حقاً عربية.. بقلم: منور توفيق اسماعيل!.

حقاً عربية.. بقلم: منور توفيق اسماعيل!.

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٥ مارس ٢٠١٩

هذا المساء وأنا اقرأ رسائل "سيمون دي بوفوار" إلى عشيقها الأمريكي "بيلسون ألغرين" استفزتني إحدى رسائلها التي أرسلتها له فور عودتها من زيارته في الولايات المتحدة تقول فيها: (إني مستعدة لأن أطبخ لك يومياً، وأن أكنس المنزل، وأغسل الصحون، أريد أن أكون لك زوجة عربية مطيعة)

هل "سيمون" عندما اختارت أقوى أنواع الخضوع والخنوع في نظرها شبهت نفسها بالمرأة العربية اعتقاداً منها أنها امرأة خنوع لا تقوى على شيء سوى الغسيل والطبخ وتنتهي أحلامها عند إرضاء زوجها؟!.

وهذا شيء لا يعيبنا ولا يشعرنا بالإهانة، بل يزيدنا فخراً بأننا نعرف كيف نحافظ على رجالنا ونملك قلوبهم.

لكن شروط الانضمام لنا كنساء عربيات صعبة ولا تقتصر على غسيل أو كي ولا أعتقد أنها ستشمل واحدة مثل "سيمون" الكاتبة الفرنسية صاحبة كتابها الشهير (الجنس الثاني) والذي اعتقد أن سبب شهرته هي حدته على الرجال ودعوته لتحرر المرأة وانفتاحها والذي وصفه الكاتب الفرنسي ألبير كامي (العار الذي يدنس شرف الرجل الفرنسي).

والتي قيل أن هناك وثائق خطية تؤكد أنها كانت مثلية الجنس. فهل سنقبل بإنضمامك إلينا نحن النساء اللواتي يأتينا الرجال بجاهات ويدفعون مهراً حتى يحصلوا على قبلة منا.

فنحن نساء حرات أمثال المجاهدة الجزائرية "جميلة بوحيرد" التي حكم عليها بالسجن المؤبد دفاعاً عن الوطن، واللبنانية "سناء محيدلي" التي فجرت نفسها في عملية استشهادية ضد اسرائيل وهي فتاة في السابعة عشر من عمرها، وقبلهن "الخنساء" الشاعرة والأم والمجاهدة التي كان لها جاه ومكانة كبيرة في زمان لم يكن لنساء الغرب أي ذكر. حتى تأتينا أمثال "دي بوفوار" وتهين نسائنا بهذه الطريقة اللئيمة.

لكن لو نظرنا إلى الرسالة بطريقة أخرى لوجدنا أنها شبهت نفسها بالمرأة العربية حتى يقبل عشيقها الزواج بها ربما ليقينها الداخلي بأن النساء العربيات أجدر زوجات على الإطلاق و أوفاهن.

ولو نظرنا لما تبثه محطات التلفاز الأجنبية لوجدنا أن معظم العلاقات التي تعرضها بين الثنائيات هي علاقات عشق أو مساكنة خالية من أي رباط مقدس.

وأبرز مثال حي هو الثنائي الأشهر "براد بيت" و "أنجلينا جولي" التي دامت علاقتهما عشر أعوام كحب، وعامان فقط كزوجان لتنتهي بعدها بالفشل.

بينما "عمر الشريف" الذي أصيب بمرض الزهايمر في أخر حياته لم ينسى أبداً حب عمره وزوجته "فاتن حمامة".

بينما "جاستين بيبير" الذي هو حلم أغلب فتيات هذا الجيل تخلى عن حبيبته "سيلينا" لتمضي أشهر بالمصح النفسي تتعالج من حبه، ولا أعتقد أننا صادفنا في عالمنا العربي مثل هذه الحالة.

لكن لا أدري لماذا ينظر إلينا كنساء مهمشات، ومظلومات، هل لأن أفكار الغرب غرست فينا بقوة  فما عدنا ميزنا بين الحرية والتحرر؟! وأنهم يريدون أن يقللوا من شأننا لأنهم فشلوا بأن يكونوا مثلنا؟!

فمن السهل جداً أن تحصل على أربع عشاق، لكن من الصعب أن تحصل على زوج لمدى الحياة.

فنحن زوجات يطبخن..و يكنسن.. ويعشقن أزواجهن.. ويحلمن.. ويرفضن أن تتشبهي بنا لأننا وفيات لرجل واحد وأعتقد أن هذا لا يمثلك..