سورية انتصرت والعالم يقر ويسلم.. بقلم: ميسون يوسف

سورية انتصرت والعالم يقر ويسلم.. بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الأربعاء، ٩ يناير ٢٠١٩

عندما شنت الحرب الكونية العدوانية على سورية وضع المعتدي شعاراً لها من أجل تحقيق هدفها الإستراتيجي الكبير المتمثل بإسقاط سورية، وضع شعار «إسقاط النظام ورحيل الرئيس»، واعتبر المعتدون أن الوصول إلى الإطاحة برئيس سورية ونظامها السياسي هو المدخل الإجباري للانتصار بالحرب لا بل إن حصر موضوع نتائج الحرب وتقييمها بمسألة منصب الرئاسة وموقع الرئيس فيه، فإذا رحل الرئيس فإنهم يسجلون الانتصار الكامل، وإذا بقي الرئيس فإنهم يتجرعون الهزيمة المرة.
ومن أجل ضمان نجاح عدوانهم قرر المعتدون فرض عزلة سياسية ودبلوماسية وجغرافية على سورية فأغلقوا سفاراتهم في دمشق وأقفلوا المعابر البرية من سورية واليها إلا معبراً واحداً إلى لبنان إذ لم يكن بيدهم حيلة أو قوة لإغلاقه وقاطعوا مطار دمشق الدولي وكانوا يعتقدون أن هذا الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي سيسهم لا بل سيسرع في تحقيقهم الهدف بإسقاط النظام ورحيل الرئيس والاستيلاء على سورية.
اليوم بعد 8 سنوات من المواجهة ضد العدوان الوحشي الشرس الذي أدى إلى ما أدى إليه من تدمير وقتل وتشريد، بدا أرباب العدوان على سورية في حالة إحباط وذهول وبدؤوا بالتراجع عن طموحاتهم ويسلمون بأن سورية انتصرت وان ما عليهم إلا الإقرار بالهزيمة وبقي لكل واحد منهم أن يختار صيغة تناسبه في هذا الإقرار:
فأميركا أعلنت بالموقف والعبارة الصريحة على لسان رئيسها دونالد ترامب نفسه أنها «خسرت وأن لا جدوى من البقاء في سورية حيث الرمال والموت»، أما بريطانيا التي كانت تردد على الدوام أن لا حل للمسالة السورية في ظل الرئيس الأسد، تراجعت وتقول اليوم إن الرئيس الأسد باقي لبعض الوقت في عبارة تثير الضحك لأن الوزير الذي أطلقها نسي أن أربعة من أسلافه قالوا برحيل الرئيس الأسد ورحلوا وبقي الرئيس الأسد.
أما الآخرون من عرب وغيرهم فقد بدؤوا مسيرة التراجع والإقرار إما بزيارات رسمية أو بفتح سفاراتهم في دمشق أو بعودة الحياة إلى رحلاتهم الجوية إلى مطار دمشق الدولي أو ما يجري الحديث عنه من التراجع عن القرار الأحمق والغبي وغير الشرعي الذي اتخذ في الجامعة العربية بتجميد مقعد سورية فيها، تراجع سيتخذ القرار فيه قريبا يعقبه دعوة الرئيس الأسد لمؤتمرات القمة.
وعلى هذا الأساس بدأ الإعلام الغربي يتعامل مع سورية المنتصرة ويسخر من الذين يكابرون ويترددون بالإقرار بالهزيمة وما مقال «الواشنطن بوست» الأخير إلا نموذج صريح لإقرار العالم بانتصار سورية وأسدها في العرين.