حرائق محراك الشر الأميركي إلى اتساع.. والعالم يتفرّج ...   بقلم - ديب علي حسن

حرائق محراك الشر الأميركي إلى اتساع.. والعالم يتفرّج ... بقلم - ديب علي حسن

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٩ مايو ٢٠١٨

سيكون يوما مفصليا، بل تاريخيا، إذا ما حدث، ولم يخرج من يسمى سيد البيت الأبيض على العالم بقرار مفاجىء يترك وراءه الويلات والكوارث، لا احد يمكن أن يراهن على أن مثل هذا اليوم، او هذه اللحظة ستكون، بل ربما سيكون علينا، أن نعلن المزيد من الخوف على مصير البشرية من مثل لحظات الانفلات التي لا أحد يتوقع حدوثها، بالزمان،

ولا المكان، ربما يخطر في بال السيد ترامب أن يجرب قنبلة نووية ما بمكان من العالم.‏

الامر ليس نكتة، ولا هو بالعابر، فعندما أخبر العلماء الاميركيون الذين أنجزوا أول القنابل النووية، اخبروا رئيس الولايات المتحدة حينذاك أن التجربة الأولى قد نجحت, أصدر أوامره أن تجرب الثانية فوق المدن اليابانية، ودون وزاع من ضمير، تمت التجربة، ونجحت بسحق مدينة كاملة.‏

هل من فرق بين رئيس أميركي وآخر؟ الحقيقة: لا، فلكل واحد منهم جنونه، وقدرته على الفتك، ولكن طريقة التوزيع والسرعة في الرعونة هي الفارق، ترامب في عجلة من أمره, مزاجه المتقلب يدفعه لأن يدفع بما لديه بقوة وسرعة، ليس شذوذا عن أسلافه، لا، لكنها طريقة إخراج رديئة للغاية، ربما من حسن حظ العالم، أن من بقي فيه يقف بوجه التغول الأميركي.‏

تارة يلغي الاتفاق النووي مع إيران، وقبله الانسحاب من اتفاقات دولية كثيرة، والحجة الدائمة أنها تعارض مصالح الولايات المتحدة، ولا ندري أين حدود هذه المصالح، وكيف تقف، ومن يحددها إلا إبحار الأساطيل وحاملات الطائرات واستلاب مقدرات الشعوب، والدفع بها إلى حافة الفقر، والعمل على إبقائها تحت السيف الاميركي المستل بمال الأعراب حتى ينتهي النفط وتعود مهالك الغاز وفقاعات النفط إلى بداية عهدها رمالا تذروها الرياح.‏

يلغي القمة الاميركية / الكورية و يعود ويلوّح بالعودة إليها من جديد و يهدد ويرعد تجاه سورية، وكأن السبع التي مرت لم تكن فيها واشنطن وراء كل إرهابي على الأرض السورية؟‏

السوريون الذي خبروا هذه التهديدات يعرفون أنها تعمل لخدمة الكيان الصهيوني، وأن ثمنها مدفوع سلفا، لكنهم وقد اجتازوا ما اجتازوه من أهوال ومحن، يدركون أنها المواجهات النهائية، والنصر الذي تجذر لايمكن أن يكون هزيمة، وعلى مقربة من وعد جديد في الميدان، لا بد أن نسمع الكثير مما يفح به ترامب وتبعه، لكننا على يقين أن القافلة تمضي إلى نهاية المطاف والغاية والهدف، صحيح أن الدرب ليس سهلا تماما، لكنه واضح الرؤى والمعالم، وعلى العالم أن يفعل شيئا ليوقف إعصار الجنون الترامبي.‏