المنتخبات الكبرى... سوء طالع أم تغيّر في المعادلات؟ .. بقلم: محمد حسن الخنسا

المنتخبات الكبرى... سوء طالع أم تغيّر في المعادلات؟ .. بقلم: محمد حسن الخنسا

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٩ يونيو ٢٠١٨

ما لبث قطار «المونديال» ينطلق حتى بدأت المفاجآت تتفجّر على جنباته واحدة تلو الأخرى، فبعد الفوز الصعب والمتأخر للأوروغواي على مصر في الدقيقة الأخيرة من المباراة، جاء تعادل منتخبي إسبانيا والبرتغال ليعطينا الأمل ببطولة ممتعة ومثيرة في ضوء الأداء الجماعي الممتع للمنتخب الإسباني والذي قابله تألق النجم الأوحد في البرتغال كريستيانو رونالدو الذي أصبح أكبر لاعب يسجل «هاتريك» في تاريخ المسابقة العالمية، وذلك بوجود المنتخبات العريقة وصاحبة الباع الطويل في اللعبة الشعبية، ولكن سرعان ما بدأت نتائج المباريات اللاحقة تبشّر بتغيّر المعطيات. فالفوز المتأخر والباهت لفرنسا في الدقائق الأخيرة على أوستراليا العنيدة جعل المتابع يشكك في مدى إمكانية الجيل الذهبي الثاني كما يسمّيه الفرنسيون وصاحب القيمة التسويقية الأكبر في العالم حالياً من الذهاب بعيداً في البطولة، حتى قدّم رفقاء ميسي ما هو أسوأ ليدفعوا الثمن غالياً مع تعادل مستحق للمحاربين الأيسلنديين مقابل أداء يثير الشفقة على منتخب «التانغو»، خصوصاً أنها الفرصة الأخيرة لميسي الساعي منذ سنوات لتحقيق الحلم برفع كأس العالم، ولم يكن حال بطل العالم بنسخته الأخيرة أشفى حالاً، فقد سقط المنتخب الألماني بنطحة قاضية من الثور المكسيكي، بهدف من دون مقابل، مصحوب بأداء بطولي لأصدقاء رافييل ماركيز صاحب الـ 39 عاماً، والذي يشارك في البطولة للمرّة الخامسة على التوالي. ولاحقاً، كانت مباراة البرازيل وسويسرا بمثابة الدليل الساطع على أن عالم المستديرة أصبح يعيش حال التبدّل بالمعايير كافة، فبعد الهدف الرائع لنجم برشلونة فيليب كوتينهو اعتقد الجميع بأن المجريات ذاهبة لتحقيق نتيجة كبيرة، حيال الأداء المبهر لراقصي السامبا في الشوط الأول، إلا أن المنتخب السويسري كان له رأي آخر في الشوط الثاني، حيث نجح بتحقيق التعادل وعرف كيف يحافظ عليه حتى صافرة النهاية.
 
بعد مباريات حافلة بالمفاجآت، يبرز إلى الواجهة السؤال الآتي: هل الفرق الكبيرة والعريقة واجهت سوء طالع في مبارياتها الأولى؟ أم أن كرة القدم تغيّرت والفروق بين المنتخبات بدأت تتلاشى؟ الجواب الواقعي على هذا السؤال، هو أن كرة القدم تعطي مَن يعطيها، وتدخل البهجة إلى نفوس من يحارب لأجلها، والأكيد في قناعات المراقبين، أن الرهبة والهيبة والسمعة التي كانت تجعل المنتخبات الكبرى تحسم المباريات قبل بدايتها قد ذهبت أدراج الرياح، ولّى زمن الاستسلام للخصم قبل مواجهته، لتنطلق قافلة العلم والتكتيك والانضباط، على أمل أن تكون كلمة الفصل لها في المقبل من المباريات والمونديالات؟