مازلنا قادرين على الانتظار..بقلم: صفوان الهندي

مازلنا قادرين على الانتظار..بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

السبت، ٢٦ يناير ٢٠١٩

سنتمنى كثيراً وسنملأ حدقتي العام 2019 بأمنياتنا ولو جاء معظمها مكرراً لما فعلناه في مثل هذه الأيام من العام الماضي.
من حقنا أن نتمنى في العام 2019 منتخبات وطنية ناجحة مائة بالمائة وكل من يعمل بها يعطيها الجهد صادقاً ومخلصاً متخلياً عن أي مصلحة شخصية ومبتعداً عن أي هدف ذاتي ومتحلياً بروح عالية من المسؤولية والحس الوطني المتوهج..ومن حقنا أن نجد بيننا من يمتلك الجرأة للإشارة إلى تقصيره وأخطائه قبل أن يفعل ذلك غيره.
حتى الآن مازلنا نعمل على مبدأ الهروب بمدلولاتها الكثيرة.. نهرب من مواجهة أنفسنا ومن مواجهة الآخرين لنا ونهرب من الاعتراف بواقعنا فنحمل هذا الواقع مالا طاقة له بحمله ولهذا نصدم بالنتائج في معظم الأحيان.
مازلنا حتى الآن نعول على الظروف انفراجات لم تأت حتى الآن .. ننتظر أن تحل الأيام مشاكلنا الرياضية من تلقاء نفسها .. وننتظر أن تتراجع مستويات الفرق الأخرى لنفوز عليها.. وننتظر أيضاً أن يشارك ثلاثة لاعبين فقط في مسابقة معينة لنضمن إحدى ميدالياتها .. وننتظر كل عقد من الزمن أن يأتي بطل (( طفرة)) ليذكر العالم بأن رياضتنا مازالت على قيد الحياة.
الشيء الجميل هو أننا مازلنا قادرين على الانتظار ومازالت لدينا القدرة على التفاؤل بالمستقبل رغم كل مااستهلكناه من هذه القدرة..
كل مانتمناه حقاً ألا نهدر عمرنا انتظاراً وترقباً..
منذ أن داعبنا كرة القدم ونحن ننتظر وصولها إلى نهائيات كأس العالم وكل مافعلناه خلال العقود الماضية هو أننا لم نحرم أنفسنا من متابعة النهائيات العالمية على شاشة التلفزيون ونختار من بين المنتخبات المتأهلة من يعوضنا عن غياب المنتخب فنشجعه ونتعاطف معه.
لم يجدب زماننا الرياضي إلى هذه الدرجة والطفرات التي مازلنا ننتظرها ومضت في فترة سابقة فذقنا طعم ذهب وفضة الدورات الأولمبية مرة هنا ومرة هناك وسجلنا اسم رياضتنا في بعض بطولات العالم بأحرف من ذهب.
كل هذا حدث لكننا لم نرتو ومازال ظمأنا لتدفق الإنجازات الرياضية كبيراً.
نتمنى ونطمع أن يكون رياضيونا من بين المرشحين للفوز باستمرار في جميع البطولات التي يشاركون بها وألا تكتفي بالذهاب إلى أخر بلاد الدنيا لتلعب مباراة من ثلاث دقائق ونعود بخفي حنين بعد أن نكون قد دفعنا ثمن هذه الخسارة مئات الآلاف من الليرات السورية تحضيراً وإعداداً ونفقات سفر ومشاركة.