لماذا النضال ضد التكفيريين في سورية هو نضال من أجل فلسطين؟

لماذا النضال ضد التكفيريين في سورية هو نضال من أجل فلسطين؟

تحليل وآراء

الأربعاء، ١ أكتوبر ٢٠١٤

أثار حديث الرئيس الأسد أمس أثناء استقباله أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية جملة من التحديات الراهنة التي تواجه المجتمعات والدول العربية والإسلامية، وكان من أهمها توضيح سيادته المخاطر الراهنة الناجمة عن التكفير نظريةً وممارسة على التراث والحاضر والمستقبل، حين أكد أن “مواجهة الفكر التكفيري المتطرف الذي ينشره الإرهابيون وتغذيه بعض الدول الإقليمية لا تقل أهمية عن محاربة أولئك التكفيريين الذين يعيثون قتلاً وخراباً ويدمّرون الإرث التاريخي والحضاري للشعوب أينما حلوا”.
يأتي هذا التأكيد في سياق الأزمات المتلاحقة والمتوالدة التي تهدد المشروع القومي العربي، والإسلامي التاريخي المستنير “المحمّدي”.
فإذا كان القرن العشرون حافلاً بالصدام بين المشروعين القومي العربي، والصهيوني التوسعي، فإن القرن الحادي والعشرين، وعلى ما يبدو، سيشهد انزياحاً في هذا الصدام وتحوّلاً في فهم المخاطر المحدقة بالأجيال وبالشعوب وبالنظم السياسية، ليحلّ محله صدام من نوع آخر لا يقل خطراً على العروبة والإسلام، صدام بين العرب أنفسهم  وبين المسلمين أنفسهم أيضاً، يكون الباعث له والحامل والمحرّك هو التكفير والتطرّف، وقد بدا ذلك واضحاً منذ أحداث 11 أيلول 2001 حيث دفع التحالف الصهيو أمريكي ـ الرجعي العربي بالإسلامويين إلى الواجهة التي تكتمل وتتكامل اليوم صورتها المأساوية.
هذا يعني أن المواجهة مع الكيان الصهيوني ستدخل مرحلة كمون غريبة لم تأتِ من فراغ، ولا بالمصادفة، وسيجلس الصهاينة لوقت قد يطول متفرجين، ومرتاحين أيضاً، إلى هذا الإنجاز الذي حققه لهم التكفيريون وحلفاؤهم فكراً وممارسة، ولن يحلم العرب على ما يبدو بتشرين 1973 التحريرية مرة ثانية، بل هم يتراكضون للانخراط في مشاريع تحالف دولي متعددة ترسم ملامحها وأهدافها الإدارة الأمريكية، الداعم الأساسي للمشروع الصهيوني نظرياً وعملياتياً، مشاريع تضرب في العمق روح المقاومة والصمود العربي والإسلامي، وتغذّي في الأساس التكفير والتطرف لتكون في المحصلة الخدمات متبادلة بين الإرهابين  الصهيوني والتكفيري، “واحد واحد”.
> ألا يعرف الأمريكيون كيف نشأ التطرف الإسلامي المعاصر، ومن ذا الذي ينبش أحقاد الماضي الدفين، ألا تعرف الشعوب العربية والإسلامية مرجعيات الوهابية والإخوان المسلمين، والعثمانية الجديدة البغيضة، وصولاً إلى ترددات صدى “داعش منّا وفينا”؟!.
> ألا تعرف هذه الشعوب، بل شعوب العالم قاطبة الدور القذر لآل سعود وآل ثاني وأردوغان في هذا المعترك التكفيري القاتل الخبيث، الذي يجعل المشروع الصهيوني ينعم بمرحلة تاريخية لم يكن يحلم بها منذ انطلاقته؟!.
> ألا يعرف الجميع من يدعم هذا الانشطار المتسارع والديناميكي، في الوقت نفسه، للعصابات الإرهابية التكفيرية بدءاً من بدعة “المعارضة المعتدلة” إلى بدعة “خراسان” التي ظهرت في أسبوع واحد مع ما نشرته عنها “الأسوشييتد برس” ثم “النيويورك تايمز” تزامناً مع بدء غارات التحالف في الأجواء العربية السورية في 23/9/2014؟!.
> ألا يعرف المتابعون من هؤلاء وأولئك أن من نتائج مخاض “الربيع العربي” تباشير تلوح في الأفق تحمل سقوطاً اضطرارياً لـ “الإسلام السياسي”، وفي الوقت نفسه قلقاً من أن هذا السقوط السريع لم يكن في الحسبان، مع ديناميكيات متسارعة في مراكز الدراسات والقرار للإجابة عن سؤال بل تحدٍ كبير: ما البديل؟.
لذلك تتسع اليوم دائرة الأحرار في الأقطار العربية، والبلدان الإسلامية، والعالم أجمع، الذين يؤمنون وسيعملون نظرياً وممارسة على أن “النضال ضد التكفيريين في سورية هو نضال من أجل فلسطين”.
فامضِ يا جيشنا العقائدي الباسل، ولن تكون وحدك في الساح، فلا أحد يكافح الإرهاب والتكفير والصهيونية إلا “الجيش الوطني” حفيد حركة التحرر العربية.
والأمل معك كبير أيها القائد البطل في هذا المعترك المصيري، وقد تكشّفت أكثر فأكثر خيوط اللعبة، وأهدافها، ونقاط الضعف العديدة فيها، فالنصر حتماً حليفنا.