الشرس...ينتصر لسورية!!

الشرس...ينتصر لسورية!!

تحليل وآراء

الخميس، ٢٦ فبراير ٢٠١٥

بقلم: الدكتور خيام الزعبي*
رجال حقيقيون عاهدوا الخالق, على تقديم الغالي والنفيس بوجه الظلم والتكفير, فلم يركنوا الى الذل والخنوع, لإنهم أرادوا العدالة والكرامة, ولم يعطوا لأرواحهم أي فرصة لإلتقاط الأنفاس, بل منحوا حياتهم لمعارك البطولة والإنتصار, وهذا ما يفعله رجال الجيش السوري منذ أسابيع مضت, وما زالوا يسطرون الملاحم لتموت تحت أقدامهم مملكة الدواعش الزائفة, التي روجت للدماء وقتل الأبرياء, وشوهت الدين الإسلامي، في إطار ذلك فرض الجيش السوري نفسه على الساحة العربية، وأضحى حديث العالم أجمع، بعدما إستطاع إزاحة وطرد تنظيم داعش عن مختلف المناطق السورية وخاصة حلب. حذرت بمقالات سابقة عن العبث الأمريكي، الذي يملك ملفاً أسوداُ مع شعوب المنطقة كالعراق وسورية وأفغانستان والسودان وليبيا واليمن، إذ يتعامل بطريقة مليئة بالإذلال والضرب تحت الحزام حسب نظرية المؤامرة والصفقة في تحقيق غاياته ومطامعه الإستراتيجية خاصة في مصادر الطاقة والنفط والممرات المائية، وفرض قواعده العسكرية الثابتة لضرب حركات التحررفي كل مكان، وبالتأكيد وجد ضالته في منطقة الشرق الأوسط والتي تقع سورية ضمنها، ولكي يرضي حليفته إسرائيل في تدمير أعدائها في المنطقة خلق ما يسمى بالربيع العربي والتي مزّقت دولها وشرذمت شعوبها، وما زالت خطة أمريكا مستمرة فى تفتيت الدول العربية، ليكون الكيان الصهيوني المسيطر على المنطقة بأكملها، وبالنظر إلى الواقع نجد أن أمريكا تعلمت من درس العراق وأفغانستان جيداً وما تكبدته من خسائر جراء الحرب هناك، الأمر الذي إستدعى تغيير جذري في طريقة الغزو، مستبعدة الخيار العسكري المباشر، لتخوض حرباً بالوكالة عن طريق إنشاء تنظيمات إرهابية مثل داعش، تعمل على إنهاك الدول بالداخل وتحقق مرادها دون أن تظهر في الصورة، معتمدة على التفتيت العرقي، وكانت سورية على رأس خطتها. لم تتدخل أمريكا في أي دولة في الشرق الأوسط إلا وحولتها الى خراب وفوضى عارمة، فالطوائف المختلفة التي تعايشت في سلام باتت تذبح بعضها البعض والتي أدت إلى موت وتشريد الملايين وأعداد وفيات لا تقدر في المستقبل، وأوجدت إسرائيل التي سرقت الأراضي ودمرت المدن الفلسطينية، فالمتابع لما تتعرض له سورية من هجمة إرهابية شرسة من قبل داعش بطريقة متقنة من جميع الجوانب، وما يرافقها من دعم الإعلام العربي والدولي، لا بد وأن يصل إلى قناعة أن هذه الحملة المنسقة لا يمكن أن تكون من صنع هذا التنظيم وحده، بل وراءه حكومات إقليمية ودولية غربية، وبالأخص إدارة أوباما، وأن هذا التنظيم المسلح من صنع هذه الحكومات لتوظيفها كقوة ضاربة ضد أية حكومة في العالم تخرج على سياسات هذه الحكومات، ونضطر أن نتساءل هنا، هل دعوة أمريكا لمحاربة داعش للقضاء عليها أم لقيادتها لإحتلال سورية؟ وهل أمريكا معنا أم علينا ؟ وللحقيقة والتاريخ أن اللعبة الأمريكية قد إنكشفت لدينا بالأدلة والوثائق، والتصريحات الأمنية من مراكز القرار السوري، وإنتشار فضائحها بهذه المساحة الواسعة زمناً وجغرافية والبطاقة الشخصية الأمريكية الساقطة أخلاقياً وأرشيفها التآمري المخزي يجعلنا أنْ نشير لها بأصابع الإتهام والأدانة، وعليه، نفهم غض أميركا والغرب النظر عن حرب تنظيم داعش، كون أمريكا وجدت الجهاديين والثوار يصفّون بعضهم بعضاً من جهة، ويقاتلون الأسد وحزب الله وإيران من جهة أخرى، فمهما كانت النتيجة فالغرب هو الرابح، وبالتالي تدمير سورية من الداخل، لأنها تدرك أن سورية قادرة على قيادة المنطقة والصراع ضد إسرائيل،لذلك تعمل على تدميرها وإضعافها في المنطقة. في سياق ذلك يمكنني القول إنه مخطط خبيث تقوده أمريكا, وتلعب على أكثر من حبل, تارة تراها تدعي أنها تقاتل داعش، وتارة تجدها تمد يد العون لهم, وتجد أن مخططها ينفذ بدهاء عندما أطلقت داعش, وبدأ ينهش بلدنا, ويشوه إسلامنا, وعادت لتقول أني سوف أحميكم, وفي الحالتين هي المستفيدة, ونحن الخاسر الأكبر, وفي هذه اللعبة فإن الشعب على دراية تامة بهذا المخطط الأمريكي, وزراعتها لداعش التكفيري في المنطقة, للوصول الى الغاية المرجوة, وهي تقسيم سورية طائفياً وإضعافها في المنطقة. وفي الوقت الذي تخوض فيه القوات السورية, حرباً ليست بالسهلة مع تنظيم داعش ومع من تحالف معه, نتساءل أين تكمن قوة الجيش السوري فى المنطقة والعالم رغم الإمكانيات المحدودة له بالنسبة لبعض جيوش العالم كالجيشين الأمريكي والروسي؟!، إنها العقيدة التى غلبت الجيش الذى لا يقهر أبداً الجيش الإسرائيلي في عام