هدايا مجانية لـ «إسرائيل».. بقلم: يونس السيد

هدايا مجانية لـ «إسرائيل».. بقلم: يونس السيد

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١ مايو ٢٠١٨

تتوالى الهدايا المجانية على «إسرائيل» لمناسبة سبعين سنة على إنشائها، بنقل العديد من الدول سفاراتها من «تل أبيب» إلى القدس،أسوة بما قررته الولايات المتحدة، في ظل غياب وصمت فلسطيني لم يسبق له مثيل.
عندما اتخذ ترامب قرار الاعتراف بالقدس عاصمة ل «إسرائيل» ونقل سفارة بلاده من «تل أبيب» إليها، سمعنا كلاماً كثيراً عن استنفار فلسطيني والقيام بحملة دبلوماسية عالمية لتفنيد الموقف الأمريكي والتصدي لأي محاولات من جانب دول أخرى للسير على خطى الإدارة الأمريكية، ولكن أي شيء من هذا القبيل لم يحدث، فالقيادات الفلسطينية للأسف مشغولة بكيفية منع تحقيق المصالحة الوطنية والإبقاء على حالة الانقسام والتشرذم في الساحة الفلسطينية، وليس أدل على ما وصل إليه الحال من رقي الأداء الفلسطيني سوى عقد المجلس الوطني من دون توافق وطني، بذريعة تجديد الشرعيات، وإن كان الهدف الحقيقي لا يخفى على أحد وهو تشكيل قيادات (لجنة تنفيذية ومجلس مركزي) من لون واحد لتسهل اتخاذ القرارات المطلوبة في خدمة التسوية الأمريكية. 
اليوم، وفي ظل هذا الانشغال الفلسطيني، وصل عدد الدول التي قررت نقل سفاراتها إلى القدس ست دول، هي الولايات المتحدة وهندوراس والتشيك وجواتيمالا ورومانيا وباراجواي، ومن المرجح أن «تكر السبحة» مستقبلاً. 
بطبيعة الحال، تتفاوت دوافع هذه الدول، ما بين من وجدت نفسها في دائرة الضغط والإغراءات الأمريكية، كما في هندوراس وجواتيمالا وباراجواي، وما بين الخضوع لضغط اللوبيات اليهودية أو التعاطف الشخصي، كما هو الحال في التشيك ورومانيا. فالرئيس التشيكي ميلوس زيمان يعتبر نفسه سباقا في هذا المجال، إذ إن بلاده كانت قد فتحت «قنصلية فخرية» في القدس الغربية في مطلع التسعينات من القرن الماضي، ثم أغلقتها مع وفاة القنصل الفخري عام 2016، لتعود وتقرر إعادة فتحها خلال شهر مايو الحالي، على أن تنقل سفارتها إلى القدس قبل نهاية السنة الحالية. أما رئيسة حكومة رومانيا فيوريكا دانتشيلا فقد دفعها التعاطف الشخصي إلى حد توقيع حكومتها «مذكرة سرية» بنقل سفارة بلادها إلى القدس والقيام بزيارة إلى «إسرائيل» وكلاهما بدون استشارة الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس ما دفع الأخير إلى مطالبة رئيسة حكومته علنا بالاستقالة، لافتا إلى أن الدستور يمنحه صلاحية اتخاذ القرار النهائي في هذه المسألة.
حسناً، أين الفلسطينيين وكل العرب من ذلك؟ من المحزن أن نرى دولاً يفترض أنها كانت صديقة للفلسطينيين وقضيتهم، تتخذ قرارات من هذا النوع في غياب أي عمل سياسي أو دبلوماسي فلسطيني أو عربي في الساحة الدولية.