عشرون دقيقة  في ليل سورية .. بقلم: ميس الكريدي

عشرون دقيقة في ليل سورية .. بقلم: ميس الكريدي

تحليل وآراء

الاثنين، ١ أكتوبر ٢٠١٨

يحدث أن سورية اليوم ومنذ حوالي سبع سنوات...
 صارت  بلد الأخبار وكل محطات التلفزة الإخبارية تروي رواياتها عنها ..
كل بطريقته ..وفي الشوارع تبيت المأساة والملهاة على قارعتين للشارع نفسه ..
وأمام الملهى القابع في إحدى حارات السكن العشوائي نساء يتسامرن مع حارس على الباب , تختلط ضوضاء الطرق للكعوب العالية المسمارية مع الضجكات الرقيعة وأصوات الدراجات النارية وزعيق اشطمان سيارة يعقبه صراخ الفرامل 
وأمر في عجلة يصحبني صديق تولى عملية توصيلي بعد عشاء عمل  ...فالساعة تجاوزت منتصف الليل ..والمطربة تغني أغنية من التراث الجزراوي....والمساطيل خرجوا من حكايات نجيب محفوظ وانتشروا مثل غسيل المدينة القذر يتدلون من  كل النوافذ المطلة على سسراديب الزواريب وردهات الشوارع ..
يوقف صديقي السيارة فجأة ........ثم يحثني على النظر .....وأستعجله باستكمال الطريق .....
شابة تقف على زاوية إحدى البنايات ترتدي بلوزة حمراء مكشوفة الصدر .....
ليست شابة ......ليست امرأة ......امرأة أصلها رجل ..أو رجل متنكر في زي امرأة ......
في رحلة العشرين دقيقة حتى أصل منزلي ......توقفنا للمرة الثالثة .....
مشاجرة لا يظهر منها إلا ضجيج الأصوات ..و أعيرة نارية ومجموعات بشرية تبدأ بالتقهقر بعد إطلاق النار ...
ونهرب كما كل من كانوا يقفون حول المتشاجرين بنية الإصلاح ......
وصباح اليوم التالي أقرأ عن ضحية مشاجرة تسبب بها شاب وتظهر التقارير لطبية الأولية أنها كان في حالة تعاطي للمخدرات ..
و على إحدى الصفحات المحلية لشبكات المناطق الفيسبوكية يظهر فيديو تم تصويره بكاميرا على باب مشفى 
حيث يقوم طقلين بسرقة حقيبة امرأة وضعتها جانبها وتشاغلت بمريضة ترافقها فسحب الطفلين الحقيبة وسلماها لأمهما التي تدفع عربة طفل رضيع وتغيب مع طفليها والحقيبة والعربة  بعيدا ........
وفي خبر عاجل سقوط قذيفة في محيط إحدى المدارس راح ضحيتها ثلاثة أطفال وعدد من الإصابات .....
يرن هاتفي الخلوي لتقول لي أم سعيد :
أعتذر عن الحضور لمساعدتك في تنظيف منزلك ..لأن ابني توفي في السجن وسأغيب مدة أسبوع بسبب الحداد والعزاء ...