السياسة التركية القادمة خاصة تجاه سورية

السياسة التركية القادمة خاصة تجاه سورية

تحليل وآراء

الجمعة، ١٣ يوليو ٢٠١٨

أدى يوم أمس رسمياً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات، وكان أردوغان خلال كلمته قد قدم الكثير من الوعود التي يريد أن ينفذها على مستوى الساحتين الداخلية والإقليمية وعلى المستوى الدولي،
ما قد يجعل تركيا فعلياً دولة ذات وزن سياسي وإقتصادي يغير مستوى الحياة في البلاد في كافة المجالات نحوة الأفضل ويعطي دفعة قوية لتكون قوة إقليمية ودولية وازنة، هذا حسب مايرنوا إليه أردوغان، الذي كان من الواضح أنه بالرغم من فوزه لايحظى بدعم كبير
من القوى والأحزاب الوطنية التركية المعارضة منها على وجه التحديد والتي لم يحضر جزء كبير منها حفل أداء القسم في إشارة إلى بدء مرحلة جديدة من الخلافات الداخلية في البلاد.
كيف يمكن أن نقرأ المشهد التركي الداخلي خلال الفترة القادمة في ظل الإنقسامات السياسية من جهة والأوضاع الداخلية المرتبكة على معظم الصعد؟
على مايركن أردوغان في تنفيذ وعوده التي أدلى بها خلال أدائه القسم؟
مصلحة من بالحقيقة يخدم النظام الرئاسي الجديد ، وهل بات أردوغان خارج هذه القيود ماقد يشكل قاعدة لخلافات سياسية أشد مستقبلاً؟
ملامح الموقف التركي تجاه سورية خلال السنوات الخمس القادمة؟
هل من متغيرات يمكنها أن تعطي الأمل لأن يكون أردوغان فاعلاً حقيقيا في إنهاء الحرب على سورية وهل هناك نية نحو ذلك بالأصل بناء على ماسبق من سياسته تجاه الأوضاع في سورية؟
بالمجمل تركيا إلى أين في ظل حكم رئاسي جديد يعطي أردوغان صلاحيات لاحدود لها داخلياً وإقليمياً ودولياً؟
السفير السوري السابق لدى تركيا والخبير بالشأن التركي الدكتور نضال قبلان يقول “بالنسبة للسوريين وللقيادة السورية ، أعتقد أن المرحلة المقبلة في تركيا لن تختلف كثيراً عن المرحلة السابقة بوجود نفس الطغمة السياسية الحاكمة ، نفس الحزب الحتاكم، ونفس الدكتاتورية الحاكمة ستستمر هناك في الولاية الجديدة. وبالتالي لا أعتقد أن تغييراً جوهريا سيحدث في تركيا إلا إذا كان هناك ماتمليه المصلحة العليا لتركيا الى حد ما قد تكون هناك بعض التحولات وبعض الليونة في بعض الزوايا وبعض المواقف، وأنا شخصيا لا أعتقد أن هنالك تغيراً حقيقيا ستشهده تركيا طالما أن هذه القيادة وهذا الحرب وهذا الرئيس لا يزالون على رأس سدة الحكم في تركيا، وبالنسبة لسورية فهي تبني سياساتها ومواقفها على الأفعال لا على الأقوال، وعمليا تركيا لاتزال تغزو سورية وتحتل بعض من أراضيها القريبة من الحدود التركية السورية وبعض البلدات وبعض المدن، وبالتالي أعتقد أنه في البداية على تركيا أن تظهر حسن النوايا أن تبدأ بسحب قواتها الغازية من الأراضي السورية وأن تقوم بتسليم هذه البلدات إلى الحكومة السورية وإلى الجيش العربي السوري، لأنها مسألة وقت قبل أن يستعيد الجيش العربي السوري هذه المدن والبلدات والقرى والمناطق بما فيها مدينة عفرين، وبالتالي منعاً لتصّاعد لايخدم أحد سوى أعداء سورية وأعداء تركيا أيضاً وبالدرجة الاولى الولايالت المتحدة الأمريكية والعدو الصهيوني والدول الإقليمية والخليجية التي تدور في هذا الفلك الصيهيوأمريكي، بالتالي لامصلحة لتركيا ولا مصلحة لسورية في تصعيد عسكري لاداعي له، وإذا ما أبدت تركيا الإنسحتاب من الأراضي التي تحتلها فقد تكون هذه بادرة حسن نية نحو تحول تركي لو جزئي في طريقة التعاطي مع الاحداث في سورية ووقف تقديم جميع أشكال الدعم العسكري والإستخباراتي للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تحارب الدولة السورية”.
الدكتور سمير صالحة أستاذ القانون الدولي في جامعة إسطنبول يقول:
“أنا مازلت عند قراءتي التي بدأتها من أسابيع بأنه سيكون هناك تحول جذري وحقيقي في مواقف القيادات السياسيية التركية بالتعامل مع الملف السوري، وأظن أن هذه المرحلة الإنتقالية التي تعيشها تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي ستعكس هذا الطرح وهذا التحول في المواقف التركية، لماذا؟ لأنه فعلا الكثير من القيادات السياسية الآن يعلمون أنه يوجد حالة من الإنسداد في الشق السياسي تحديداً في التعامل التركي مع الأزمة السورية، وربما تركيا نفذت بعض العمليات العسكرية ضد بعض المجموعات الإرهابية في شمال سورية لكن هذا لايعكس الموقف التركي في قراءة المشهد السوري بشكل شمولي يتقدم على الأرض بشكل صحيح، إستدارة تركيا مرتبطة بأكثر من عامل دولي وإقليمي مرتبطة بالملف السوري، وأنا أرى أن لقاء القمة المرتقب في هلسنكي بين الرئيسين بوتين وترامب سيكون مهماً جداً في شقه السوري، وأظن أن الموقف التركي أيضاً سيتحول على ضوء نتائج هذا اللقاء، ما يعني أن السياسة التركية اليوم متربطة مباشرة بالملفات الروسية والأمريكية، وهناك تنسيق روسي تركي خاصة في السنتين الأخيرتين ، وهناك محاولة ترميبم العلاقات التركية الأمريكية، لذا أنا أعتقد أن اللقاء الروسي الأمريكي المرتقب سيساعدنا أكثر فأكثر على تحديد الموقف التركي وحجم التحولات في السياسة التركية”.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
“سبوتنيك”