أوباما أمام الحائط.. بقلم: صالح صالح

أوباما أمام الحائط.. بقلم: صالح صالح

تحليل وآراء

الخميس، ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤

من جديد ..!
أوباما يبحث عن شيءما يفعله فيما تبقى له من وقت في الرئاسة كي يترك بصمة شخصية في دفتر التاريخ قبل أن يلفه النسيان وتطويه الصفحات الصفراء.
الأغلب أنه لن يستطيع ذلك، لأن الجمهوريين الذين يسيطرون على القرار التشريعي في الكونغرس، لن يسمحوا له بذلك، ولا يريدون له تحقيق أي نصر شخصي يصب في خانة الديمقراطيين ويفيدهم في الانتخابات الرئاسية القادمة، التي يعمل الجميع في الولايات المتحدة الأمريكية على التحضير لها والاستعداد لخوضها، والانتصار بها، وانتزاع صولجان الحكم  من يد الطرف الآخر، أو الاحتفاظ به لأربع سنوات قادمة.
أوباما سيعاني كثيراً في المدة المتبقية له في البيت الأبيض، وعلى الأغلب سيقضيها وهو شبه مشلول وعاجز عن اتخاذ القرارات الاستراتيجية في أي أمر يتعلق بالسياسة الخارجية، وكل ما يستطيع فعله بالواقع هو الاستمرار بالطريقة التي ينتهجها في إدارة الأزمات الحالية بالعالم، خوفاً من أي هزة قد تطيح بحزبه المتأرجح في استطلاعات الرأي.
لذلك لن نجده صانع سياسات محنكاً، بل منفذاً لما يرسم له في الغرف المظلمة التي تشغلها جهات متعددة على رأسها ـ السي آي إيه ـ والبنتاغون واللوبي الصهيوني وكارتلات القوى الاقتصادية الفاعلة في واشنطن…
ولن يكون من السهل عليه أيضاً أن يعزز موقعه بمحاولات تحقيق إنجازات في السياسة الداخلية وخاصة الاقتصادية والاجتماعية، التي تعني المواطن الأمريكي أكثر وتشغل الجزء الأكبر من تفكيره.
يبدو أن الثقة بقدرات أوباما بدأت بالتلاشي لدى الشعب الأمريكي وفق ما سجلته استطلاعات الرأي على شبكات التواصل الاجتماعي وتناقلته وسائل الإعلام الأمريكية، بسبب تخبطه في العمل السياسي واستراتيجيته، البلا ملامح، وأدائه المتراجع.
وما زاد الطين بلة الاحتجاجات الغاضبة على خلفية التمييز العنصري المنطلقة من فيرغسون لتتجاوز بسرعة كبيرة حدود ولاية ميسوري الى ولايات ومدن أخرى، والتي تحولت الى أعمال شغب وحرق وتدمير، ليتذوق أوباما وإدارته مرارة الكأس التي سقاها لشعوب المنطقة.
الواضح أنه لم يبق لدى أوباما الكثير من الخيارات وكل ما يمكن أن يقوم به ليس أكثر من ألعاب قديمة يتم استخراجها من حقبته، في محاولة لن تكون أكثر من إعادة ترتيب أوراق لن تجدي، في رأب الانقسام الحاصل في إدارته حول السياسات الواجب انتهاجها حالياً بين مؤيد لزيادة التدخل على الأرض ومعارض، خوفاً من الانغماس أكثر في رمال الشرق المتحركة.
المؤكد أن الجميع في واشنطن متفقون على بقاء الفوضى الحاصلة في المنطقة وضرورة انتشارها وتوسعها لأنها الطريق الوحيد لاستمرار تسيدهم للعالم …!