤسسات المتحكمة في القرار الأمريكي حاليا مختلفة.، لكنه يدرك أن خروجه من سوريه سيفقده كل أوراقه وكل ما يرفعه ويردده ليل نهار سواء بمؤتمراته أو حتي بتغريداته، خروجه سيجعل ورقة استعداءه للإيراني التي جلب ويجلب من خلفها المليارات ،وسيكون للروسي كامل تورتة بحر الغاز بسورية حتى لو كسب تحقيق الفوضى بالشمال السوري باستخدام بعض الكرد كورقة ابتزاز مع التركي من ناحية ومع العراقي بالدخول بشركاته في عملية الاعمار في مقابل البترول. يدرك ترامب ايضا ان اقدامه علي عملية كبرى بسورية ستقطع الطريق علي اية لقاءات مع زعيم كوريا الشمالية.. يدرك البنتاغون قبل ترامب أن الروسي شريكا مع السوري في حماية سماء سورية، وأن مالدي الروسى من اسلحة متواجدة بالفعل علي الأراضي السورية أو التي بإمكانها أن توجه عن بعد كفيلة بتغير موازين القوة لصالح الروسي، ليس في مواجهة القوة الأمريكية بل في مواجهة مصالحها بالمنطقة، وأن ماسبق وكشف عنه وأعلنه بوتين وما فضل أن لا يكشف عنه لم يكن لمجرد المزح.

تعلم " اسرائيل" أن سقوط "سبعة" إيرانيين بمطار التيفور لن يمر ،كما تعلم أن سورية لم تستخدم بعد الصواريخ الحديثة لديها وأن اسقاط الطائرتين كان بمنظومة قديمة. أخلص من طرحى لرؤيتي لما قدمته من أسئلة إلي: ليس بمقدور ترامب وحلفائه تنفيذ هذا الزحف الذي نسمعه ويملأ سماوات الميديا ليل نهار منذ أثناء وبعد تحرير كامل الغوطة..

ليس معنى ذلك انني ادعوا للذهاب للنوم بل أدعو لاستكمال تحرير باقي البؤر المحيطة بدمشق وريفها وما تبقى في الجنوب للوثوب لأم المعارك بإدلب وتوابعها حتى لو أقدم علي ضربة ما سيكون السلاح السوري والعقل العسكري السوري قادر علي الاستيعاب ومن ثم الرد. وجود تميم بن حمد ومن قبله محمد بن سليمان بالبيت الأبيض وتلويح ترامب بتحديد موعد لإنهاء الأزمة بينهما ،بالإضافة إلي ماسبق وقاله ان ارادت السعودية