العودة المأمولة.. بقلم: معذى هناوي

العودة المأمولة.. بقلم: معذى هناوي

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٧ فبراير ٢٠١٩

كلما سمعت تصريحات واشتراطات بعض الرؤوس، وأقصد هنا رؤوس أصحاب المال، وخصوصاً من هرب منهم عند أول رصاصة إرهاب على قاعدة (رأس المال جبان)… بشأن عودتهم للبلد، يقفز إلى رأسي تصريح لوزير اقتصاد أسبق كان أول الفرسان الذين تسلموا دفة الوزارة مع بداية الإرهاب على سورية، حين وصفهم بقوله (رجل الأعمال الذي لايعمل إلا في زمن الرفاه يروح يصيّف بسويسرا) وكان يقصد حينها تقاعسهم عن دورهم الوطني المطلوب في مواجهة هذه الأزمة، ولم يجف حينها لعابه بعد التصريح إلا وقد(شمعوا الخيط) كما يقال بالعامية وأوصدوا منشآتهم بعد أن حملوا في جعبتهم ما تيسر وهربوا به خارج البلد بعد أن كانوا قبل الأزمة قد حصلوا على امتيازات وتسهيلات ما بين مؤتمرهم الصناعي الأول والثاني، لدرجة أن شعارهم أصبح (قلمك أخضر) فماذا كانت النتيجة التي رتبها القلم الأخضر لبعض أصحاب رؤوس الأموال..؟
قروض بالمليارات أتاحتها لهم الامتيازات والتسهيلات بهدف إقامة المصانع والمنشآت حملها بعضهم وهرب بها ليستثمر في دول الجوار، بينما البلد بحاجة لهم ولكل قرش جنوه من هذا البلد واليوم للأسف يشترطون لعودتهم ويضعون العصي في عجلات الاقتصاد، برغم أنهم يعرفون أن الوطن لايفاوض على عودة أبنائه وبأن حضنه واسع وصدره رحب ولا يعاقب أبناءه الشذاذ ومن أضلهم الطريق، وإنما يسامح ويعفو رغم جراحه المثخنة بغدر الصديق والشقيق لكنه يسمو فوق الجراح ويسعى بكل السبل إلى لم شمل العائلة وتمتين أواصرها وتعزيز الروابط والعودة للوطن للمساهمة في إعادة إعماره وتضميد جراحه لا تحتاج مفاوضات واشتراطات وهي دعوة مفتوحة توجهها الجهات المعنية- وعلى أعلى المستويات- للجميع للعودة والمساهمة في جهود إعادة الإعمار والبناء إلا من كان يرى أن تصريح وزير الاقتصاد الأسبق ينطبق عليه وبأنه لا يستطيع العمل في البلد إلا زمن الرفاه .. عندها فقط نقول: إن الحاجة تتطلب رجال أعمال مقاومين للعمل والمساهمة في دعم اقتصاد مقاوم، لأن قدر سورية أن تكون دائماً بلداً مقاوماً ومدافعاً عن حرية وحق الشعوب في الوجود بكرامة أمام كل ما يحاك عليها وعلى المنطقة من مؤامرات تهددها في وجودها.

تشرين