الكذب وثياب الصدق.. بقلم: أمينة العطوة

الكذب وثياب الصدق.. بقلم: أمينة العطوة

تحليل وآراء

الاثنين، ١٩ نوفمبر ٢٠١٨

"تقول الأسطورة الروسية في القرن التاسع عشر، إن الصدق و الكذب التقيا من غير ميعاد، فنادى الكذب على الصدق قائلاً: “اليوم طقس جميل“، نظر الصدق إلى السماء، وكان حقاً الطقس جميلاً، قضيا معاً بعض الوقت، حتى وصلا إلى بحيرة ماء، أنزل الكذب يده في الماء، ثم نظر للصدق وقال: ”الماء دافئ و جيد”، وإذا أردت يمكننا أن نسبح معاً؟ وللغرابة كان الكذب محقاً هذه المرة أيضاً، فقد وضع الصدق يده في الماء ووجده دافئاً وجيداً، قاموا بالسباحة بعض الوقت، و فجأة خرج الكذب من الماء، ثم ارتدى ثياب الصدق وولى هارباً واختفى، خرج الصدق من الماء غاضباً عارياً، و بدأ يركض في جميع الاتجاهات بحثاً عن الكذب لاسترداد ملابسه، رأى العالم الصدق عارياً فأدار نظره من الخجل والعار، ومن شدّة خجل الصدق المسكين من نظرة الناس إليه عاد إلى البحيرة واختفى هناك إلى الأبد، ومنذ ذلك الحين يتجوّل الكذب في كل العالم مرتدياً ثياب الصدق، محققاً كل رغبات العالم، والعالم لا يريد بأيّ حال أن يرى الصدق عارياً".
مهذبو سورية يقولون: إن كان الصدق عارياً لماذا لا ننسج له من إيماننا به ثوباً طاهراً نقياً مزيّن بزهور الإنسانية.... ملوّن بكل ألوان الحياء من كل سلوك وعمل مخزٍ ومعيب.... ولماذا لا نطارد الكذب أولاً في داخلنا... في نفوسنا فنعريّه من التدليس والمراوغة؟ ... لماذا لا نسميه باسمه الواضح الصريح بعيداً عن التجميل كونه يرتدي ثياب الصدق في جمالها ويخبئ داخله تلك الضغينة والفساد..... نعم تعالوا نعرّي الكذب وننسج بالحب والإنسانية ثوب العز للصدق.