«نحن ضدك مش عليك».. بقلم: وصال سلوم

«نحن ضدك مش عليك».. بقلم: وصال سلوم

تحليل وآراء

الخميس، ٧ فبراير ٢٠١٩

«دمشق ترحب بكم، دير عطية ترحب بكم، حلب ترحب بكم».. أقواس إعلانية للتأهيل والترحيب بكل زائر أو مسافر أو سيارة تمرّ على الأتوستراد مرور الكرام… وهذه اللوحات الإعلانية/ الإعلامية يمكن أن تلم شمل المعابر الحدودية وترى التأهيل والترحيب بك وأنت العابر حدود دولة مجاورة وعناصر جماركها يوزعون على المسافرين (بروشوراً) بمناسبة يوم الجمارك العالمي، بجملة احتفالية تقول: «نحن معك مش ضدك» جملة أثارت انتباهي، وألغت دهشتي بمعرفة أن للجمارك عيداً وميلاداً سعيداً يصادف السادس والعشرين من كانون الثاني في كل عام. «نحن معك مش ضدك» حرضت العصارة الهضمية في معدتي وزفرت الصعداء تنهيداً وأنا أبلع ريقي. مع الاعتراف بأحقية احتفال يليق بمنظومة عمل حدودية، في المنافذ البرية والبحرية والجوية، والفاعلة لتحقيق الحماية بمراقبة ويقظة عين تقي الاقتصاد الوطني وتتصدى لعمليات التهريب وتسهل التجارة العابرة للحدود، بعد تقديم الخدمات للمسافرين وللتجار على حد سواء. إذاً لِمَ التنهيد..؟؟ لأنه وببساطة وبمقاربة بسيطة لو تخيلنا الصياغة الإملائية لجملة إعلانية إذا ما فكرت جماركنا المشاركة باحتفالية كهذه!! لكان واقع الحال تصلح فيه جمل من قبيل: «نحن ضدك مش معك» «نحن عليك وبين إيديك» نحن وراك وراك.. على الحدود وداخل الحدود وفي السوق والشارع وأصغر دكان!! مداهمة، مصادرة، وعلى عينك ياتاجر حتى لو كان كروز دخان». وحسب معلوماتي القانونية المتواضعة، فما أعرفه أن دور الجمارك حدودي فقط، وحتى وإن تقاسمت هي وجهات مختصة أخرى الأعمال، فإن حضورها يجب أن يكون مميزاً، لأن للجمارك مهام أسمى وأعمق ومسؤوليات مشروطة بتحقيق خدمات مسبوقة تحقق مفهوم الحدود الذكية، وتسهل دخول البضائع وتتصدى لكل ماهو خارج عن القانون، وتؤهل بكل خير يهل علينا. «وعلى دلعونة وعلى دلعونة وراحوا الجمارك وماشافونا».