النظام القمعي في سورية .. بقلم: ميس الكريدي

النظام القمعي في سورية .. بقلم: ميس الكريدي

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨

تعمقت غربتي مع أولئك الذين ظننتهم أمي وأبي ..
كلمنجية المعارضة الذين أتخمت بهم  من جراء حديث الرفاق  في جلساتهم مع والدي الرفيق الماركسي ..على مدار زمن من الطفولة النضالية المعتقة بفكرة الانعتاق والحرية ......وما أوسع هذا المدى 
 تحمل المعارضة السورية على ضحالة تجربتها المستنسخة دائما عن غيرها ذات الإرادات السلطوية المؤجلة وذات السلوك السلطوي ..والأهم لم تتعلم كيف تخاطب الشعب السوري ولكن كانت تخاطب الاجهزة الأمنية  المحلية والسفارات الغربية أو المجاورة ...حتى لو كان رغما عنها لكنه معطى واقعي سياسي يؤخذ بالحسبان في الحسابات الكبرى ..
وبعض منها دخل السجون لأنه هاجم الديكتاتورية في الوطن وقبض ومجّد وارتمى في حضن ديكتاتورية مجاورة ..
ومع الوقت والخلوة بسبب الاغتراب والغربة في مرحلة عدم قدرتي على دخول سورية ناقشت نفسي في كل أوهامي وعلى كل المستويات ..
كل هذا بسبب الأنظمة القمعية الغبية في البلدان المتخلفة من العراق الذي تم تدميره بنهاية صدام حسين إلى ما شاء الله من دويلات ودول غير ناضجة عقليا وسياسيا ..فلولا النظام القمعي البدائي  في سورية ما كان هؤلاء جميعا أصبحوا زعماء ..وما كانت الماكينة الاعلامية الغربية استخدمت همجية الأجهزة الأمنية  ببعض مستوياتها السفلى لتسويغ  وتسويق كل ما يحصل الآن ..
كان الخروج من سورية هو حالة العري الحقيقي للغطاء الشعبي لهؤلاء الكلمنجية ...بعد فشلهم في الأداء وفشلهم في تقديم أنفسهم بالطريقة التي قدمتهم بها أجهزة المخابرات السورية العتيدة التي منحتهم ألقابا بطولية بسبب الأداء أيضا ..فكل الماكينات الغربية والأحاديث المتقنة مع إعلام معادي فعلا لم تنجح بأن يحتفظوا بالبريق الذي لمعتهم به الاجراءات القمعية المتخلفة في الوطن ..
...ويحق للاعلام  طبعا أن يكون معادي لأن الاعلام هو ترجمة جماهيرية لأجندة سياسية ..
وواجبنا أن نخلق إعلامنا لا أن نطالب الآخرين بإغلاق قنواتهم وأن نقبل أن هذه لعبة البترودولار العالمية..
لست في  موقع الندب ولكني أخاف أن تمسح سطور في أزمة شعب من قواميس التجارب القادمة وأحاول أن أجيب على أسئلة كل الذين مازلوا مندهشين من مواقفي وانقلابي على المعارضة الخارجية  العلني في عام 2013
وأنا ابنة الحصار الانساني والفكري والفني والأدبي والاجتماعي والاقتصادي الذي فرضته علينا هذه الأنظمة الرديئة وليدة التوافقات الاستعمارية من سايكس بيكو وحتى الآن ...
إن ما حصل هو انقلابي على شخوصهم ......لأن سورية فيها معارضين ولكن ليس فيها معارضة ..
وبعد أن اختاروا الخروج لأضواء من نوع آخر تبلورت ((المعارضة  )) ..((لأن هذه تسمية فرضت بقرارات دولية ))
كتيارات أرهابية بشعارات طائفية في غياب من قدموا أنفسهم للمخابرات الدولية على أنهم قادة للحراك السياسي والمدني والنضالي في البلاد ..وعدنا إلى دوامة اللعبة الأمنية الاستخبارية  بأجهزة مخابرات اقليمية ودولية ومحلية ..
واحدة  من أهم المفارقات الانقلابية في مرحلة التحول العاطفي الوطني هي إدراك أن السياسة في منطقتنا في مراهقتها البسيطة لأن هذه المنطقة منطقة ملفات وممرات عبور عالمية ..هذه منطقة أداء استخباراتي وليس سياسي ..
وواحدة من أهم انقلاباتي التي صرحت بها علنا وأكررها دائما وفي وجه النظام السوري ..
رأي في هذا النظام لم يتغير ولكن الكارثة أن تعرفت على كل أصناف من طرحوا أنفسهم بدلاء 
لكني أعترف أني احترمت هذا النظام على وفائه وإخلاصه لمعركته وتلاحمه على عكس البسطات التي فتحتها التفريخات التي ذيلت أذناب الأزمة ..من مرتزقة سياسة وإعلام وغيره ..