حكومة التطرف.. بقلم: ميس الكريدي

حكومة التطرف.. بقلم: ميس الكريدي

تحليل وآراء

السبت، ١٢ يناير ٢٠١٩

تخطر في بالي ماري أنطوانيت كثيرا هذه الأيام ......
مقصلة الجياع في شوارع باريس .....
والسيدة التي تستغرب أن الشعب يستنكر عدم حصوله على الخبز ..فتقترح أكل الكاتو ..
هذه  الأسطر تشرح كامل القصة ......القطيعة ..وانهيار التوازن عبر تحول المجتمع تباعا إلى طبقتين ....وتردي واقع التعليم .....لنصير دولة متخلفة بامتياز ......ونتمظهر بالعولمة .......لنجترها فقط ..بل لنجتر فضلاتها .....وكفاح التطرف الديني .....ليس فكريا فقط وإنما اقتصاديا أيضا......فجماعة المقصلة لم يكن ربهم مسلما ......
كلما توسعت مساحات أموال ونفوذ المسؤولين ..ينسلخون عن معاناة الشعوب ..وبينما تطل المداخن الغير مدخنة في الحارات الشعبية ..تهدر الشوفاجات في مناطق أخرى ......والمداخن الغير مدخنة  تعبير ورد بحرفيته في رواية تشارلز ديكنز (( بين مدينتين ))
عندما تحدث عن وضع باريس ...وانسكاب برميل النبيذ في الشارع ....ومن ثم غمس كاسبار إصبعه في النبيذ ليكتب الكلمة ذات الحروف الخمس BLOOD
((الدم ))
أي أنه يرمز إلى لحظة سيسيل فيها الدم مثلما سال النبيذ في الشارع ......
أخطر ما يمكن أن يكون في بلادنا هو الصراع الطبقي ..والذي تمظهر جزئيا في الزحف الشعبي الذي تحول إلى الشكل  الاسلامي تحت راية الله وإن كان سرق وتم استثماره من قبل قوى محلية وخارجية ..لكن علينا أن نستخدم حواسنا في فهم كل الأمور ..
الشعوب المسحوقة يقود الله ثوراتها بشكل أو بآخر ..لأن الله هو مسند الصبر وخيمة الأمان في وجه المظالم ....ذات يوم كان هناك ديوان للمظالم أعتقد في كنف دولة معاوية بن أبي سفيان وهو الذي أنشأ العسس أيضا ....ولماذا نستذكر هذا لأن قيادة الدول تحتاج التوازن والمعلومات والعطايا والعدالة أحيانا ولو نسبية .......والاغتراب عن الشعب بات واضحا في تجليات التباين المعيشي والطبقي ..
وطالما هناك مظلوميات ..يتمدد ظل الله في قلوب المظلومين لأنه الأمل ...حيث تضيق في حياتهم بوادر الأمل ...
وأخطر المعبودين هو الله القادر على البعث والاجياء والمحاسبة .....الله في الدين الاسلامي كان الله الكامل .......لدرجة أنه يقود جيوشه إلى الموت خاشعين ......
أعترف أني أريد أن أقول في هذا المخطوط كلامي المخزون في جرحي ..وجرحي في عمق جوفي وأبتلع لساني حتى لا أتكلم ........
كم من نصيحة قتلت صاحبها .......كم من حقيقة أزهقت روح قائلها .........
لكني أكتب بريشة مغموسة في وجداني .....أحاول أن أصرخ صرخة مسموعة في زمن الحكومات الرديئة ....