انهم يقتلون عقول العرب

انهم يقتلون عقول العرب

تحليل وآراء

الخميس، ١٧ أبريل ٢٠١٤

ليس هناك أمة مستهدفة بالتفتيت و الانقسام مثل الأمة العربية ، هذا الاستهداف المعلن ليس وليد الساعة و الظرف ، بالعكس الأمة العربية مستهدفة منذ بداية الإسلام إلى حد يوم الناس هذا و ستبقى ، عليكم أن لا تطمعوا في الديمقراطية الصهيونية الأمريكية و ما يشاع عن حقوق الإنسان و حوار الحضارات و احترام الأديان ، فالغرب سيبقى غربا و العرب المسلمون سيبقون عربا مسلمين ، نحن أعداء للغرب ، الغرب سيبقى عدوا للعرب ، الصراع بين الإسلام و أعداء الإسلام هو صراع في المطلق و حتى النهاية ، لذلك يحتل الغرب الأرض العربية بكل الأساليب الممكنة ، لذلك يسعون أن نبقى تحت الاحتلال ، و المحتل عادة لا يؤمن بالديمقراطية و لا بحقوق الإنسان و لا بحوار الحضارات ، و المحتل من حقه أن يحتل هذه الأرض التي فقدت حماتها و من يدافعون عنها بعد أن اوهن الحكام العرب كل عزيمة.
الدول العربية تتفكك الواحدة تلو الأخرى ، لا مفر من التفكك و التفتت و الانحلال ، المؤلم أن البعض في دول الخليج ينظر إلى بقية الدول معتبرا نفسه بعيدا عن التفكك أو الأزمات ، في حين أن كل دول الخليج مفككة و محتلة و غير قابلة للاستمرار بمجرد خروج القوات الأمريكية ، مفككة رغم أنها لم تتعرض بعد إلى هبات رياح التغيير كما حصل فيما يسمى ببلدان الربيع العربي ، مفككة لأنها دول قصديرية كرتونية آيلة للسقوط ، مفككة لأنها دول لا تملك مقومات البقاء أو النمو أو العيش ، مفككة لأنها أدخلت إلى ديارها فيروس التفكيك الصهيوني لتصبح مع الوقت فاقدة للمناعة المكتسبة و قابلة للتعايش مع التطبيع الصهيوني و مع المنتج الأمريكي المسموم .
المتابع لقنوات و برامج التلفزيون الغربي عموما سوف يتبين له بقليل من الانتباه وجود حملة إبادة منظمة تستهدف العقل العربي البسيط لتخريبه و منعه من التفاعل مع الأحداث و تحييده ، هذه الحملة تشارك فيها المحطات و الوسائل الإعلامية العربية كل بما تستطيع ، فالهدف من الحملة الغربية و العربية واحد و تشابك المصالح واحد ، إلغاء دور العقل العربي و تخديره و إن لزم الأمر “قتله” بواسطة ألسنة السوء الناطقة الرسمية باسم مصالح الأنظمة العربية العميلة للغرب و لمشروع الصهيونية ، لذلك يمكن تقسيم المحطات العربية على سبيل المثال إلى 3 أنواع ، محطات تقدم”الرقص الديني “أو ما يسمى بمحطات الفتاوى بالتوازي مع تلك نقدم الرقص الأصلي العاري ، محطات “إخبارية” تلوث البيئة السمعية البصرية ، محطات صهيونية بالكامل مهمتها من بين مهمات أخرى نشر ثقافة الإحباط و الاستسلام للقدر الصهيوني .
المحطات الغربية ، الصهيونية أساسا ، مهمتها واحدة معلنة و صارخة ، إشباع الرغبة الجنسية العربية ، تغريب العقل العربي ، تنفير الوجدان العربي من كل قضاياه القومية ، دفع المتابع العربي إلى الانتحار الفكري ، الغريب في الأمر أن المتابع العربي يرى في هذا الإعلام الموجه المنقذ الوحيد من قنوات الصرف ” اللا صحي” الإعلامي العربية ، بحيث يفر إليها باحثا عن شيء من التنوير و كثيرا من ” اللذة ” في حين أن مجرد متابعة بعض من هذه القنوات هو بداية الإصابة بالعدوى و الفيروس ” الإعلامي ” الصهيوني الذي نرى تفاعلاته و آثاره في كثير من المقالات و التحاليل التي يقدمها بعض الرموز الماجنة سياسيا مثل عزمي بشارة ، طارق الحميد ، و القائمة تطول ، هناك حالة من الهستيريا الجماعية يصنعها إعلام الغرب بالقياس على نظرية جوبلز في الدعاية و التضليل ، تقابلها ” نخبة” إعلامية عربية ، أو لنقل بصورة أدق تتكلم اللغة العربية ، خلعت كل لباس الاحتشام و المهنية و لبست ما يناسب كل مرحلة من المراحل العربية المتقلبة ، و هناك عقل عربي تائه و فاقد للاتزان تبضع من هذه الأسواق المشبوهة يوميا و بالنتيجة حصل المكروه و بات هذا العقل سلعة هابطة تنفذ بلا تمييز كل المخططات الغربية الصهيونية كما يحدث في العراق أو في سوريا.
الذين يقفون اليوم ليصنعوا من الفريق عبد الفتاح السيسى جمال عبد الناصر آخر هم أنفسهم من وضعوا على لسان السادات بعض جمل من خطب عبد الناصر ، أنفسهم من كتبوا خطب مبارك بلسان السادات ، و الذين ينحنون إلى الأرض تنويها بمساعدات السعودية المسمومة هم أنفسهم من أعلنوا النفير العام منذ فترة قصيرة ضد النظام السعودي في حادثة اعتقال محام مصري مشتبه ، و الذين “يقتلون” المستقبل السوري اللبناني المشترك هم أنفسهم من بايعوا الماضي الزاهر بين البلدين الشقيقين ، و الذين يتحدثون عن حلم ربيع عربي انتظروه هم أنفسهم من يقبرون الثورة البحرينية و السعودية بداع الزندقة و التشيع .
يستعمل مصطلح العقل في وصف وظائف الدماغ ،و العقل هو خليط عجيب من التفكير و القدرة على الجدل و التعامل بذكاء و تذكر الأشياء ، و هناك من يبحث دائما على علاقة افتراضية بين العقل و الروح ، في مقابل هذه العلاقة بين هذا العقل و هذه الروح هناك من يسعى لنشر ثقافة الكراهية بينها على رأى فرق تسد ، و عندما يحصل الاستفراد بالعقل تقوم أجهزة الإعلام الغربية و العربية بما يشبه عملية مسح الذاكرة الفردية للمواطن العربي ، بإمكانك أن ترى النتيجة في هذه الأعمال البربرية الوحشية للجماعات الإرهابية في سوريا التي لا تقوم بها الحيوانات المفترسة ، بإمكانك أن ترى المثال في نطق القرضاوى و لؤم المحطة القطرية ، بإمكانك أن تشاهد كل هذا المنتج الإعلامي المسموم الذي يسلط على المقاومة و أهلها ، بإمكانك أن تستنتج أن معهد الكويت للأبحاث و الدراسات هو غطاء لمخطط أمريكي مهمته القيام بدراسات و أعمال “خاصة ” تحمى مصالح الصهيونية طبعا على شاكلة ما يقــوم بــه مركز بحوث التنمية و التخطيط التكنولوجي بجامعة القاهرة، مراكز تخريب للعقول العربية ، مجرد مراكز تخريب للعقول العربية تحت يافطة بحث علمية