مشهدان.. الإرهاب والمقاومة ؟

مشهدان.. الإرهاب والمقاومة ؟

تحليل وآراء

الخميس، ٣١ يوليو ٢٠١٤

فيما يستمر العدوان الصهيوني الإرهابي على أبناء الشعب العربي الفلسطيني في غزة يواصل اهلنا المقاومون الأبطال تصديهم بكل شجاعة وايمان ورجولة للعدوان الارهابي الصهيوني الذي يشن عليهم بتنسيق وتوافق ودعم من اعداء الامة العربية وحلفائهم واتباعهم وادواتهم في منطقتنا وخاصة دول الخليج وتركيا الاردوغانية التي تمثل العثمانية الجديدة المتحالفة مع الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني .
لقد سطر ابناء غزة ملحمة بطولية قل نظيرها تعيد الى الاذهان بطولات جيشنا العربي السوري في حرب تشرين التحريرية ومواجهته للارهاب الدولي راهنا وكذلك ما حققته المقاومة الوطنية اللبنانية من انتصارات مذهلة على العدو الصهيوني في عدوان تموز عام ٢٠٠٦ حيث حطمت اسطورة الأمن الصهيوني وغيرت في قواعد اللعبة معه وانهت واسقطت الى الابد ازعومة التفوق التي خدع بها قادة العدو الصهيوني قطعان مستوطنيه.‏
ان هذا العدوان الصهيوني لم يكن الأول ولن يكون الأخير فهو يعكس طبيعة وبنية ذلك الكيان القائم اصلا على القتل الايديولوجي الممنهج وهو سمة ملازمة له ولحماته على مر تاريخ صراعنا الوجودي معه. .‏
إن ما تشهده غزة من عدوان ارهابي هو من الناحية العملية عملية ابادة جماعية ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وسكان غزة على وجه التحديد ما يرتب مسؤولية جزائية على قادة العدو الصهيوني كمجرمي حرب تطالهم العدالة الدولية مع قناعتنا الكاملة ان هذا العدو لن تردعه عن افعاله الاجرامية كل بيانات الشجب والادانة بل ربما زادته امعانا في القتل والتدمير وممارسة ارهاب الدولة المنظم لأنه لا يجد ذاته الا في ايغاله في القتل وسفك دم الابرياء من شيوخ واطفال ونساء.‏
ان استشهاد اكثر تسعمائة مواطن فلسطيني وجرح أكثر خمسة آلاف من سكان غزة اكثرهم من المدنيين شيوخا ونساء واطفالاً يطرح العديد من الاسئلة منها ترى لو قتل اقل من ربع هذا العدد من الصهاينة ماذا كان سيحدث على المستوى العالمي ؟ بالتأكيد لكنا قد وجدنا مشهدا دوليا آخر وازددنا يقينا بازدواجية المعايير الغربية تجاه ما يجري في منطقتنا وثنائية الخطاب الغربي المنافق و المصدر اعلاميا وهو ما يتناقض تماما مع ما يجري على صعيد الواقع.‏
ان المشهد المأساوي في منطقتنا وما تشهده من ارهاب مزدوج صهيوني تكفيري يصب بالنتيجة في خدمة المشروع الامريكي الصهيوني ما هو الا صناعة استعمارية غربية صهيونية وبتمويل خليجي وتصدير امريكي تحت عناوين وتسميات مختلفة بهدف خداع ابناء المنطقة وشعوبها كما جرت عليه الامور منذ العهود الاستعمارية القديمة حيث تظهر في اشكال وعناوين مختلفة ولكنها في مضمونها ذات طبيعة واحدة وهو ما أكد عليه سيادة الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم.‏
ان العدوان على اهلنا في غزة يأتي هذا العام مترافقا مع احياء الذكرى السنوية ليوم القدس مدينة السلام مسرى الرسول الاعظم حيث تهفو قلوب المؤمنين مسلمين ومسيحين الى قبة الصخرة وكنيسة القيامة هذه الارض المباركة التي لم تسلم من تدنيس الصهاينة لاماكنها المقدسة وسعيهم المستمر لتهويدها واضفاء الطابع اليهودي عليها في تحد واضح لمشاعر مئات الملايين من اتباع الديانات السماوية حيث شكلت المدينة المقدسة تاريخيا قاسما مشتركا .‏
ان احياء يوم القدس يجب ان يكون مناسبة تتوحد فيها كلمة ابناء شعوب المنطقة من كافة الديانات والاعراق لمواجهة هذا العدوان الصهيوني الاستعماري وتتوحد فيه البندقية المقاومة لان البندقية الفلسطينية المقاومة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لاستعادة كامل حقوقه المغتصبة وحقه في العودة الى ارضه ووطنه الفلسطيني.‏
لقد اثبتت الاحداث ان سورية بجيشها وشعبها وقائدها سيادة الرئيس بشار الأسد هم في مقدمة المدافعين عن القضية الفلسطينية والحقوق العربية المغتصبة وان المنظومة المقاومة ومحور المقاومة الممتد من لبنان الى سورية وصولا للجمهورية الاسلامية الايرانية سيبقى الامل في الانتصار لأن فلسطين كانت وستبقى بوصلتنا التي لن نحيد عنها مهما اشتدت الخطوب وغلت التضحيات فنحن شعب عشق الحياة بكرامة واستعذب الشهادة دفاعا عن الارض والعرض والسيادة.‏