قطيع التواصل الاجتماعي .. بقلم: ميس الكريدي

قطيع التواصل الاجتماعي .. بقلم: ميس الكريدي

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٩ مارس ٢٠١٩

بينما أغوص في أسرار البشر المبعثرة على صفحات الفيس بوك ..
وزلات اللسان وإصاباتها المتعمدة من خلال كتابات تنوء بثقل أحزاننا في لغتنا على صفحات التواصل ..
تعبر السعادات والخيبات ولحظات السفر والعزلة وأحيانا أطباق الطبخ 
..
النعوات والأفراح ..
وخذلان الحبيب للحبيبة وشكوى الخيانة ..
دموع النساء المقهورات في الحب ..
لأن أشد أنواع القهر لدى النساء 
هو القهر العاطفي ..
وأتساءل ترى هل ينزلق مني غضبي أنا أيضا ..
أم تغلبني رصانة العمل بالشأن العام ..
وهل هذا النوع من الكتابة هو ورق أصفر أم صدق وتعبير مجتمعي حقيقي 
حتى النفاق له مكان 
والشتم والتشهير ..
كل المنعكسات النفسية للخلطة البشرية تختلط وتتصادم في زحام وسط متنوع الوجوه والواجهات ..
مجتمعنا الذي لا يشبه غيره من المجتمعات ..
فنصبح آلافاً محاطين بآلاف 
ولا نكتفي مثل البشر العاديين في مجتمعات أخرى ببضعة أصدقاء..
نعيش القبيلة على مواقع التواصل أو الطائفة أو الطبقة أو العائلة أو حتى المظلومية ..
مجتمع غرائبي يتلمس نفسه على استحياء وتنزلق منه عيوبه تلميحاً ومجاهرة ..
هل نحن قيد التطور أو قيد الانحدار 
نحن شعوب ترى ماضيها خيراً من حاضرها ..ومستقبلها مجهول تماماً
نجتر لحظاتنا بمتعة المخذول فهل هذه سادية أو لا مبالاة أو كلا الحالتين.
وكم عددنا نحن الذين نخلد لنومنا في جحيم محاسبة الذات وجلد الذات ؟!
هل نحن كثر نقع في فخ الإحساس بالمسؤولية تجاه كل شيء؟!
أم بضع أفراد يقودهم غرورهم لتصدير أنفسهم للمواجهة ؟!
هل نحن مرضى بجنون التصدي ؟!
أم نحن متأنسنين فعلاً تفوقنا على غيرنا بالإيمان بالآدمية فصارت أصواتنا ناشزة في منظومة القطيع ؟!
أم أننا قطيع من نوع آخر ؟!!
وكيف نستكشف ذواتنا الصالحة من الطالحة في ظل قناعة كل شخص بصوابية عقله ..
البشر يتقبلون النقاش في شكلهم وهندامهم وسلوكهم لكن لا يتقبلون التشكيك بعقلهم.
هانحن اليوم ننتمي لوطن يحمل أفراده ثلاثة وعشرين مليون وجهة نظر 
فهل هذه عملية صحية أو منعكس لتفكك عقدنا الاجتماعي والنفسي 
؟!!
وماهو الحل ؟!!
ننتظر التطور الطبيعي لتشعباتنا الدماغية أو نبحث عن منظومة شمولية تجبرنا على قالب موحد بالقوة ؟!!!
وماأكثر الأجوبة على هذا السؤال أيضاً بعددنا ثلاثة وعشرين مليون إجابة