نورا أريسيان للأزمنة موقع التويتر بات أحد أدوات جس النبض الدبلوماسي.

نورا أريسيان للأزمنة موقع التويتر بات أحد أدوات جس النبض الدبلوماسي.

تحليل وآراء

السبت، ١٤ أبريل ٢٠١٨

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت ، إنه أمر بتوجيه "ضربات دقيقة" ضد سوريا ردا على الهجوم المزعوم بغاز سام بمنطقة الغوطة الشرقية (دوما) .. وتزامن هذا الاعتداء الثلاثي مع وصول لجنة التحقيق الدولية للعاصمة دمشق للإطلاع على مكان الحادث ... كيف تنظر عضو مجلس الشعب نورا أريسيان لهذه المستجدات المتواترة كان لها معها الحوار الآتي :

كيف تجدين الحرب التي شنت على سورية بموقع توتير؟

 أعتقد أن الانتصار في الغوطة سببّ هستيريا سياسية وعسكرية وكان لابد من أن ينفجر في مكان ما. وانتهى الأمر بالاتهامات الكاذبة الموجهة لدمشق. الأمر اللافت أن إعلان الحرب أو التهديد به جاء عبر تغريدات على موقع تويتر من شخصية سياسية رفيعة. وهذا ما لم نشهده سابقاً. لذلك بات التويتر يُعتمد لنشر التصريحات السياسية، وهذا ماسمي بدبلوماسية تويتر.

وبطبيعة الحال جاء الرد الروسي على لسان المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن موسكو ليست مؤيدة لدبلوماسية "تويتر" وهي من المؤيدين للنُهج الجادة. بالتالي اعتبر المراقبون أن موقع التويتر بات أحد أدوات جس النبض الدبلوماسي.

كيف تابعتِ الاعلام الغربي تناول المستجدات الأخيرة ؟

 في الحقيقة رغم غالبية المواقف الداعمة للضربة العسكرية على سورية، هناك وجهات نظر متباينة، لكن اللافت أن تصريح ترامب لاقى صدى غير مسبوق. بحسب تعليق ورد من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمريكي يشير الى أن وقت التدخل في سوريا قد مضى.

وفي المقابل، نقرأ ما كتبه جورج فريدمان في جيوبوليتيكال فيوتشرز عن (الشكل الجديد للشرق الأوسط) حيث قال إن " الوقت الراهن يشهد انتقال الولايات المتحدة التي كانت في السابق هي القوة التي تعرف المنطقة إلى الهوامش، بينما يظهر في المنطقة معمار جديد". في حين رأت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) أن "الإطاحة بالأسد لا ينبغي أن تكون جزءا من مهمّة أمريكا الآن."

أما "نيويورك تايمز" فعنونت "تغريدات ترامب حول سورية وروسية والصين: انتصار التناقضات"، وقالت إن "وابل التغريدات التي غردها ترامب وضعت معايير جديدة لمواقف متناقضة وغير متناسقة في نهج ترامب في الحروب والتجارة والعلاقات مع الخصوم

". ولابد من الإشارة الى تقرير نشرته صيحفة «واشنطن بوست» الأمريكية بعنوان «التوترات الإقليمية تتزايد في سوريا مع تهديد ترامب بشن هجوم»، كما لفتت الصحيفة الى أن "تصريحات ترامب الهجومية ضد الأسد والروس واتهامهم المباشر بالتسبب في هذا الهجوم، يمكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب بالوكالة، روسية-أمريكية، على الأرض السورية"، مؤكدة أن "ترامب الذي يحب الفوز، لا يملك شيئاً ليفوز به في سورية، لكنه مازال قادراً على أن يجعل الأمور أسوأ". وبحسب ديفيد أغناطيوس من الصحيفة ذاتها، فإن الولايات المتحدة بحاجة الى عناوين داعمة بأنها دمرت داعش، وأنها ترد على الأسلحة الكيميائية، مشيراً الى أن ترامب يحتاج الآن الى استراتيجية أوسع للمساعدة في استقرار سورية.

على كل حال مازالت الصحف الغربية تطالعنا بمتابعاتها لاحتمال التطورات المستمرة والمواقف الدولية، لاسيما وأن الملف السوري هو محور اهتمام الصحافة العالمية.

وكيف تقرئين تصريح ترامب الاخير التي نشرها على تويتر بـأن الضربة لم احدد لها الوقت وقد لا تحصل وقد حصلت ؟

مازالت أمريكا تظن أنها تقود العالم، والدليل ماصرح به رئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان بأن "الولايات المتحدة لديها مسؤولية لقيادة الرد العالمي على سوريا". لاتريد أمريكا أن تصدق أن العالم تحول الى متعدد الأقطاب. ومن هنا يأتي هذا التخبط من تراجع أمام سورية وحلفائها في محور محاربة الإرهاب. فالضربة كانت محدودة، والسبب هو التغييرات الكبيرة في قواعد الاشتباك. على كل حال سورية كانت مستعدة لكل الاحتمالات. والضربة هي مدانة، لأنها انتهاك للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والشعب السوري مستمر في التصدي والصمود.

دمشق – الأزمنة – محمد أنور المصري