هل يتدحرج العدوان على اليمن إلى حرب إقليمية واسعة؟

هل يتدحرج العدوان على اليمن إلى حرب إقليمية واسعة؟

تحليل وآراء

السبت، ٢٨ يوليو ٢٠١٨

شارل ابي نادر*
اللافت في متابعة مسار المواجهة العسكرية للحرب على اليمن، والتي يخوضها تحالف من عشرات الدول الاقليمية والغربية، ان تلك الدول التي حددت وجزمت في بداية عملياتها العسكرية، ان حربها الخاطفة هذه، سوف تنتهي خلال أسابيع معدودة، بتحقيق أهدافها السهلة والبديهية، والتي هي اعادة الشرعية الى اليمن وتحجيم "المتمردين" الذين سيطروا على السلطة بغفلة من الاخيرة، هي اليوم (الدول المعتدية) تعيش كوابيس استهداف عواصمها ومواقع القوة والاقتصاد فيها، و يبدو ان شرعيتها هي في السلطة اصبحت مهددة، بعد ان عجزت عن حماية حدودها بداية، وعمقها الداخلي لاحقا، وعواصمها حالياً.
 
ربما كان منطقيا في البداية ان تعتقد تلك الدول ان معركتها على اليمن سهلة، حيث بدا أن  كل شيء مخطط له بدقة وهو تحت السيطرة، كيف لا، والدول المشاركة هي دول معروفة بامتلاكها للقدرات العسكرية المتطورة، وللامكانيات المادية الضخمة، كما انها تستفيد من دعم مفتوح  تقدمه لها دول عظمى، في العتاد والسلاح والمعلومات الاستخبارية ومعطيات الرصد الجوي الدقيق، وفي الطرف الآخر، فإن المستهدف هو بلد ضعيف وفقير ومحدود الامكانيات العسكرية والمادية.
لاحقاً، وبعد ان بدأت المعارك الهجومية البرية على اليمنيين تصعب، وبدأت وحدات التحالف ومرتزقته تتعسر في اغلب جبهات المواجهة، شرقاً في مأرب والجوف، وغرباً في تعز والمخا والحديدة، وشمالاً في حرض وميدي وجبهات الحدود، اعتبرت وحدات العدوان وقادته وداعميه الغربيين ان السبب الاساس في هذا التعسر "المؤقت" هو ان جغرافية اليمن صعبة، وابناؤها متمرسون على القتال في ميادينهم، ويفهمون حركة الارض والجغرافيا  ويتعايشون معها ، ولكن هذا لن يطول.
 
تابع التحالف مكابرته معتبراً أن الصمود البري لن ينفع الجيش واللجان الشعبية اليمنية كثيراً، لأن فارق القدرات واضحٌ لمصلحة تحالف العدوان، ولا بد ان يُستنزف ابناء اليمن تباعاً، وسوف يستسلمون بين ليلة وضحاها، خاصة في ظل الضغط المرتفع عليهم في استهداف البنية التحتية والجسور والطرقات، بالاضافة إلى انهم لن يستطيعوا مقاومة الضغط الانساني والعاطفي عليهم، من خلال استهداف عائلاتهم ونسائهم واطفالهم، لذلك حتما سوف يرضخون طالبين التسوية، راضخين لشروط "التحالف" مهما كانت، المهم فقط وقف هذه الحرب عليهم.
 
في هذا الوقت، وبخبرة العالم والواثق والاكيد، حذر قادةُ اليمن العدوانَ من مغبة الاستمرار في حربه العبثية، وطالبوا دوله بوقف هذا الجنون والذهاب الى التفاوض والحل السياسي، وبالمقابل وعدوا قادة وجيوش تلك الدول بمفاجآت عسكرية وميدانية سوف تغير وجه المواجهة ومستواها، ولاحقا كشفوا النقاب عن صواريخ باليستية استراتيجية، كانوا قد طوروها بقدرات ذاتية لافتة، وادخلوها في المعركة مستهدفين عبرها، بالاضافة لمواقع ونقاط ميدانية حيوية داخل اليمن، اهدافا استراتيجية ما وراء الحدود، وصلوا بها الى ينبع على البحر الاحمر، والى الرياض وابو ظبي، بعد ان سيطروا بها على جميع المواقع العسكرية الحساسة في المحافظات السعودية الحدودية: نجران وعسير وجازان.