بين الحديدة ومنبج وقنديل.. الحثالات والمرتزقة ذراع أميركية ستُكسر.. بقلم علي نصر الله

بين الحديدة ومنبج وقنديل.. الحثالات والمرتزقة ذراع أميركية ستُكسر.. بقلم علي نصر الله

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٠ يونيو ٢٠١٨

حروبٌ اقتصادية وأخرى سياسية مع الحلفاء والخصوم تُعلنها الولايات المتحدة التي لم تربح حتى الآن أياً من حروبها العسكرية التي تستخدم فيها تنظيمات إرهابية على شكل ميليشيات أنشأها البنتاغون، حملها البيت الأبيض، ورعتها الخارجية لكن سبباً واحداً لا يُشجع على استمرار التمسك بها إلا إذا كان التفجير غاية، وتهديد العالم غرضاً لها لا يتحقق بغير محاولة المزج بين الحروب المُتنوعة لتَثمير تقاطعاتها القذرة.‏
 
من أزمة كيبك إلى أزمة الرسوم المُتفجرة مع بكين مروراً بسلسلة الأزمات مع موسكو تتنقل واشنطن، بينما تُنبئ محاولاتها المتكررة بإسناد الدواعش على طرفي الحدود السورية العراقية بما يجعلها تغوص ربما بمستنقع رمال مُتحركة قد يكون أكثر سوءاً من المستنقع الذي تغوص فيه مع الفرنسيين والبريطانيين على سواحل الحُديدة التي لن تُشكل وحدها مَكسر العدوان ونهايته على سورية واليمن والعراق.‏
 
العدوان على البوكمال لم يكن مُفاجئاً، أميركياً كان أم فرنسياً أم إسرائيلياً، فتَكرار الحالة صار أمراً مفضوحاً لا تُعريه فقط عملية دحر الدواعش والتنظيمات الأخرى هناك وفي أرياف حماة ودرعا والقنيطرة، بل يُضاف لها عناصر أخرى تُساهم بتَظهير الفضيحة، أهمها تحركات مرتزقة أردوغان وميليشيات البنتاغون مرّة باتجاه جبل قنديل وأخرى باتجاه منبج، ودائماً في منحى استهداف المدنيين في السويداء ودرعا وحلب، ذلك في محاولة يائسة للعودة إلى مُربعات صارت من الماضي، أو لمُمارسة الضغط على لقاءات جنيف الحالية ومحادثاتها المقبلة، أو استجابة لوهم المُقايضة بين الملفات دي ميستورا من جهة وغريفيث من جهة أخرى!.‏
 
لا مُقايضات ستجري بين الملفات، ولا تراجع سيقع في أيّ تفصيل سياسي أو ميداني، وإذا كان من فُرص تُمنح ترجيحاً لرغبة الوصول لحلول سياسية، فإنها لن تستمر إلى ما لا نهاية مع استمرار وتعدد فصول العدوان والخداع والمُماطلة، ومع تواصل مُحاولة زرع الفوضى ونشرها حول العالم.. قال العراقيون، وأكد اليمنيون، وقطع السوريون، وقد بات - ربما - الوقت قصيراً جداً قبل أن ينفد صبر دبلوماسية روسية رشيقة، وصينية هادئة، وإيرانية رصينة!.‏
 
لقوى العدوان التي تقودها واشنطن ويُغذيها الكيان الصهيوني أن تُدرك بأن التصعيد على هذه الجبهة أو تلك في سورية أو بالعراق أو في اليمن سواء كانت مُرتبطة أم مُنفصلة، لن ينفع ولن يؤدي لتحقيق وهم إحياء التفاوض على قاعدة انتزاع ما يُلبي رغبة وغايات مُخططاتها، بل سيكون مناسبة لتحطيم ما تبقى منها، وإذا كانت غير مُتوفرة لديها الرغبة بفهم الحالة وإدراكها فلها أن تستمر بالإنكار والمحاولة، وسيكون للقوى المقاومة أن تُضيف لسجلها شرف الانتصار وإلحاق الهزيمة بالمشروع وكل المُشاركين فيه، التُّرك والأعراب والصهاينة قبل الرؤوس الحامية في أوروبا وأميركا