حلم أردوغان يتبخر.. بقلم: سامح عبد الله

حلم أردوغان يتبخر.. بقلم: سامح عبد الله

تحليل وآراء

الخميس، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨

الرئيس التركى أردوغان كان يحلم بإعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية على يديه عبر مد نفوذه فى المنطقة وتنفيذ عدد من المشروعات العملاقة ترفع الناتج المحلى لبلاده إلى تريليونى دولار بحلول عام 2023.
ولكن الأزمة الاقتصادية الحالية دفعت أردوغان لإلغاء عدد كبير من تلك المشروعات ومن أهمها إنشاء قناة ملاحية تكلفتها 30 مليار دولار بديلا عن مضيق البوسفور بخلاف ثلاث محطات كهرباء نووية.
ولكن آثار الأزمة الاقتصادية لن يتوقف عند ذلك الحد لأن الخبراء يتوقعون أن يؤدى الركود المصاحب لها لتقليص الناتج المحلى من 850 مليار دولار حاليا إلى نحو 600 مليار.
أما الصادرات، التى كان أردوغان يحلم أن تصل إلى 500 مليار دولار بحلول 2023، فقد بلغت ذروتها عند 158 مليار دولار فى العام 2014، ثم بدأت فى الهبوط لأسباب عديدة من بينها الخلافات التى اثارها الرئيس التركى مع الولايات المتحدة وألمانيا.
يضاف إلى ذلك مشكلة الديون التى تبلغ 453 مليار دولار تعادل 53 % من الدخل المحلى الإجمالي، وهو ما يزيد الموقف الاقتصادى صعوبة فى ضوء خدمات الدين البالغة 75 مليار دولار حاليا.
أردوغان - كما يظن كثيرون زعيم تركى حسن النية - يسعى لبناء دولته وصولا لمصاف الدول الكبرى ولكن النيات الحسنة لا تكفى لإدارة الدول والتحكم فى مصائر الشعوب.
مشكلته الحقيقية أنه لا يتمتع بالمرونة اللازمة، ويتجاهل مبدأ مهما تقره الشريعة الإسلامية (ويفترض أنها مرجعيته الرئيسية) وهو أن الضرورات تبيح المحظورات، وأن شرع الله يتحقق بتحقيق مصالح الشعوب.