مهذبون ولكن.. لسانك حصانك.. بقلم: أمينة العطوة

مهذبون ولكن.. لسانك حصانك.. بقلم: أمينة العطوة

تحليل وآراء

الاثنين، ١٤ يناير ٢٠١٩

في الصباح الباكر وكل يوم دوام كالعادة نسمع مذياع المدرسة "اتبه... استارح ..استاعد... شد حالك يا حيوان انت وياه..." كان وقع الكلام على أذني كريح صرصر عاتية...
للوهلة الأولى افتكرت أن هناك حالك استثنائية اليوم من شغب عند الطلاب استفذ المتكلم على إذاعة المدرسة من الكادر الإداري.... ومضت ساعات يومي الأولى وأنا منغمسة في أعمال المنزل ومازال ذلك الصوت يصدح في رأسي ... وفي الساعة الواحدة بدأت أصوات الطلاب تتعالى في الشارع ساعة الانصراف...ودارت الأحاديث بين بعض الطلبة عن ذلك الشخص بطريقة مرعبة وبألفاظ شاذة وصفوه أشد الوصف ونعتوه بصفات الحيوانات...خطر لي أن افتح نافذتي وأقدّم لهم النصح، لكنّني تراجعت لأنني تذكّرت كلام وأخلاق ذلك المربي وما يزرعه في عقل الجيل، وما يزرعه بناة الأجيال يحصدونه في من يفترض أنّهم أمانةً في أعناقهم...
التساؤل هنا، ماذا عن المدرس أو الإداري الذي من المفترض أن يكون قمّة في الأدب والأخلق، وماذا عن حصص التربية والأخلاق التي نراها معكوسةً تماماً في تصرّفات هؤلاء، فكيف سيستجيب لهم الطلبة ويحترمونهم، صدق من قال لسانك حصان إذا صنته صان وإن خنته خانك...فلو أحسن ذلك المربي لسانه .. لحصد حسن الكلام والسيرة العطرة عنه، وحتى الطلبة فيما بينهم.
مهذبوا سورية يقولون ما قاله أحمد شوقي:
قم للمعلّم وفّه التبيجلا         كاد المعلّم أن يكون رسولا
وإذا المعلم ساء لحظ بصيرةٍ  جاءت على يده البصائر حولاً