تهديدات الفتى المدلل…بقلم: صالح صالح

تهديدات الفتى المدلل…بقلم: صالح صالح

تحليل وآراء

الجمعة، ١٣ أبريل ٢٠١٨

أن يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فالمسألة أقل من عادية، فالرجل منذ أن أعلن ترشحه للرئاسة الأمريكية وهو يوزع تهديداته شمالاً ويميناً، ولم يترك أحداً إلا وناله نصيب من هلوسات جنونه المبني على قاعدة الهبل المنظم الذي يمارسه في حياته اليومية. أما أن يتعلم منه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه العادة، ويبدأ تصريحات نارية أكبر من حجمه، فهذا يحتاج لوقفة تأمل…!.
فالعنتريات الصبيانية التي أطلقها ماكرون الصغير خلال الأيام الماضية والتي هدد فيها بضرب سورية، دعت الكثيرين للبحث في تاريخ الفتى قبل أن يصبح رئيساً لفرنسا، فلم يعثروا له على ماض سياسي أو اجتماعي يؤهله ليكون زعيماً للقارة العجوز ذات المزاج الحاد في انتقاء قادتها المخضرمين.
كل ما دوّن في ملفه الشخصي أنه تربى بعد تخرجه من الجامعة في أروقة بنك تمتلكه عائلة روتشيلد، ولم يتجاوز في سلمه الوظيفي موقع مدير الحسابات فيه، وهو ما يعني أنه ماسوني صغير حُضّر على عجل في “ميكروويف” النيولبرالية الجديدة ليملأ فراغاً كبيراً في ظل عدم وجود قادة تاريخيين للمجتمع الفرنسي… لذلك لا تلوموا الفتى المدلل، فهذا علمه،  وهذا ما يعرفه!.
واضح أنه ليس قارئاً  جيّداً للتاريخ، وإلا لكان عرف أن نابليون بذاته قد هزم على أسوار عكا البوابة الجنوبية لسورية، وأن كليبر الذي خلفه في قيادة الحملة الفرنسية، قد قتله السوري سليمان الحلبي انتقاماً لإجرامه الدموي ضد إخوتنا في مصر، وأن غورو لم يدخل دمشق إلا محمّلاً بالعار  إثر المقاومة الضارية التي أبداها يوسف العظمة ورفاقه الأبطال في معركة ميسلون .
لو قرأ ماكرون الصغير التاريخ لكان قد عرف من هو الشيخ صالح العلي، وسلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وحسن الخراط ومريود والأشمر وكل ثوار سورية لكان قد عرف أن جمجمة حمود العنبوزي ما تزال في أحد متاحف بلاده العسكرية تردد صرخته الأبدية بعد أن نفذ رصاصه وهو يواجه الحملة الفرنسية في خشام (منو يعطيني مشط رصاص وياخذ بنتي…)
بالتأكيد لو عرف ماكرون تاريخ سورية ما تورط بما قال، ولأدرك أن  حجمه السياسي لا يؤهله ليلعب دور المنقذ لفرنسا، بعد أفول نجمها الإمبراطوري، ولم يعد لها مكان في الصف الأول، وربما حتى الثاني في التصنيف العالمي للدول. من حق الفتى أن تكون له أحلامه الكبيرة، في زعامة أوروبا، لكن عليه قبل ذلك أن يمتلك الحكمة والمعرفة والكاريزما التي تؤهله لذلك، بعيداً عن تقليده الأعمى لرئيس الولايات المتحدة المجنون…!